لا يخفى عن الكثير من القراء، سواء في مجالات التغذية الصحية أو الحمية والرشاقة، أسماء الحميات المختلفة التي تظهر ما بين الآونة والأخرى، مثل حمية أتكينز أو حمية البحر المتوسط وأخيراً الحمية التي يتحدث عنها ويتبعها الكثيرون، بمن فيهم العديد من المشاهير والفنانين وهي حمية الكيتو.
والهدف من جميع هذه الحميات بمختلف أسمائها هو غالباً التخلص من الوزن الزائد والوصول إلى جسم مثالي ورشيق، حيث أنه من الحقائق التي لا شك فيها، أن الحمية أو (الدايت) هي الأساس الذي يرتكز عليه أي نظام مخصص لزيادة أو نقصان الوزن.
وفي هذه المقالة، سأتناول معكِ الحديث عن حمية الكيتو بالتفصيل، وكل ما يتعلق بهذه الحمية من إيجابيات وسلبيات وأنواعها المختلفة.
ما هي حمية الكيتو؟
الكيتوجينك دايت أو مختصرها الكيتو، هي نظام غذائي يحتوي على القليل جداً من الكربوهيدرات (النشويات والسكريات)، وبالمقابل كمية مرتفعة من الدهون، وهي تشبه في مجملها حمية الأتكنز أو الحميات المنخفضة الكربوهيدرات.
حيث أن خفض مستوى الكربوهيدرات واستبدالها بالدهون يضع الجسم في حالة من التمثيل الغذائي تُسمّى: الكيتوسز (وهي زيادة معدل الكيتونات في الدم، والذي يتخلّص منه الكبد لدى الأشخاص الأصحاء كردة فعل طبيعية للجسم).
وعندما يحدث ذلك، ينتقل الجسم إلى حالة كيتونية بحيث يحرق الدهون كمصدر رئيس للطاقة، بدلاً من حالة التمثيل الغذائي الطبيعية التي تحدث في الجسم، وهي استهلاك الكربوهيدرات كمصدر رئيس للطاقة، وبالتالي ينخفض مستوى السكر ويقل إفراز الأنسولين في الجسم.
أنواع حمية الكيتو
قد يظن البعض بأن نظام الكيتو هو مجرد نظام واحد فقط، ولكن في حقيقة الأمر فإنه يوجد أربع أنواع مختلفة لحمية الكيتو، وهي:
1-حمية الكيتو الاعتيادية:
وهي تناول كمية قليلة جداً من الكربوهيدرات، وكمية متوسطة من البروتين، مقابل كمية عالية من الدهون، بحيث تكون مقسّمة كالتالي: 75% دهون، 20% بروتين، و 5% كربوهيدرات.
2-حمية الكيتو الدورية:
وفيها يتخلل حمية الكيتو إضافة كربوهيدرات عالية في مرحلة ما خلال الحمية، مثل ممارسة نظام الكيتو لمدة خمسة أيام متتالية، ومن ثم يومين من تناول الكربوهيدرات بكمية مرتفعة، والاستمرار على ذلك لمدة من الزمن.
3-حمية الكيتو المحددة:
وفيها يمكن إضافة كمية من الكربوهيدرات في الوجبات التي تسبق أو تلي مباشرة النشاط الرياضي.
4-حمية الكيتو العالية البروتين:
وهي مثل الحمية الاعتيادية ولكنها تحتوي على كمية أكبر من البروتين، بحيث تكون نسب العناصر الغذائية الرئيسة مقسّمة إلى 60% دهون، 35% بروتين و 5% كربوهيدرات.
وتعد الحمية الاعتيادية والحمية العالية بالبروتين من أكثر الحميات انتشاراً بهدف إنقاص الوزن، بينما الحميتان الدورية والمحددة تُعدان أكثر استخداماً من قبل الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام.
هل تعد حمية الكيتو حقاً فعّالة في إنقاص الوزن؟
الإجابة هي: نعم.
حيث أنه أُجريت العديد من الدراسات وكانت النتائج دائماً إيجابية فيما يخص مسألة إنقاص الوزن لدى الأشخاص الأصحاء (الذين لا يعانون من أي أمراض مزمنة).
