عندما نأتي على ذكر عبارة "الاغذية المصنعة"، فنحن نعني بذلك الأطعمة التي لا تكون في حالتها الطبيعية الاصلية عندما نقوم بعملية الشراء، وهذا ينطبق على صنف يأتي في علبة من أيّ نوع كانت أو يحمل ملصقاً يضم قائمة بثلاثة مكوّنات وما فوق.
على سبيل المثال، عندما نشتري باقة صغيرة من السبانخ العضوية، عادة ما تحتوي على مكوّن واحد، و هو السبانخ، و كذلك الأمر بالنسبة لعبلة بودرة الكاكاو التي تحتوي فقط على مكوّن واحد، و هو الكاكاو، من دون أيّ إضافات مثل المواد الحافظة و السكر و المنكهات وغير ذلك. لكن إذا تعدّدت أسماء المكونات على نوع معيّن من الأطعمة، فهذا كفيل بأن يجعله يصنّف من ضمن قائمة الأغذية المصنّعة، علماً بأن هذه الأغذية عادة ما تحتوي على كمّيات كبيرة من الملح أو السكر أو المواد الحافظة و الصبغات الضارة جداً.
فما هي الحقائق التي يجب أن نعرفها عن الأغذية المصنعة، و كيف تؤذي صحتنا؟
• الأغذية المصنعة تضعف قوة الجسم ومناعته: أكبر تحدٍّ يواجه الأشخاص الذين يعتمدون في غذائهم اليومي على الأطعمة المصنعة، يكمن في ما يجري حقيقة داخل أجسامهم. لو فكرنا ملياً في الموضوع، لعلمنا ان غالبية هذه الاطعمة تحتوي على موادّ صنعها الانسان، و هي تترك آثاراً على المدى البعيد مشكوكاً فيها للغاية، و قد رُبطت بالكثير من حالات الإصابة بالسرطان، ومن بين هذه المواد، الاسبرتام و BHT و BHA وغيرها.
فالمواد الحافظة الكيميائية و الملونات الصناعية و النكهات غير الطبيعية و شراب الذرة العالي الفروكتوز و الزيوت النباتية و الدهون المشبعة التي توجد بكثرة في الأغذية المصنعة، تسبب الكثير من الامراض، من بينها امراض الأوعية الدموية و السكري و السرطانات...
•
الأغذية المصنعة تسبّب الكثير من الأمراض وتؤدي أحياناً إلى الوفاة: كلما زادت الاطعمة المصنعة التي نتناولها تعقيداً، علمنا انها خضعت للعديد من عمليات التصنيع بحيث ينتهي بها الأمر على شكل المنتج الذي يقدَّم لنا في الأسواق. فالكثير من هذه الأغذية يصار إلى إذابتها و سحقها و معالجتها بالكثير من المنكهات و المواد الحافظة، ذلك أن المصنّعين لا يهتمّون فعلياً بالحفاظ على القيمة الغذائية التي تنطوي عليها هذه الأغذية، بقدر ما يهتمّون بتقديم سلعة لذيذة المذاق، ينكبّ الناس على شرائها من دون الانتباه فعلياً إلى مضارّها. بالنسبة للمصنّع، الأهم هو دائماً تحقيق الربح، و ذلك من خلال إنتاج كميات أكبر بأقل قدر ممكن من التكلفة، و جعلها صالحة لاكبر عدد ممكن من السنوات، من خلال المواد الحافظة، بغض النظر عن الآثار السلبية التي تحدثها هذه المواد الحافظة مع الوقت، حيث تتفاعل مع المواد الغذائية، و لا سيما إذا كانت موضوعة داخل عبوات حديدية، مثل علب السردين و الذرة وغيرهما. وعلى الرغم من أن المصنّعين ينكرون أيّ آثار سلبية لهذه المواد الحافظة على الصحة، تمكنت العديد من الدراسات الطبية من الربط بين
المواد الحافظة و الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
• عادة ما يتم إنتاج الأغذية المصنعة مع فكرة جعل الناس يدمنونها: هل سبق أن جرّبتم إعداد رقائق بطاطا بنفس طعم الدوريتوس أو بسكوت بنفس طعم أوريو؟ من المؤكد أنكم لم تنجحوا في محاولتكم تلك، لأنكم لا تمتلكون نفس الأدوات والخلطات التي تمتلكها الشركات المصنعة في مختبراتها. و الغريب في الأمر، أن هذه الاطعمة السريعة التي تحتوي على كميات عالية من الملح و السكر و الدهون و تفتقر للعناصر الغذائية و الألياف والبروتين و الدهون الجيدة، عادةً ما تترافق مع إنتاج "عناصر السعادة" في الجسم. و هذه العناصر تحفز الرغبة في تناول المزيد من الأطعمة الحلوة او المالحة الخالية من القيمة الغذائية. و إذا تكرر هذا الأمر أكثر من مرة خلال اليوم الواحد، يصبح من السهل رؤية الناس الذين يقبلون على أنواع كثير من الطعام خلال اليوم من دون الشعور بالاكتفاء أو الشبع، ما يعرّضهم لزيادة كبيرة في الوزن. لذلك كثيراً ما نجد بعض الأصدقاء ممن يبدأون بتناول حبة حلوى، ثم لا يتوقفون قبل أن يتناولوا العلبة كلها.
• الاغذية المصنعة هي المسؤولة الأولى عن السمنة: قبل عهد الأغذية الصناعية، وتحديداً قبل الحرب العالمية الثانية، قلما كان هناك أشخاص يعانون من السمنة، أما اليوم، فإن السمنة المفرطة تُعدّ إحدى آفات العصر. لماذا؟ لأن طبيعة نظامنا الغذائية تغيّرت وأصبحنا أكثر اعتماداً على الأغذية المصنعة والوجبات السريعة، بما في ذلك البيتزا و الباستا التي نبتاعها من منافذ بيع الأطعمة السريعة. هذه الأطعمة عادة ما تكون غنية بالدهون المشبعة و المنكهات بما في ذلك الـMSG المسرطن، الذي يجعل الشخص يشعر بالحاجة للمزيد والمزيد من الطعام، و من هنا، ترتفع معدلات السمنة كثيراً في الدول التي تنتشر فيها ثقافة الأطعمة المصنعة و السريعة.
• الأطعمة المصنعة تزيد من الكآبة و تدهور الحالة النفسية: هل سمعتم أحداً يقول "الآن أصبح لديّ شعور رائع" بعد تناول بيتزا كاملة أو وجبة كبيرة من البرغر؟ بالطبع لا. فغالبية الناس عادة ما يشعرون بالخمول و الحاجة للنوم أو بالإحباط بعد وجبة سريعة مشبعة بالدهون، لأن هذا الشعور عادة ما يكون نتيجة رد فعل الجسم الذي يحاول أن يقول لهم إنه غير مرتاح لهذا النوع من الطعام. فما يحتاج إليه الجسم حقيقة، هو الطعام الطازج الغني بالألياف و الفيتامينات والبروتين النباتي والطاقة الحيوية.