لم تجد الفنانة البصرية المغربية شامة مشتالي أفضل من المجوهرات لتترجم أفكارها المتقدمة بربط هويتها وتأثرها بفنون العمارة المغاربية، مع تعزيز قيم التعايش السلمي والتناغم بين الثقافات والمُعتقدات المتنوعة في المنطقة وحول العالم.
تشكيلات Moors & Saints الفاخرة مستوحاة من مواقع تُعد بمثابة شواهد وأدلة على التعايش التاريخي بين مجتمعات اليوم التي تحيا في ظل مناخ محفز للانقسام والصراعات، تستلهم التصاميم هويتها من العمارة المغاربية في المواقع المقدسة في جميع أنحاء العالم لتصحبنا كلّ قطعة في رحلة ثقافية فكرية روحية.
تُصنّع مجوهرات Moors & Saints يدوياً في دبي بمواد فاخرة مستدامة بنسبة 100٪ من الذهب عيار 18 وفضة إسترلينية بالإضافة إلى أحجار كريمة وشبه كريمة يمكن تعقبها بالكامل، كما أسست الدار برنامج BeASaint لمضاعفة تأثيرها الاجتماعي ومن خلاله تتبرع بنسبة 10٪ من الأرباح للمنظمات غير الحكومية الشريكة المكرسة لتمكين الفتيات وسد الفجوة بين الجنسين.
تمتلك شامة مشتالي خبرة فنية لأكثر من 10 سنوات درست العلاقات الدولية بالإضافة حل النزاعات في بوسطن، وخلال المُقابلة تُخبرنا عن سر تحولها إلى عالم المجوهرات وكيف يمكن أن توحد المجوهرات الشعوب والثقافات المختلفة:
ما هي نقطة التحول في حياتكِ عندما قررتِ إطلاق علامتكِ الخاصة بالمجوهرات؟
بعد فترة وجيزة من انتقالي إلى دبي، وبعد الانتخابات الأميركية لعام 2016، كان هناك خطاب واضح ومتصاعد بشأن الابتعاد عن الآخر في الإعلام والسياسة وسائل الإعلام والسياسة. ووفقاً لعملي في مجال الدفاع عن اللاجئين والحوار بين الأديان لسنوات، فقد صدمني كيف يمكن تهميش اللاجئين والمجتمعات المحرومة والمجتمعات الملوّنة في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة.
أردت ابتكار علامة تجارية مهمتها أن تقوم بالعكس تماماً وتجد القواسم المشتركة والروابط والصلات بين الناس من مختلف الأديان والخلفيات العرقية. لذلك بحثت عن لغة عالمية تربط كل هذه العناصر، وهنا برز لي التصميم المغربي.
في جميع أنحاء العالم، يمكنكِ العثور على فن العمارة المغاربية، وقصص عن كيفية دمج الأساليب المغاربية مع الأساليب والتقنيات الأخرى للعمارة في المواقع المقدسة للأديان المختلفة لتهيئة دليل رائع على التعددية والحوار بين الأديان.
ما هو الهدف الرئيس وما هي مهمة علامتكِ؟
أردت أن أوصل كل التأثيرات الاجتماعية والأنشطة التي كنت أعمل عليها لعدة سنوات من خلال علامة يكون لها صدى جيد مع المجتمع المحلي هنا، لهذا اخترت المجوهرات والسلع الفاخرة.
كنت أعلم أن هناك تقديراً للسلع الفاخرة المصنوعة يدوياً بنحو أخلاقي في المنطقة. وكان من المهم أن تعطي العلامة قيمة للحضارات والثقافات ذات السياق الإسلامي غير الممثلة؛ لهذا بدأت مجموعتنا الأولى من الحضارة الأندلسية والمغربية لتربط الخيط بالحضارات الإسلامية الأخرى.
لدينا أدلة على أن هذه الأعراق الإسلامية الضخمة قد نمت من خلال التوفيق بين الثقافات والاتصال والتفاعل مع الثقافات الأخرى التي كانت شديدة التنوع.
مهمتنا الرئيسة هي إبراز الحضارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والترويج لها على مستوى العالم، كذلك إظهار تاريخ التعددية داخل المنطقة. نريد أيضاً إبراز التأثير الذي أحدثته الحضارات الإسلامية بكل تنوعها في جميع أنحاء العالم من أوروبا إلى أميركا اللاتينية.
لماذا تظنين أن كلّ علامة يجب أن تنخرط في القضايا الاجتماعية والإنسانية؟
لا شيء مستدام ما لم تكن العلامات مستدامة. كمنتجين ومستهلكين لدينا مسؤولية تجاه مجتمعاتنا وجمعاتنا المستقبلية لضمان أن كوكبنا صالح للعيش. عندما تتصرف العلامات بطريقة مسؤولة تجاه الناس والكوكب، يمكننا ضمان استمرارية علامتنا ومهمتنا وتأثيرنا.
يُعد النزاع وتغيّر المناخ وأزمات اللاجئين أمثلة لما يحدث عندما لا يفكر الأفراد في التأثير القصير المدى والطويل الأجل على الجماعة.
ما هو الحمض النووي لعلامتكِ؟
التصميم المغاربي والتواصل والتأثير الاجتماعي: من خلال منتجات Moors & Saints وتجربة العلامة، أريد أن أقدم للناس (خاصة المهاجرين) طرقاً جديدة للانتماء لأنفسهم وتاريخهم.
ما هو الشيء الأكثر إلهاماً بالنسبة إليكِ؟
التصميم المعماري المغاربي في المواقع المقدسة حول العالم بالإضافة إلى هويتي الثقافية كمغربية.
لمن تصممين؟
أصمم للمستهلك الواعي الذي يقدر الحرفية، ويفهم تأثير مشترياته ويسعى إلى التمكين من خلال التواصل مع نفسه والآخرين.
كيف تريدين أن يشعر الناس عند ارتداء تصاميمكِ؟
أريد أن يشعر الناس بالقوة والتواصل والفخر بتراثهم مع البقاء منفتحين على الثقافات الأخرى.
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.