في ربيع وصيف 2025، تعود بيوت الأزياء الكبرى إلى القيم الأصيلة التي شكّلت المعنى الحقيقي للأنوثة، فتقدّم لنا تصاميم تحتفي بالأناقة الخالدة ولكن بروح معاصرة فيها شيء من الجرأة الراقية. كأن الموضة اليوم تسعى لأن تذكرنا بجمال التفرد ورقي التفاصيل بعيداً عن المبالغات.
نرى هذه العودة جلية في فساتين Philosophy، التي تأتي طويلة، متهدلة بخفة حالمة، وتحتضن الخصر بخطوط دقيقة تبرز رشاقة القوام. ألوانها الأحادية الراقية تزيدها فخامة وصمتاً أنيقاً، وكأن كل إطلالة تهمس بسحر الأنوثة الطبيعية.
أما Valentino، فقد اختار أن يسير بنا نحو عوالم الفينتج الآسرة، فظهرت الفساتين المزينة بالكشاكش الناعمة وعقدات الفراشة الصغيرة، إلى جانب التوبات بطبعة البولكا دوتس وقصاتها الكلاسيكية الأنثوية. كل قطعة وكأنها رواية قصيرة عن أيام كانت الأناقة فيها فطرية لا تحتاج إلى تصنع.
في تصاميم Balenciaga، نشهد عودة ساحرة إلى قصات الثمانينيات ولكن بروح خفيفة تتماشى مع ذوق المرأة العصرية. فساتين نهارية ناعمة، بأكمام طويلة وقصّات هندسية أنثوية تتراقص بين الماضي والحاضر، وتُبرز قوة الشخصية من دون أن تتخلى عن لمسة الجمال الرقيق.
أما Bottega Veneta فقد قدّمت مجموعات من أطقم التنانير مع البلوزات المطابقة، بخطوط مصقولة وذكية تسلط الضوء على الجمال الطبيعي لقوام المرأة. قصات تجمع بين التحديد والمرونة، فتجعل الإطلالة تبدو طبيعية لكنها محسوبة إلى أبعد حد.
و في عرض Carolina Herrera لموسم ربيع وصيف 2025، برزت أناقة Lady Look بروح أنثوية آسرة تنبض بالجمال والرقي. قدّمت العلامة مجموعة من فساتين الميدي الشيك التي جمعت بين البساطة المترفة والتفاصيل الراقية. بدا التركيز الواضح على إبراز الخصر الرفيع من خلال قصّات دقيقة وأحزمة ناعمة، مما أضفى طابعاً أنثوياً رقيقاً يعانق القوام ويحتفي بجماله الطبيعي. كما أولت التصاميم اهتماماً خاصاً لمنطقة الصدر، حيث جاءت القصّات منسدلة بأناقة وانسيابية تعزز الحركة وتضفي حيوية ناعمة على الإطلالة. أحببت كيف نجحت العلامة في تقديم أنوثة معاصرة تحتفي بالمرأة بثقة وأناقة، فتجسدت القطع وكأنها قصائد حيّة تروي قصة الجمال المتجدد مع كل خطوة.
كل هذه التصاميم توحي بأن موضة 2025 ليست مجرد استعادة لحقبة من الزمن، بل هي احتفاء بالأنوثة الحقيقية، بتلك اللحظة التي تتقاطع فيها البساطة مع الإبداع، والنعومة مع القوّة. وكأن الموضة تهمس لنا: العودة إلى الجمال الحقيقي تبدأ من الداخل، وتنتهي بتفاصيل أنيقة تحكي عنكِ بدون كلمات.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.