ربما تظنين أنكِ تتبعين نظاماً غذائياً صحياً، لكنك لا تعرفين فعلياً تأثير ما تتناولينه على صحتك إلا بعد إجراء الفحوصات الطبية والكشف عن مستوى المعادن والفيتامينات المختزنة في جسمك. في الكثير من الأحيان، ترتبط الأمراض والوزن الزائد بتراجع مستوى الطاقة في الجسم وتراجع قدرته على التخلص من السموم بسبب الإجهاد المستمر من ناحية، وعدم حصول الجسم على المغذيات الضرورية من ناحية ثانية. ولهذا، يكون لزاماً علينا الخضوع لبرامج تساعدنا في تخليص أجسامنا من السموم المتراكمة التي تكون السبب الرئيس والمباشر للكثير من الأعراض الصحية، من بينها مشاكل الهضم، ومشاكل في التنفس، وتدنّي نوعية النوم أو الإصابة بالاكتئاب وغير ذلك.
ولأننا نعيش أسلوب حياة كثير الانشغالات والتوتر، نسعى دائماً إلى البحث عن وجهات تقدم لنا الحل المثالي للابتعاد عن الروتين اليومي المرهق وتساعدنا في الوقت نفسه على استعادة طاقتنا وحيويتنا وتحسين ظروفنا الصحية.
بحثنا قادنا أخيراً إلى التعرف إلى برنامج Master Detox Program الذي تقدمه Clinique La Prairie في سويسرا. الهدف الرئيس لهذا البرنامج يقوم على تخليص الجسم من السموم وتحفيز إطالة العمر من خلال مقاربة علمية شمولية تنقي الجسم من السموم، وتساعدك على اتباع أسلوب حياة صحي أكثر، وتعزز قدرة الجسم الذاتية على الشفاء.
يمتد هذا العلاج لأسبوع كامل ويتمحور حول 3 مبادئ رئيسة هي الاختبارات الوراثية السويسرية المبتكرة، الحمية بحسب احتياجات كل شخص، وعلاجات السبا التي تركّز على النتائج.
ماذا تقول لنا مغالي فلوت، الطبيبة في علم التغذية؟
أول ما لفت أنظارنا في Clinique La Prairie تصميمها الداخلي الأنيق والمدروس بدقة كبيرة بحيث يجمع بين عنصرين رئيسين، الإطلالات الخلابة على الطبيعة الخارجية في جبال سويسرا الخضراء، والعامل الوظيفي الذي يعني أن كل شيء في العيادة صُمّم بطريقة تخدم المرضى وتتيح لهم إمكانية التحرك بسلاسة تامة. كل شيء في العيادة مدروس ومتقن إلى أبعد الحدود، حيث يمكن للضيف أن يقيم في إحدى الغرف والأجنحة الـ35 في المباني الثلاثة للمنشأة، كما أنّ "ذا ريزيدنس"، المبنى الأصلي لـClinique La Prairie، يعيد إلى الذاكرة سحر الفنادق الكبرى التي ترقى إلى أوائل القرن العشرين.
خلال زيارتنا للعيادة، خضعنا للعديد من الفحوصات الطبية تحت إشراف الطبيبة في علم التغذية مغالي فلوت من عيادة
Clinique La Prairie، التي أجرينا معها أيضاً مقابلة وطرحنا عليها سؤالين، الأول يتعلق بالسبب وراء تحديد أسبوع للاستفادة من العلاج، فأجابت: "يستمر برنامج الديتكوس طوال أسبوع لأنه من السهل على المرضى الذين يأتون إلى العيادة أن يقضوا أسبوعاً واحداً بدلاً من شهر كامل. ولكن في المقابل، يعود المريض إلى حياته الطبيعية مع مجموعة من النصائح الغذائية التي يمكنه تطبيقها لأكثر من أسبوع، وهكذا يمكننا القول إن برنامج الديتوكس يمتد لمدة شهر كامل. قبل كل ذلك، نحرص على تحليل الحالة الصحية للمريض ونوعية الغذاء الذي يتناوله ، ونحلل الفيتامينات والمعادن، كما نحلل الدم ونستعمل آلة مطورة لتحليل الخلايا لأن بعض أنواع المعادن تكون مخفية في داخلها مثل المغنيزيوم، ولهذا من الضروري جداً معرفة نسبته في الجسم بهدف اكتشاف أي نقص فيه. نحن نعلم أيضاً بأن أي نقص في الفيتامينات والمعادن يمنع الجسم من تنظيف نفسه، ومهمتنا هنا تكمن في إعادة التوازن الغذائي إلى الجسم، فنلجأ في العادة إلى حقن الفيتامينات في حال الحاجة إلى ذلك، أو نعطي المريض جرعات مختلفة من الفيتامينات بحسب حاجة جسمه إليها".