إيجابيات حمية الكيتو:
- نقصان الوزن بصورة سهلة وسريعة، حيث أوجدت الدراسات أن الأشخاص المتبعين لحمية الكيتو قد خسروا أوزانهم بنسبة ثلاثة أضعاف الأشخاص المتبعين لحميات أخرى مثل التقليل من السعرات الحرارية والدهون.
- تناول كمية كافية من البروتين، والذي له الكثير من الفوائد والإيجابيات على جسم الإنسان.
- انخفاض معدل مستوى السكر في الدم وبالتالي زيادة كفاءة الانسولين.
- عدم الشعور بالجوع أثناء اتباع حمية الكيتو، عكس أغلب الحميات الأخرى، حيث أن كمية الدهون المرتفعة، تزيد مدة الشعور بالشبع، وتقلل من الرغبة في تناول الكربوهيدرات، وتقلل الشهية بصفة عامة.
- يوجد عدة دراسات تربط ما بين حمية الكيتو وتأثيرها الإيجابي على مرضى السكر من النوع الثاني، وبعض أمراض التمثيل الغذائي، وبعض الأمراض العصبية ومنها الصرع لدى الأطفال، ولكنها دراسات تحتاج إلى المزيد من الإثباتات والمزيد من الوقت لتوثيقها كحقائق علمية.
سلبيات حمية الكيتو:
- عودة الوزن بمجرد التوقف عن حمية الكيتو، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن أغلب الأشخاص يعودون إلى اكتساب الوزن الذي فقدوه أثناء اتباع حمية الكيتو، بعد عودتهم إلى تناول الكربوهيدرات بصورة طبيعية.
- قد يستهلك الجسم البروتين (العضلات) الموجود في الجسم كمصدر للطاقة، وبالتالي يفقد الجسم أجزاء من الكتلة العضلية مع الكتلة الدهنية أثناء استهلاك الطاقة.
- الآثار الجانبية الطبيعية التي تحدث للجسم عندما يكون في حالة الكيتوسز، مثل الصداع، والشعور بالضعف العام، والإمساك، والشعور بالغثيان، وأيضاً العصبية.
- توجد خطورة في حال ترسب الكيتونات في الجسم عند اتباع حمية الكيتو لمدة طويلة من الزمن وبدون إشراف من اختصاصيي التغذية العلاجية أو أفراد الكادر الطبي المرخّصين، حيث أن الجسم يُصاب بالجفاف وتتغير الكيمياء في الدم، وقد يدخل الجسم في حالة تُسمّى الكيتوأسيدوسيس، وهي حالة ارتفاع شديد في حموضة الدم وقد تؤدي إلى الوفاة.
ومما سبق، يتبين لنا أنه لا يوجد حل سحري دائم لفقدان الوزن بصورة سهلة ودائمة، ومن هنا نعود إلى القاعدة الصحية الأساسية، وهي أن الاعتدال هو الطريق الوحيد الذي تظل آثاره مستمرة في حياة الفرد وصحته، وأن الوزن كرقم، والنحف كغاية، لا يعادلا أهمية الصحة واللياقة، بل إن العمل على تغيير نمط الحياة بالتدريج والاستمرار باتباع العادات الغذائية الصحيحة، هو ما يجب أن يكون الهدف الأساسي لأفراد المجتمع.
نصيحة الاختصاصية هدى
عند وضع أهداف لزيادة أو نقصان الوزن، يجب أن تكون أهدافاً منطقية وتحت إشراف المتخصصين سواء في مجال التغذية أو اللياقة.
يجب معرفة كمية احتياج الجسم إلى السعرات، وإجراء تحاليل دورية للتأكد من عدم وجود نقص في أحد العناصر الغذائية من الفيتامينات والمعادن.
عدم تناول الأطعمة العديمة الفائدة من السكريات المكررة واستبدالها بالفواكه والخضروات، وتناول كمية كافية من البروتينات المتنوعة المصادر، وتجنّب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الحافظة، والأطعمة المصنّعة، واستبدالها بالأطعمة الطبيعية من الحبوب والدهون الصحية، هو السر الوحيد الذي يؤدي إلى استمرارية المحافظة على الصحة والجمال والوزن المثالي.
• هدى بنت منير الزرغ هي سيدة أعمال والمدير التنفيذي لشركة لائق الطبية، واختصاصية تغذية علاجية
كلمات مفتاحيّة:
رجيم صحي،
رجيم،