هذا العام أيضاً، احتفل
برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم 2021 بمجموعة من السيدات العربيات الملهمات، اللواتي يُعددن نموذجاً تحتذي به النساء في محيطهن، نظراً لجهودهن الكبيرة في الإسهام في مجالات بحثية علمية مهمة، بقيت لوقت طويل حكراً على الرجال. ومن بين هؤلاء السيدات، نتعرف اليوم في هذه المقابلة إلى حليمة النقبي، وهي إماراتية تعمل كباحثة في مجال تعزيز نظام زراعة الأعضاء الحالي ليشمل المجموعات العرقية العربية بغرض تقليل الآثار الجانبية للزرع وخفض تكلفة الرعاية الصحية وتحسين نوعية الحياة
وتسعى حليمة النقبي إلى توسيع مجموعة بيانات الجينوم لكي تعكس بدقة المجموعات العرقية في المنطقة وإنشاء مرجع رسمي لـ"مُعَقَّدُ التَّوافُقِ النَّسيجِيِّ الكَبير" العربي. وتطمح حليمة من خلال بحثها إلى تحسين تقينة زراعة الأعضاء الحالية لمطابقة مرضى زراعة الأعضاء ذات الصلة وغير المطابقين من أجل تقليل الآثار الجانبية للزرع، بالإضافة إلى تسهيل التحسينات في نوعية الحياة ودعم خفض تكلفة الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
أوجزي لنا نتائج بحثك، وكيف تسهمين من خلاله في إحداث فرق كبير في حياة المجتمعات؟
بسبب نقص بيانات الجينوم العربي الكافية، تواجه الرعاية الصحية في الدول الممثلة تمثيلاً ناقصاً، تحديات فريدة من نوعها، ما يؤثر على قدرة الرعاية الصحية في المنطقة على ترجمة نتائج البحوث من الدراسات الجينية الجزيئية إلى تطبيقات إكلينيكية، مثل عمليات مطابقة التوافق النسيجي التي تجري لتحديد قابلية المريض لتلقي عضو من متبرع قبل زراعة الأعضاء. وفي هذا الصدد، يهدف بحثي إلى تقليل هذه الفجوة وتوفير إطار عمل لاختيار المتبرعين أثناء زراعة الأعضاء ونخاع العظام وذلك من خلال دراسة الجينات المسؤولة عن التحكم بجهاز المناعة لدى سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بهدف إنشاء مرجع توافق نسجي سيمكن من المطابقة عالية الدقة بين المرضى والمتبرعين من غير ذوي القرابة. بالإضافة الى ذلك، يسهل هذا المرجع أيضاً البحث حول قابلية المرض و/ أو الحماية للمساعدة في التشخيص المبكر والوقاية المستقبلية والعلاج الشخصي في السكان الناقص التمثيل في شبه الجزيرة العربية.
يسيطر الرجال عادةً على المجال العلمي، فكيف تقيّمين نجاحك من هذا المنطلق؟
من خبرتي ومن منظوري الشخصي، لا أرى أن مجال تخصصي هو مجال يسيطر عليه من الرجال، بل بالعكس تماماً. فأنا فخورة بأن عدد الطالبات في مجال الهندسة الطبية والحيوية من النساء. وأنا أرى أن نجاحي يكمن في أنني كنت محاطة بنظام بيئي داعم في جامعة خليفة للعلوم والتكنلوجيا، حيث أتيحت لي الفرصة لتلقي الدعم المادي والمنح الدراسية التي مكنتني من متابعة أهدافي وعززت تطلعاتي للمستقبل.
ماذا تعني لك هذه الجائزة، وما هي الأهداف التي تضعين نصب عينيك تحقيقها؟
إنه لشرف كبير أن يُعترَف بي من قبل برنامج لوريال - اليونسكو للمرأة في مجال العلوم. هذا البرنامج عبارة عن منصة لتمكين العالمات ودعمهن، ويشرفني أن أكون جزءاً منه. أطمح لأن أصبح استاذاً مساعداً في يوم من الأيام، وأن أواصل العمل في البحوث الطبية الحيوية. هذه الجائزة هي بالتأكيد خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
كيف تسهمين من خلال بحثك وفوزك بهذه الجائزة في تمكين المرأة العربية؟
كان لي شرف التعلم على يد امرأة إماراتية لامعة في مجال العلوم، وهي الدكتورة حبيبة الصفار، مديرة مركز جامعة خليفة للتقنية الحيوية، وأنا على إدراك كامل بتأثيرها على حياتي المهنية. لذلك، ينبع حافزي للعمل مع المواهب الشابة من رغبتي في أن أصبح مصدراً للإلهام. يهدف برنامج L’Oréal-UNESCO للنساء في مجال العلوم، الذي أنشئ في عام 1998، إلى تمكين المرأة في مجال العلوم، من خلال التعرف إلى العالمات الاستثنائيات وتعزيزها وتشجيعها في مراحل مختلفة من حياتهن المهنية. لذلك فحصولي على هذه الجائزة سوف يسلط الضوء علي وعلى مشروعي البحثي، ما سيتيح لي الفرصة لمشاركة قصتي وطموحاتي المستقبلية بهدف إلهام الشابات العربيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.