جميعنا شهد المفاجأة الكبيرة التي أحدثتها دار Givenchy في أسبوع باريس للموضة، عندما باغتتنا بإلإعلان عن أن أحدث مجموعاتها تحمل توقيع المديرة الإبداعية سارا بورتون، التي كثُرت التكهنات حول خطوتها التالية بعد مغادرتها دار Alexander McQueen، من دون تحديد وجهتها التالية. وكانت بالفعل مفاجأة من العيار الثقيل، إذ أن بصمات سارا ظهرت واضحة وجلية على التصاميم الجديدة التي امتازت بقدر كبير من الابتكار. أبرز ملامحه كانت القصات المنحوتة مع الأكتاف العريضة وعقدة الفراشة التي زينت العديد من الإطلالات. ولذا، فقد حاز العرض رضا الجميع، ولاسيما أولئك الذين يشعرون بالثقة حيال سارا وقدرتها على أخذ الدار إلى مرحلة جديدة من الإبداع والنجاح.
لكن ما لم نتوقعه هو أن يكون انضمام سارا بورتون إلى Givenchy، مقدمة لإعلان سلسلة من التنقلات والتغييرات في عدد من دور الأزياء الرئيسية. ففي وقت يتحدث فيه المراقبون عن تراجع سوق المنتجات الفاخرة من حيث نِسب المبيعات والأرباح، وفي وقت يُشاع فيه الحديث مثلاً عن قرب انتهاء تعاقد Dior مع المديرة الإبداعية ماريا غراتسيا كيوري، والترقّب الكبير الذي يخيّم على الصناعة مع إطلاق ماثيو بلازي أول مجموعاته لدار Chanel في أكتوبر المقبل، تفاجأنا بإعلان دار Versace نهاية حقبة قديمة بإدارة دوناتيلا فيرساتشي وبداية مسيرة جديدة بقيادة المصمم داريو فيتالي، بعد حوالي 30 عاماً بقيت فيها دوناتيلا مديرةً إبداعيةً لا منافس لها.. وما هي إلا ساعات قليلة، حتى انتشر الخبر الصادم الثاني، وهو إعلان Gucci تعاقدها مع Demna، المدير الإبداعي لـBalenciaga، رغم أنه لم تبرز أي مؤشرات سابقة حول أي نية للمصمم الشهير بالانتقال إلى دار جديدة. فما هي التفاصيل الكاملة؟
Demna إلى Gucci وBalenciaga تنتظر المدير الإبداعي الجديد
في خطوة مفاجئة، أعلن أمس عن تعيين Demna ، المدير الإبداعي لدار Balenciaga منذ 2015، في منصب المدير الإبداعي الجديد لدار Gucci. وجاء الإعلان في بيان صادر عن مجموعة Kering، الشركة الأم لكلتا العلامتين، حيث أكد الرئيس التنفيذي للمجموعة، فرنسوا-هنري بينو، أن "الطاقة الإبداعية لــDemna بالضبط ما تحتاجه Gucci في هذه المرحلة."
وعليه، سيشرف المصمم الجورجي البالغ من العمر 43 عاماً على آخر عرض أزياء له في Balenciaga في السادس من يوليو المقبل، قبل أن يتولى رسمياً مهامه الجديدة في Gucci. ومن المتوقع أن يعمل ديمنا Demnaجنبًا إلى جنب مع ستيفانو كانتينو، الرئيس التنفيذي لدار Gucci ، في صياغة رؤية جديدة للدار الإيطالية العريقة. ولم تكشف Kering بعد عن خليفة Demna في Balenciaga بعد.
علاقة ديمنا السابقة مع غوتشي
لم يكن انتقال Demna إلى Gucci مفاجئاً تماماً، إذ سبق له أن تعاون بشكل غير مباشر مع الدار الإيطالية عام 2021 ضمن مشروع "Hacker Project" الذي سمح لـGucci ـ باقتباس رموز Balenciaga وإعادة تصورها بأسلوبها الخاص. هذا التعاون منح Demna فرصة لاستكشاف التقاطع بين العلامتين قبل أن يُطلب منه الآن رسم مستقبل Gucci بنفسه.
