لا تزال أودري هيبورن، النجمة الأيقونية الحائزة على جائزة الأوسكار، تحتفظ بسحرها الذي لا يخبو بمرور الزمن. ويؤكد كتاب السيرة الجديد "أودري هيبورن: حياة من الجمال غير المؤكد" Audrey Hepburn: A Life of Beautiful Uncertainty للكاتب توم سانتوبيترو على هذه الحقيقة، حيث يكشف عن تفاصيل نادرة وصور غير منشورة من حياتها، التي لم تقتصر على أضواء هوليوود، بل امتدت إلى أدوار إنسانية مؤثرة، من نشاطها في المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية إلى عملها الدؤوب كسفيرة لليونيسف.
يضم الكتاب لمسات فريدة من عالم الموضة، بفضل مشاركة المصمم جيفري بانكس، الذي عرف هيبورن شخصياً. ورغم تردده في الكتابة عنها، وافق على المساهمة بعد أن طلب منه سانتوبيترو تقديم رؤى حول أسلوبها الفريد واختيار صور تعكس تطورها الأنيق. يضم الكتاب 70 صورة، من بينها لقطات لأبرز إطلالاتها المميزة، مع تعليقات كتبها بانكس نفسه.
أودري وعالم الموضة
يروي بانكس لقاءه الأول بهيبورن عام 1982 خلال حفل عشاء تكريمي للمصمم هوبير دو جيفنشي في نيويورك. إذ كان يعلم أنها ستكون ضيفة الحفل، فحجز طاولة قريبة من مكان جلوسها وجمع حوله ضيوفاً أنيقين، محضراً باقة ضخمة من الورود الحمراء لتقديمها لها. كانت هيبورن شديدة الإعجاب بتصاميم جيفنشي، التي ارتدتها في أفلامها الشهيرة مثل "سابرينا" و "وجه مضحك" و "بريكفاست آت تيفاني" . ومن شدة حبها له، لم تقتصر علاقتها به على الأزياء فقط، بل امتدت إلى العطور التي ابتكرها.
ويكشف الكتاب عن موقف محوري في علاقتها مع جيفنشي، حينما اقترحت على المخرج بيلي وايلدر أن تسافر إلى باريس لاختيار أزيائها لفيلم "سابرينا". حينها، سمعت عن المصمم الفرنسي الصاعد جيفنشي، وعندما التقت به لأول مرة، اعتقد أنه سيقابل النجمة كاثرين هيبورن، لكنه شعر بسحر خاص تجاه أودري من اللحظة الأولى. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تصاميمه جزءًا من هويتها السينمائية.
من المواقف اللافتة التي يتناولها الكتاب، شعور هيبورن بالإحراج عندما لاحظت أن مصممة الأزياء إيديث هيد حصلت على الفضل الوحيد في أزياء "سابرينا". بعد هذا الموقف، أصرّت هيبورن على تضمين اسم جيفنشي في عقودها السينمائية، لضمان حصوله على التقدير المستحق عن أي أزياء يصممها لها مستقبلاً.
ويشير بانكس إلى أن فيلم "وجه مضحك" يُعد من أهم الأفلام لعشاق الموضة، لأنه يجمع بين أودري هيبورن، فريد أستير، موسيقى جورج غيرشوين، باريس، تأثير المصور ريتشارد أفيدون، وأزياء جيفنشي. فقد وصفت هيبورن تصاميمه بأنها بمثابة "درع" يمنحها الثقة على الشاشة.
أيقونة موضة خالدة
ورغم مرور أكثر من 32 عاماً على رحيلها، لا تزال أودري هيبورن ملهمة لعالم الموضة، إذ كانت من أوائل من جعلوا الفستان الأسود القصير، والأحذية المسطحة، واللآلئ، رموزاً للأناقة التي لا تبلى. وكما يقول بانكس: "كل هذه العناصر أصبحت كلاسيكيات في الموضة، لأن أودري ارتدتها أولاً، ولم تتوقف النساء عن ارتدائها منذ ذلك الحين."
هذا ويكشف سانتوبيترو أيضاً عن الجانب المتواضع لهيبورن، مشيراً إلى أنها لم تعتبر نفسها جميلة أو موهوبة بشكل استثنائي. كما أن شهرتها لم تكن تعني لها شيئاً إلا إذا كانت تخدم قضايا إنسانية. في أواخر حياتها، أدركت أن شهرتها أخيراً "أصبحت ذات معنى"، تماماً كما قالت إليزابيث تايلور عن عملها في مجال مكافحة الإيدز، قالت أودري ذلك عن عملها مع اليونيسف، الذي كان محور اهتمامها الحقيقي.
هذا الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، بل نافذة على حياة أيقونة امتدت تأثيراتها إلى ما هو أبعد من السينما، لتصبح رمزاً للجمال، الإنسانية والأناقة الدائمة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.