جسم الإنسان هو من أبرز الأشياء الثمينة لديه، انه كائن حيّ معقد، يخدمنا بلا كلل ليلًا و نهارًا، فيما يتلقى القليل جدًا من العناية في المقابل.
لأسباب عدة و في الكثير من الأحيان، نحن أكثر استعدادًا للاستماع إلى عقولنا من أن نثق بأجسامنا. نتبع ذهننا مع القليل من التردد، و نقضي وقتنا بالاستماع إلى افتراضاته، و تهيّؤاته و انتقاداته. عندما يتعلق الأمر بالتفكير في أجسامنا، نترك عقلنا يملي علينا تصوراته. تصوراتنا الافتراضية تجعل من السهل بالنسبة لنا أن ننسى أن أفكارنا مبنية على أساس اجتماعيّ. العقل يستوعب مشاريع و مُثل غير واقعية ويبثها في جسمنا.
ما الذي نحتاج إلى أن نتخلص منه؟
1. التركيز على الرجيم بدلًا من التغذية
جسمنا يعمل مثل محرك، ما يعني أنه يحتاج إلى تدفق مستمر من الوقود للوصول إلى كامل قوّته. أحد المصادر الرئيسية للوقود هي الغذاء . بسبب هذه الحقيقة، ينبغي أن تتضمن الوجبات الغذائية أطعمة متنوعة و مجموعة واسعة من الفيتامينات، الألياف، الدهون و حتى الكربوهيدرات. حين نتبع نظامًا غذائيًا و نبدأ بعدّ السعرات الحرارية أو نستغني عن الكربوهيدرات، نعمل على رغبتنا في أن ننظر بطريقة معينة، بدلًا من التركيز على دعم عمل أجسامنا بالطريقة التي نحن بحاجة إليها أيضًا.
2. رفض الادمان على أمور محددة
اطبخي وجبة جيدة و تناولي الحلوى - هذه هي كل الطرق التي يمكننا أن نعالج بها جسمنا. على الرغم من معرفة قمة السرور التي تجلبها هذه الخيارات من الأطعمة، ارفضي فكرة الانغماس كثيرًا والإدمان على الأطعمة السيئة. كوني حكيمة كفاية لرفض الحلوى أحيانًا.
من المهم أن تتذكري أن هناك طرقًا صحية لتعالجي نفسكِ (على سبيل المثال، أنا أحب الشوكولاتة المغطاة ببعض اللوز بعد العشاء). أحد الجوانب بكوننا نعيش حياة صحيّة هو السماح لأنفسنا بأن نتمتّع بهذه الأطعمة.
3. قدّري شكل جسمكِ و لا تهتمي للصورة النمطية في وسائل الإعلام
وفقًا لمؤسسة مركز رينفرو لاضطرابات الأكل، يقدر أن 5% فقط من الأميركيين الشماليين لديهم أنواع جسم مماثلة لتلك التي تصور في وسائل الإعلام.
مع أنّ الأمر قد يبدو شعارًا، غير أنّ وقف التشهير بالجسم يبدأ مع الإدراك أن الاجسام تأتي في جميع الأشكال و الأحجام، و أنّ بعض الاجسام يكون مبالغًا فيها في وسائل الإعلام.
4. التشهير بالناس النحيفين
الطبيعة خلقت الناس بأشكال مختلفة من الاجسام، فمن غير الواقعي أن نرغب بامتلاك الجسم نفسه جميعنا. و على الرغم من أن 90% من الناس يحبون التمتع بقوام نحيف، فإن النساء النحيفات غالبًا ما يجري التكلّم عنهنّ على أنهنّ مهووسات بأجسامهنّ و يعانين من مرض الأنوركسيا . تمامًا مثل أي شخص آخر، يحق لهؤلاء النساء التحرر من أحكام الآخرين عندما يتعلق الأمر بأجسامهنّ.
5. الحكم على مجموعة متنوعة من الأجسام في النادي الرياضي
كانت لديّ معلمة يوغا ذات جسم ممتلئ ، وكان الجميع في الصفّ يتحدثون عنها في مركز اليوغا، بسبب شيوع افكار مغلوطة مثل "إذا كنتِ ممتلئة، لا يمكنك أن تمارسي اليوغا" أو "لا يمكنكِ أن تكوني معلمة يوغا جيدة مع هذا الجسم الممتلئ". هذه الأفكار تمنعنا من رؤية أن اللياقة البدنية تأتي في العديد من الأشكال و الأحجام، و أن ممارسة التمارين الرياضية لها فوائد مماثلة، بغض النظر عن نوع الجسم.
6. الحكم على سلوكيات الآخرين، على الرغم من فهمنا للضغوط التي يواجهونها من المجتمع
الضغط لنتوافق مع معايير الجمال التي يبثها مجتمعنا غالبًا ما يتسرب إلينا بطرق خفية، رغم أنه قد يكون من الصعب أن نترك ما نقوم به لنرتقي إلى مستوى هذه المعايير التي تجعلنا نشعر بأننا جميلات. ان نتعلم قبول و محبة أجسامنا سيكون رحلة مدى الحياة، لكنها لا تخلو من العثرات.
عندما نحكم على امرأة ما لخضوعها لجراحة التجميل، أو لارتدائها الكعب العالي، نصبح منخرطات في عملية تعيير أشكال أجسام الآخرين والحكم عليها. حتى حين يكون حكمنا بمثابة رفض للمثل الاجتماعية، يمكن أن يكون له تأثير عكسي، ما يؤدي إلى خطوة إلى الوراء بدلًا من القفز خطوة إلى الأمام.
7. عدم معرفة أجسامنا
إذا كنتِ تريدين معرفة كم أصبح حكمكِ على اجسام الأخريات متجذّرًا فيكِ، فكرّي بالطريقة التي تتفاعلين بها مع جسمكِ. تعلمنا الخوف من المرآة، أو في بعض الأحيان، أن نشعر بالانزعاج حين نرى أنفسنا عاريات. نحن نمتنع عن قضاء الوقت في استكشاف اجسامنا، و بالتالي نمنع أنفسنا من فهم أجسامنا.
8. تعريف الجمال على أنه أسلوب بدلًا من كونه حالة ذهنية
عندما ندرك أننا أكثر من مجرد أجسام، يمكننا أن نبدأ بالتخلي عن بعض الضغوط التي نضعها على أنفسنا. الجسم هو وسيلة قوية، و لكنها ليست الوسيلة الوحيدة التي نختبر من خلالها الحياة. يأتي الجمال أيضًا من خلال سمات مثل حسّ الفكاهة، الرحمة، التفاني و الذكاء.