الاكتئاب مرض مزمن، فكيف يبدأ وكيف تتخلصين منه مع منتهى الفقيه حجازي

كتبت مدربة الحياة والصحة النفسية منتهى الفقيه حجازي:

الاكتتاب، مرض العصر الذي يصيب جميع الفئات العمرية دون استثناء، هو رد فعل عاطفي على أحداث مؤلمة تفوق قدرة تحملنا فتؤدي إلى اضطراب مزاجي يصيب النفس والجسم. يسبب الاكتئاب شعوراً متواصلاً بالحزن والإحباط وانعدام الرغبة في الحياة، مع نقص في التركيز وفقدان المتعة والاهتمام بمعظم الأنشطة التي اعتدنا الاستمتاع بها. ويعدُّ الاكتئاب ثاني أكثر المشاكل النفسية شُيُوعًا بعد القلق، ويؤدي إلى مشكلات عاطفية سلوكية وصحية، وعادة ما تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بالرجال.

شعور بعدم الأهمية وانعدام تقدير الذات

صعوبة في النوم أو النوم لفترات طويلة

صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات

نقص أو زيادة شديده في الوزن بدون قصد

التفكير الدائم بالموت أو الانتحار

نوبات من البكاء بدون أي سبب واضح

عصبية زائدة وحساسية مفرطة

أفكار انتحارية، وفي بعض الأحيان محاولة الانتحار

أوجاع في أجزاء مختلفة من الجسد بدون تفسير واضح

صعوبات في العلاقة مع الشريك وعزلة اجتماعية

لم يُعرف حتى الآن السبب الرئيسي المؤدي لظهور الاكتئاب، ولكن بيّنت بعض الدراسات أن خللاً في الناقلات العصبية في الدماغ، أو اختلالاً في التوازن الهرموني في الجسم يمكن أن يكون سببًا في ظهور الاكتئاب.

يلعب العامل الوراثي أو الجينات دوراً في ظهور الاكتئاب، فالأشخاص الذين لديهم أقارب بيولوجيون مصابون بالاكتئاب أو سبقت لهم الإصابة به يكونون أكثر عرضةً من غيرهم للمعاناة من الاكتئاب.

إن الحزن والتوتر الحاد والدائم من المواقف والظروف الحياتية القاسية التي قد تفوق قدرة تحمّل بعض الأشخاص من شأنها أن تؤدي إلى الاكتئاب.

بعض الحالات تتطلب استشارة طبيب مختص لوصف العلاج المناسب الذي قد يتضمن تناول أدوية مضادة للاكتئاب. ولقد أثبتت هذه الأدوية فعاليتها في تخفيف هذه الأعراض، ولكن يمكن أن تسبب أيضاً بأعراض جانبية غير مرغوب بها وتظهر بمستويات متفاوتة الشدة من مريضة إلى أخرى.

ويتطلب عدة جلسات مع المعالج النفسي وتشمل محادثات حول الأمور الشخصية المتعلقة بالمريضة والتي سببت أو تسبب لها التوتر والقلق والحزن الدائم. ويُعد العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج بالتركيز على العلاقات مع الآخرين من أكثر العلاجات النفسية فعالية في التعامل مع الاكتئاب. وتتطلب عدة جلسات ويتم خلالها تحديد المعتقدات والسلوكيات السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية، وإيجاد طرق للتكيّف مع الأزمات والبحث عن أفضل الاساليب للتعامل مع المشكلات وحلها.

تُعد ممارسة الرياضة من أكثر الطرق فعالية في القضاء على الاكتئاب. فممارسة الرياضة تولّد خلايا عصبية جديدة في الدماغ. وكما تؤدي إلى إفراز مادة كيميائية وهي الأندورفين وتُسمى أيضاً بهرمون السعادة والذي يلعب دوراً رئيسياً في تحسين مزاجك وتعزيز المشاعر الإيجابية والتخلص من المشاعر السلبية لديك.

الروتين من أكثر الأمور التي تصيب الانسان بالاكتئاب، لذا احرصي على تغيير روتينك اليومي، من خلال اللجوء إلى تعلم هوايات أو مهارات جديده تدخل البهجة إلى قلبك.

يُعد الانسان كائناً اجتماعياً بطبيعته، لذا المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء من شأنه أن يقلل من العزلة والأفكار السلبية التي تُعد من أكثر الأسباب المولّدة للاكتئاب.

التأمل يساعدك على الحصول على ذاكرة أوضح ويقلل التوتر ويحسّن وضوح عقلك، ويجعلك تستمتعين باللحظة الحالية، كما أنه يخفض من مستوى الضغط النفسي والتوتر المسبب للاكتئاب.

وجود هدف تسعين لتحقيقه في الحياة مهما كان نوعه يشعرك بوجود غاية وقيمة لحياتك، كما يزيد حماسك وتقديرك لذاتك، وحتى الأهداف البسيطة من شأنها أن تقيكِ من الاكتئاب.

خلصت غالبية الدراسات إلى أن الأطعمة تلعب دوراً مهماً في تغيير مزاجنا ومستويات الاكتئاب والتوتر لدينا. لذا حاولي تناول الأطعمة التي تحتوي على الأوميجا ٣ مثل التونة والسلمون وتلك التي تحتوي على حمض الفوليك مثل السبانخ والأفوكادو، فكل هذه الأطعمة من شأنها تحسين المزاج والمساعدة على التخلص من الاكتئاب.

الطبيعة البشرية تميل إلى تذكر الألم وخيبات الأمل، وهذه من الأسباب التي تؤثر على الحالة النفسية للمرأة وتجعلها عرضة للاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية المصاحبة له، مثل القلق والتوتر وغيرهما. لذا حاولي قدر المستطاع رؤية الجانب الإيجابي للأشياء والاقتناع بأن الحياة لن تخلو من المشاكل. حاولي تذكير نفسك بالأشياء الجميلة في حياتك وفي شخصيتك مهما كانت بسيطة.

يمكن لخطوات الرعاية التالية مساعدتك في معالجة الاكتئاب كما يجب عليك تثقيف نفسك حول هذا المرض لكي تحفزي نفسك على الالتزام بخطة العلاج. حاولي تحسين مهاراتك في التأقلم مع الظروف الحياتية، وتنظيم وقتك لتخفيف التوتر من خلال إعداد قائمة مهام يومية وتجنبي اتخاذ قرارات مهمة عندما تشعرين بالإحباط لأنك تكونين عاجزة عن التفكير بوضوح وعقلانية.

الاكتئاب مرض مزمن، علاجه يتطلب بعض الوقت وبعض حالات الاكتئاب الحادة قد تحتاج إلى مراقبة طبيب مختص لحين استرداد المريضة عافيتها. كما أن أعراض الاكتئاب قد تتكرر عند بعض الأشخاص وفي حالات أخرى قد تستمر مدى الحياة. فالتشخيص السليم والعلاج المبكر من شأنه أن يساعد في عدم تفاقم الاكتئاب ويقلل أعراضه، مما سيساعد المريضة على العودة إلى حياتها العادية في غضون أسابيع قليلة. وكذلك دعم الأهل والأصدقاء يمكن أن يساهم في رفع مستوى البهجة وتقدير الذات لدى المريضة مما قد يساعد في التغلب على هذه الحالة.

• يمكن متابعة المزيد من نصائح منتهى على صفحتها على إنستغرام: https://instagram.com/mywellnessbubble_?utm_medium=copy_link