لا يخفى على أحد أن السنوات الأخيرة شهدت تمرّداً كبيراً في عالم الأزياء، ليس من مصممي الأزياء أو العلامات الكبرى، بل من تحرّكات المجتمع التي انعكست على صناعة الأزياء.
من أبرز تلك المحطات التي شهدت تمرّداً هي إدخال عارضات أزياء بمقاسات كبيرة Plus Size وأحجام قد تصل في بعض الأحيان إلى البدانة رافعين شعار "الموضة لجميع النساء" في إشارة واضحة إلى أنه حان الوقت لتتوقف دور الأزياء عن الاستعانة بالنحيفات ذوات القياس صفر size 0 ليُمثّلن عالم الموضة.
من حق النساء أن يجدن مقاساتهن
نعم، من حق جميع النساء أن يتمتعن بجمالهن الخاص وأن يفخرن بأجسامهن مهما كان حجمها، وحين يذهبن لتسوّق الأزياء يجدن التصاميم التي تشمل جميع المقاسات! لكن للأسف هذا بعيد عن الواقع وربما لن يحدث في المستقبل القريب، و السبب لا يقع فقط على المصممين و صُنّاع الأزياء والموضة بل على النساء أنفسهن!
المرأة أشد أعداء المرأة
مع ظهور حركات تدعو لتبنّي مقاييس مُختلفة للعارضات وتغيير الصورة النمطية للعارضات النحيفات، ظهرت المشكلة الحقيقية الكامنة في عدم تقبّل جميع النساء وجود أشكال وأحجام مُختلفة للعارضات بل ويمكن لهذا أن يؤثر بالسلب على صورة علامة الأزياء التي تستعين بهن، وأسباب ذلك كثيرة أبرزها:
الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي هي الأهم
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت هي التي تحدّد ما هو الرائج وما هو "الهاشتاغ" الذي يجب على الجميع اتباعه. ففي عالم مليء بالملايين من المؤثرات حول العالم أصبحت الصورة الجيدة هي الأهم وهي مقياس التعبير عن المرأة وشخصيتها. تلك الوسائل وروّادها لا يقبلن كثيراً معايير مُختلفة للجمال كمنصة عروض تمشي عليها عارضات بأحجام كبيرة، حتى وإن ظهرت بعض الكلمات التي تُشجع على ذلك لكن لا تبقى لفترة طويلة.
السعي خلف الجمال من خلال الجراحات
لم يسبق في تلك الحياة أن تعرّفنا إلى سعي غير منطقي وغير مقبول لإجراء الجراحات التجميلية، وكأن أغلب النساء غير راضيات عن مظهرهن أو للدقة يرغبن في مظهر نمطي مُحدد فُرض من قِبل وسائل الإعلام والمشاهير.
توجّهات المُعلنين
كم حملة دعائية تجرّأت واستعانت بعارضات ذوات أحجام كبيرة؟ لا أتذكر سوى علامتين للتجميل فقط وفي الأغلب مواكبة منها لحركة التمرّد التي ذكرناها في عالم الموضة، غير ذلك تلجأ الشركات الكبرى إلى العارضات الأشهر والأكثر نحافة اللواتي يتطابقن مع الصورة النمطية التي صنعتها النساء بأنفسهن.
خدعة الجسم الرائع
دعونا نتفق أنه لا شيء "أجمل" من الصحة الجيدة والنشاط، لذلك نعم.. في كثير من الأحيان، تُصبح الأوزان الكبيرة خطراً حقيقياً على المرأة ، لكن من جهة أخرى أصبح هناك حالة من الهوس والاندفاع لإنقاص الوزن بطريقة مبالغ بها لتصبح المرأة مثل العارضة تلك التي تتابع أخبارها ويُصبح مظهرها مقبولاً بل مُحبّباً اجتماعياً.
عارضات الأزياء بأحجام كبيرة مصيرهن الفشل
مع كل تلك العوامل والأسباب، أدركنا بطريقة صادمة أن الدعوات والحركات التي تسعى جاهدة لإدخال العارضات بأحجام كبيرة إلى عالم صناعة الموضة تواجهها السيدات أنفسهن بهجوم قوي وشرس، و أصبح تمرّداً محكوماً بالفشل، وإلى أن تتغير مقاييس الجمال في تلك الصناعة المهمة، يجب أن تُدركي جيداً أن المحافظة على جسم صحي ومدى رضاكِ عنه هو ما يكسبكِ جمالكِ الخاص وأناقتكِ.