خلال مسيرته في Balenciaga ، نجح Demna في تحويل العلامة إلى واحدة من أكثر دور الأزياء تأثيرًا في العالم. ووفقاً للتقديرات، بلغت إيرادات Balenciaga حوالي 200 مليون يورو في عامه الأول، قبل أن تصل إلى 1.76 مليار يورو بحلول عام 2021. هذه الإنجازات تعكس قدرته الفائقة على المزج بين الإبداع الجريء والتوجهات التجارية الناجحة.
التحديات والفرص أمام ديمنا في Gucci
Gucci ، باعتبارها أكبر دار أزياء فاخرة في إيطاليا من حيث الإيرادات، شهدت بعض التراجع في السنوات الأخيرة، إذ انخفضت مبيعاتها من 10.5 مليار يورو عام 2022 إلى 7.65 مليار يورو في 2024. هذا الواقع يضع Demna أمام تحدٍ مزدوج: إعادة إحياء قوة الدار التجارية مع الحفاظ على هويتها الفريدة.
كيف وصل ديمنا إلى Gucci؟
قبل الإعلان الرسمي عن تعيينه، نظمت فرانشيسكا بيليتيني، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة Kering، جلسة خاصة مع ستيفانو كانتينو لتوضيح خلفيات القرار. وبينما كانت الجلسة سرية، وافق المسؤولون لاحقاً على مشاركة بعض تفاصيلها، والتي تسلط الضوء على اختيار Demna كشخصية مثالية لقيادة Gucci نحو مستقبل أكثر جرأة وتجدداً. ومع هذه الخطوة الجريئة، يترقب عالم الموضة ما سيحمله Deman لـ Gucci، وكيف سيعيد تشكيل هويتها ضمن مشهد الموضة العالمي المتغير.
دوناتيلا فيرساتشي تتنحّى، ومن هو المصمم الجديد؟
على الرغم من أننا لم نكن نتوقع أي تغييرات جذرية على مستوى إدارة التصميم لدى دار فيرساتشي، أعلنت الشركة الأم "كابري" بشكل مفاجئ، عن تنحّي دونايتلا فيرساتشي عن مهمتها كمديرة إبداعية لدار Versace وتعيين داريو فيتالي في هذا المنصب خلَفاً لها. يمثّل هذا الإعلان تحولًا تاريخياً، إذ ستكون أول مجموعة لفيتالي هي الأولى في تاريخ الدار الممتد لـ 47 عاماً دون إشراف إبداعي من جياني أو دوناتيلا فيرساتشي.
ومع ذلك، فإن الارتباط بين فيرساتشي وعائلة فيرساتشي لم ينقطع تماماً. فقد أعلنت الدار، بالتزامن مع تعيين فيتالي، أن دوناتيلا ستواصل تمثيل العلامة ولكن بلقب جديد، إذ أصبحت "السفيرة الرئيسية للعلامة التجارية". وقالت دوناتيلا في بيانها: "لطالما كان دعم الجيل الجديد من المصممين أمراً مهماً بالنسبة لي. يسعدني انضمام داريو فيتالي إلينا، وأتطلع لرؤية فيرساتشي من منظور جديد. أشكر فريقي الإبداعي الرائع وجميع العاملين في فيرساتشي الذين كان لي شرف العمل معهم لأكثر من ثلاثة عقود. كان شرف حياتي أن أواصل إرث أخي جياني، فهو كان العبقري الحقيقي، لكنني آمل أن أمتلك بعضاً من روحه وعزيمته. في دوري الجديد، سأظل الداعمة الأكبر لفيرساتشي، فهي جزء من هويتي وستبقى دائمًا في قلبي".
أما داريو فيتالي، فقد عبّر عن امتنانه قائلًا: "يشرّفني الانضمام إلى فيرساتشي كمدير إبداعي رئيسي، وأن أكون جزءًا من هذه الدار الفاخرة التي أسسها جياني ودوناتيلا. تمتلك فيرساتشي إرثاً فريداً امتدّ لعقود وساهم في تشكيل تاريخ الموضة. أود أن أشكر دوناتيلا على ثقتها بي، وعلى تفانيها في الحفاظ على عظمة العلامة. إنه لشرف كبير أن أساهم في نمو فيرساتشي المستقبلي وتعزيز تأثيرها العالمي من خلال رؤيتي وخبرتي وشغفي".
