لقد ترعرعنا على أسئلة تبدو بسيطة مثل، هل نمتِ جيداً؟ هل أنتِ شخص ينام بسهولة؟ هذه الأسئلة غالباً ما نجيب عنها بنعم أو لا، و لكنها في الوقت تطرح علامة استفهام عن حقيقة فكرة النوم. إن لم يكن نومنا جيداً فإذاً هو سيّئ و النوم السيّئ يبدأ بكونه أحد أشكال الفشل.
قيل لنا أيضاً إننا بحاجة إلى النوم "جيداً" من أجل عمل جسمنا بشكل مثالي. "هل لديكِ يوم مهمّ غداً؟ احصلي على نوم جيّد." و إذا لم تفعلي ذلك، فلن يكون أداؤكِ هو الأفضل. هذه الرسائل و الكلمات تقلقنا كثيراً حول فكرة النوم و تجعل منه شيئاً علينا تحقيقه من أجل النجاح، و تجدين نفسكِ فجأة تقلقين حيال النوم، و كلما شعرت بالقلق كان من الصعب عليك الاسترخاء. و كما نعلم جميعاً، ينتج ذلك التوتر و الإجهاد، الأمر الذي يبقينا مستيقظات.
إليكِ ثلاث أفكار واهية تتعلّق بالنوم تبقينا مستيقظات طوال الليل من دون سبب.
الفكرة رقم 1: "أحتاج الى عدد معيّن من الساعات للنوم"
تمطر علينا كلّ يوم معلومات عن مقدار ساعات النوم التي نحتاج إليها. و يبدو كما لو أن دراسات جديدة تظهر يومياً، تقول لنا إنه إذا لم نحصل على كمّية معينة من النوم، فسوف نعاني من تراكم كمّية كبيرة من الدهون في أجسامنا، و سوف نحطم سياراتنا، و نرتكب الأخطاء المعرفية، و نحصل على الانفلونزا، و نطوّر مرض السكري... و القائمة تطول.
هذه رسائل مهمة، خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن النوم هو مضيعة للوقت. و لكن المعايير يمكن أن تأتي بنتائج عكسية بالنسبة للأشخاص الصارمين حيال هذا الموضوع، إذ قالت الدراسة إن الاشخاص يجب أن يحصلوا على سبع ساعات من النوم و حصلتِ فقط على ستّ ساعات و نصف، الجهد من أجل الحصول على نصف الساعة الإضافي يمكن أن يدمّر نومكِ. التوتر بشأن نصف الساعة الأخير سيسبّب لكِ القلق و الأرق، ما يؤدي إلى نوم أقل.
إن كنت تغفين بسهولة نسبياً، و تنامين بعمق نوعاً ما، و تشعرين براحة معقولة خلال اليوم، فأنتِ على الارجح تحصلين على قسط كافٍ من النوم. تفقدي نومك لبضعة أسابيع لمعرفة ما هو معدلكِ الحقيقي.
الفكرة رقم 2: "لا بدّ لي من الاستغراق في النوم طوال الليل"
يختلف النوم من شخص لآخر. هذا واضح خاصّة عندما تتشاركين السرير مع شخصٍ ما. ربما يغفو شريك حياتك على الفور و يستغرق منكِ الأمر في المقابل من 15 الى 20 دقيقة. هذا ليس خطأ، هو فقط اختلاف.
كذلك من الطبيعي أن تستيقظي أثناء الليل. معظم الناس يستيقظون و هم يكملون دورة النوم و يدخلون في مرحلة النوم الخفيف. قد تتذكرين أنك استيقظتِ أو قد لا تتذكرين. قد تعودين مجدداً للنوم و بسرعة أو قد تبقين مستيقظة لفترة قصيرة. النوم ليس بالأمر السلس. لكننا غالباً ما نصاب بالإحباط من هذا الموضوع و هذا الإحباط و القلق يطيلان فترة الصحو و يسببان مشاكل أكبر في النوم.
الفكرة رقم 3: "إذا كنت متعبة، لا يمكنني أن أعمل"
لا أحد يحب أن يشعر بالتعب، و لكن الشعور باستنفاد الطاقة ليس كارثة. مع الكثير من التركيز على الإنتاجية و الأداء، نقع في فخ الكمال و هو السعي لإعطاء 110٪ من إمكانياتنا طوال الوقت، و لأننا نعلم أن النوم يمكن أن يحسّن الأداء، نصاب بالأسى حين لا نحقق ذلك.
صحيح أن الحرمان من النوم يسبّب ضعفاً في الأداء، و لكن هناك فرق كبير بين قلة النوم بين الحين و الحرمان من النوم المزمن الذي يسبب ضعفاً كبيراً. الخلط بين الاثنين يؤدي فقط الى المزيد من القلق و يجعل مشاكل النوم المؤقتة مشكلة أكبر من حجمها الطبيعي.
حين نقول لأنفسنا إننا لن نكون قادرين على الصمود خلال اليوم لأننا متعبون، نحن نكذب على أنفسنا. نحن نتعب نتيجة الكثير من الأسباب: الإجهاد، تقلبات السكر في الدم، إيقاعات الساعة البيولوجية، المزاج و حتى الطقس. يسهم النوم في التأثير على مستوى الطاقة لدينا خلال النهار، و لكنه ليس المسؤول عن ذلك وحده.
بدلاً من أن تقولي لنفسك إنّ ليلة قاسية سوف تؤدي إلى كارثة، ذكّري نفسك في كل المرات التي تمكنت فيها من الصمود رغم عدم حصولكِ على النوم المثالي. اعتني بنفسك و ركزي على مهامكِ اليومية. الانخراط في الحركة و العمل يحسّنان طاقتكِ و مزاجكِ. قد لا تشعرين بالروعة و لكن يمكنكِ أن تدبّري نفسكِ.
كلمات مفتاحيّة:
رجيم الكربوهيدرات،