كريستيان ديور، المصمم الفرنسي الراحل، كان له تأثير عميق في عالم الأزياء، إذ اشتهر بحبه العميق للأشكال الأنثوية. نشأ ديور في أجواء ساحلية جنوبية فرنسية، حيث كانت الحدائق المزهرة تمثل جزءًا من حياته اليومية. ترعرع بين الزهور والنباتات التي ألهمته لتصميم قطع تبرز الأنوثة بأبهى صورها. كانت حدائق الجنوب الفرنسي تنبض بالحياة، وأثرت بشكل كبير على رؤيته الفنية. هذا التقدير للطبيعة انعكس في تصاميمه التي تضم أزهارًا وتفاصيل مستوحاة من عالم الحدائق. كان يرى في الأزهار مصدراً للخيال، وعكست فساتينه الجميلة جاذبية الزهور بألوانها وأشكالها المختلفة. لم يكن فقط مصممًا، بل كان فنانًا يعبر عن رؤيته للجمال الطبيعي. غالبًا ما كانت أزياؤه تلتقط روح الزهور والنباتات في كل تفصيل، من الأقمشة إلى الألوان. كانت أعماله دائمًا تروي قصة الأنوثة والجمال الطبيعي الذي يعكسه في كل تصميم.
اليوم وبوحي من تأثّره الكبير بالورود وعشقه للحدائق والرياحين، تُواصل "فيكتوار دو كاستيلان" إثراء لغة المجوهرات الخاصة بدار ديور من خلال إعادة تفسير مبتكرة لفن النسيج المُخرّم، في مجموعة تحمل اسم "ديور ميلّي دانتيل" Dior Milly Dentelle. مستوحيةً تصاميمها من حدائق "كريستيان ديور" في "ميلي لا فوريه". ابتكرت "فيكتوار دو كاستيلان" عالماً ساحراً ينبض بالحياة والبهجة، إذ تكشف هذه المجموعة عن طبيعة مترفة أشبه بالحلم، تتناغم فيها وفرة من الزهور مع أوراق شجر ذات منحنيات غير متناسقة وبساتين نابضة. إنّها تحيّة مُتعدّدة الأبعاد لتراث "ديور"، تتجسّد في ست وسبعين قطعةً استثنائية، تُعبّر عن أنوثة عصرية، وأزليّة، ومُتعدّدة الأوجه.
أحجار كريمة تكشف عن لوحة مضيئة نابضة بالحياة
في قلب هذه القِصّة الساحرة، تتألّق التصاميم بالذهب الأبيض، الأصفر، والزهري، الذي صُمّم بحرفية استثنائية ليحاكي خيطاً مُرهفاً من النسيج المُخرّم، ممّا يُبرز تفاعلاً آسراً بين التألّق والشفافية. يتم ترصيع التصاميم بالأحجار الكريمة الرائعة واللآلئ الدقيقة، للكشف عن لوحة من الألوان المضيئة والنابضة بالجاذبية.
تتّسم أُطُر القلادات، الخواتم، الأساور، وأقراط الأذن بخفّة مذهلة تكاد تجعلها تتلاشى، لتُتيح لحبيبات الماس، الياقوت، التورمالين، والصفير التألق الكامل بفروقاتها الدقيقة والبراقة في تركيبات مُعقّدة، تُحاكي تشابك تخريم الـ"غيبور" الراقي.
وتجسيداً لروح الأزياء الراقية الباريسية، تتميّز هذه الابتكارات بتركيبة فريدة تجمع بين البراعة والفخامة، لتعبّر عن المهارة الاستثنائية للمشاغل وحس الابتكار الجريء الذي لا يعرف حدودًا للمديرة الفنية. والنتيجة هي نسج سردي رائع مُتعدّد الألوان.
وهكذا، تُشكّل هذه المجموعة تكريماً لسحر الحرفيّة الدقيقة، إلى جانب روعة عالم النباتات الذي يحتلّ مكانة خاصّة في قلب دار "ديور".
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.