يبلغ فيتالي من العمر 41 عاماً، ويُعتبر أحد أكثر المواهب الشابة ابتكاراً في مشهد الموضة بميلانو. تخرج من "معهد مارانغوني" عام 2006، وبدأ مسيرته المهنية في "ديسكوارد2" قبل أن ينضم إلى "بوتيغا فينيتا" تحت إشراف توماس ماير. في عام 2010، التحق بـ "ميو ميو"، حيث ترقى إلى منصب مدير تصميم الملابس الجاهزة ورئيس قسم الصورة، قبل مغادرته العلامة التابعة لـ "برادا" في يناير الماضي.
يأتي هذا التغيير بعد سبع سنوات من بيع عائلة فيرساتشي حصتها المسيطرة في العلامة، إلى جانب نسبة 20% التي كانت مملوكة لـ "بلاكستون"، لصالح مجموعة "كابري" الأمريكية مقابل 1.83 مليار يورو. وكجزء من الصفقة، استمرّت دوناتيلا في منصبها كمديرة إبداعية رئيسية للإشراف على تصميم المجموعات وتمثيل العلامة عالميًا.
في الوقت الحالي، تتزايد التكهنات حول احتمال بيع "كابري هولدينغز" لعلامة فيرساتشي. فقد تعرضت المجموعة، التي تمتلك أيضاً مايكل كورس وجيمي تشو، لضغوط شديدة بعد فشل اندماجها المقترح مع مجموعة "تابستري"، المالكة لعلامات كوتش وكيت سبيد وستيوارت ويتزمان، والذي تم رفضه من قبل لجنة التجارة الفيدرالية لأسباب تتعلق بالمنافسة. وتشير التقارير إلى أن كلًا من فيرساتشي وجيمي تشو معروضتان للبيع، مع وجود اهتمام من مجموعة "برادا" بفيرساتشي.
يمثل هذا القرار فصلًا جديدًا في تاريخ الدار، التي تأسست عام 1978 على يد جياني فيرساتشي، بمساعدة شقيقه سانتو، الذي أصبح الرئيس التنفيذي، ودوناتيلا، التي لعبت دوراً أساسياً في تصميم المجموعات منذ البداية. وبعد إطلاق خط "Atelier Versace" في عام 1989، كانت دوناتيلا أول من قدم دبوس الأمان كرمز للدار، وفي عام 1993، كلّفها جياني بالإشراف على خط "Versus"ورغم التباين في وجهات النظر داخل العائلة، إلا أنهم كانوا مترابطين بشدة.
ماذا عن هادي سليمان؟
في 6 يوليو المقبل، سيقدم مايكل رايدر مجموعته الأولى كمدير إبداعي لعلامة Celine، ولذلك تسيطر على العلامة الفرنسية وعشّاقها حالة من الترقّب لمشاهدة بصمات رايدر وما إذا كان سيتمكن من تحقيق نفس مستوى النجاح- الذي حققه المدير الإبداعي السابق هادي سليمان، الذي ترك وراءه أرشيفاً ملئياً بالإنجازات، أو ربما يتجاوزه-. لكن هذا ليس كل شيء، فكثيرون يتساءلون أيضاً عن خطوة هادي سليمان التالية، لاسيما وأنه يُعتبر من ألمع مصممي الأزياء الشباب، ومن المستبعد أن يبقى طويلاً خارج مشهد الموضة، إذ لطالما ساهم بشكل مباشر في تحديد اتجاهات الأناقة وصيحاتها من خلال تصاميمه العصرية التي تتميز بطابع Edgy وبساطة واضحة في الوقت نفسه. وهنا تجدر الإشارة إلى خروج بعض الشائعات التي تحدثت عن احتمال أن يكون هادي خليفة ماريا غراتسيا كيوري، إلا أنها مجرد أحاديث لم ترقَ إلى مستوى الواقع بعد.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.