
أفتى بعض العلماء بعدم جواز رسم الوجه مع الرأس، لأن التصوير المحرم ينصرف إلى معنى الرأس والوجه. والتحريم لرسم الوجه هو الذي يكون فيه ملامح مثل العين والأنف. أما إذا كان الوجه بدون ملامح فلا يحرم رسمه.
وذهب الآخرون إلى القول بجواز رسم الجسد بدون رأس، أو الوجه وحده، ولكن بشرط أن الصورة محذوف منها شيء لا تتم الحياة إلا به. وهنا نتحدث بالتفصيل من الكتاب والسنة عن حكم رسم الوجه.
ما حكم رسم الوجه؟
رسم الرأس والوجه بما فيه من ملامح كالأنف والعين وغير ذلك محرم ؛ لأن الرأس مع الوجه محل التحريم في الرسم والتصوير ، وهو المقصود من الرسم أصلاً ، ولفظ " الصورة " إذا أُطلق انصرف إليه ، ويدل لذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن قول جبريل عليه السلام له : ( فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقطَعْ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ ) رواه أبو داود (4158) والترمذي (2806) وقال حسن صحيح . وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
أما إذا كان رسم الوجه خالياً من الملامح فلا بأس بذلك.
حكم رسم الوجه في الإسلام
لا بأس في رسم الصور التي تقتصر على الوجه وحده أو العين وحدها أو الجسم وحده دون رأس، فقد صرح أهل العلم بأن حذف جزء من الصورة - لا تتم الحياة إلا به - يخرجها عن الصورة المنهي عنها, قال ابن قدامة - رحمه الله - في المغني: فَإِنْ قَطَعَ رَأْسَ الصُّورَةِ، ذَهَبَتْ الْكَرَاهَةُ, قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الصُّورَةُ الرَّأْسُ، فَإِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ فَلِيس بِصُورَةٍ, وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنْ عِكْرِمَةَ, وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: أَتَيْتُك الْبَارِحَةَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْت إلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ سِتْرٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي عَلَى الْبَابِ فَيُقْطَعُ، فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْتُقْطَعْ مِنْهُ وِسَادَتَانِ مَنْبُوذَتَانِ يُوطَآنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَلْيُخْرَجْ, فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وَإِنْ قَطَعَ مِنْهُ مَا لَا يُبْقِي الْحَيَوَانَ بَعْدَ ذَهَابِهِ، كَصَدْرِهِ, أَوْ بَطْنِهِ، أَوْ جُعِلَ لَهُ رَأْسٌ مُنْفَصِلٌ عَنْ بَدَنِهِ، لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ النَّهْيِ؛ لِأَنَّ الصُّورَةَ لَا تَبْقَى بَعْدَ ذَهَابِهِ، فَهُوَ كَقَطْعِ الرَّأْسِ, وَإِنْ كَانَ الذَّاهِبُ يُبْقِي الْحَيَوَانَ بَعْدَهُ، كَالْعَيْنِ وَالْيَدِ وَالرِّجْلِ، فَهُوَ صُورَةٌ دَاخِلَةٌ تَحْتَ النَّهْيِ.
حكم رسم الوجه بدون ملامح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يصور الصور - رسماً أو نحتاً - أنهم يعذبون يوم القيامة، وهذه الصور المحرمة هي صور ذوات الأرواح، كالإنسان والحيوان والطير، بدليل أن في الحديث قوله (أحيوا ما خلقتم) .
فعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ) . رواه البخاري (5607) ومسلم (2108) .
والذي يظهر أن الصور غير الكاملة الملامح والتي ليس فيها أنف ولا عيون: ليست داخلة في الصور المحرمة، ولا أصحابها داخلين في الوعيد؛ لأنه لا يصدق عليها أنها صورة؛ وليس في هذه الصور مضاهاة لخلق الله.
فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ) . رواه البخاري (5610) ومسلم (2107) .
حكم رسم الوجه بدون رقبة
بالأخذ في هذه المسألة بمذهب المالكية، ووافقتهم بعض السلف وابن حمدان من الحنابلة وهو أن التصوير يكون حرامًا إذا جمع بين الشرطين الآتيين: الأول: أن تكون صورة لإنسان أو حيوان مما له ظل، أي تكون تمثالًا مجسدًا، فإن كانت مسطحة لم يحرم عملها، وذلك كالمنقوش في لوح أو ورق أو قماش، بل يكون مكروهًا، ومن هنا نقل ابن العربي الإجماع على أن تصوير ما له ظل حرام.
الثاني: أن تكون كاملة الأعضاء، فإن كانت ناقصة عضو مما لا يعيش الحيوان مع فقده لم يحرم، كما لو صور الحيوان مقطوع الرأس أو مخروق البطن أو الصدر، (يراجع متن خليل، وعليه شرح الدردير وحاشية الدسوقي 2/337، 338، وغذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني 180، وشرح النووي على صحيح مسلم/ القاهرة- المطبعة المصرية 1349هـ، وفتح الباري 10/338- المطبعة السلفية).
مرجع:
www.fatawa.com
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.