أما عن الفوائد العامة لعلاج الديتوكس، وما الذي يمكن للمريض توقعه عندما يترك العيادة ويعود إلى حياته الطبيعية، فتضيف الطبيبة مغالي: "منافع الديتوكس لا تظهر فوراً، وإنما تظهر شيئاً فشيئاً طوال شهر من الزمن. وعموماً، الهدف الأبرز لهذا البرنامج يكمن في تخليص الجسم من الالتهابات، وتحسين وظائف الجسم، وهذا يعني أن المريض سيتمتع بالمزيد من الطاقة، وسيلمس تحسّناً ملحوظاً في عملية الهضم، وتحسّناً أكيداً في النوم، وكل ذلك بفضل تنظيف الجسم من السموم، الذي يعني أيضاً تقليص نسبة الالتهابات في الجسم والتي تمنعه من العمل جيداً".
تحدثت الطبيبة مغالي أيضاً عن الفحصوات الطبية مؤكدةً أنها "تشمل أيضاً الفحوصات الجينية حيث نعمل مع مختبر مختص في لوزان والذي حدّد آلية معينة من الفحوصات الخاصة بنا، والتي تتيح معرفة إن كان المريض قادراً جينياً على التخلص من السموم أم أنه بحاجة إلى المزيد من المساعدة التي نوفرها له من خلال برنامج الديتوكس. بعض المرضى يعانون من حساسية قوية تجاه الغلوتين أو اللاكتوز وهذا يرفع نسبة الالتهابات في أجسامهم ولهذا نوجّههم أيضاً نحو المأكولات التي يجب التركيز عليها والأطعمة التي يجب تجنّبها. أيضاً لا بدّ من أن نتحدث عن الكافيين الذي يدخل إلى أجسامنا من خلال القهوة والشاي، فإن كانت قدرة الجسم محدودة على التخلص من السموم، يتراكم الكافيين في الجسم ويتسبب بإنهاك الجهاز العصبي وقد يؤدي مع الوقت أيضاً إلى مشكلات في القلب. في عيادتنا نعتمد على النباتات بهدف تنظيف الجسم من السموم، حيث نختار النباتات المعروفة بقدرتها على تنظيف الجسم ومحاربة الالتهابات، نأخذ خلاصتها بالكمية التي يحتاج إليها الجسم ونعطيها للمريض لمدة شهر من الزمن، بهدف تعزيز عمل الكبد وقدرته على طرح السموم خارج الجسم".
ما الذي تحتاجين إلى معرفته بالتفصيل عن برنامج Master Detox Program؟
يبدأ البرنامج من الأحد لغاية السبت، وكل يوم يكون منظماً بنحو يقرّبك من اتباع أسلوب حياة صحي.
اليوم الأول يبدأ مع فحوصات طبية كاملة للجسم، تجري تحت إشراف فريق طبي صارم، إلى جانب اختبار وراثي وفحص المعادن الثقيلة وفحوصات الدم وفحص نسبة الدهون في الجسم.
اليوم الثاني، وبعد التحليل، يحين وقت النتائج. يعد فريق التغذية في العيادة برنامجاً خاصاً بالمريض، يركز على عملية الأيض والتوازن الغذائي الدقيق، بهدف معالجة أي نقص وإيجاد الطريق الصحيح للتخلص من السموم.
اليوم الثالث، يحين وقت تدليل الجسم بعلاجات خاصة في السبا تتمحور حول النتائج، إلى جانب التدليك، تنظيف الوجه، والتحفيز الضوئي للخلايا واليوغا.
في اليوم الرابع لا بدّ من لقاء اختصاصي التغذية مرة أخرى لفحص الجسم وتحديد الخطوات المقبلة لإفادة الجسم على المدى البعيد.
في اليوم الخامس، يحقق الجسم مستوى جديداً من الوعي، بدءاً من النقاوة وصولاً إلى إعادة تجديد الخلايا، بفضل تحليل الحمض النووي الذي جرى سابقاً، وهو خطوة لا بدّ منها لفهم كيف يعمل الجسم على امتصاص المغذيات والتخلص من الفضلات، بهدف تحديد أي مخاطر محتملة على القلب والأوعية الدموية.
اليوم السادس هو اليوم الأخير من العلاج، وفيه ستكتشفين سر علاج Chrysalis لإزالة السموم، وهو علاج حصري من Clinique La Prairie، يكمّل رحلتك نحو النقاوة.
خلاصة الأمر أن زيارة Clinique La Prairie تُعد تجربة لا تُفوّت، فيها ستحظين بقدر كافٍ من الاهتمام والعناية الطبية التي لا تجدينها إلا في الأماكن المخصصة لذلك، وهذه العناية تكتسي طابعاً راقياً بامتياز في هذه العيادة التي تأسست في عام 1931 على يد البروفسور بول نيهانس، وهو من الروّاد في تطوير علاجات إطالة العمر، واستطاعت على مرّ السنوات أن تكتسب سمعةً عالمية كعيادة طبية ووجهة مرموقة للعناية بالعافية.
كلمات مفتاحيّة:
يوجا وتأمل،
رجيم صحي،