في أعماق كل امرأة ينبض شغف فريد يعانق جمال الأحجار الكريمة، وكأنها نجوم تضيء مساحات الروح بألوانها المتلألئة. تلك القطع الصغيرة من الطبيعة تحمل بين طياتها حكايات من العصور القديمة، تروي قصة الزمن وتحتضن سرّ الجمال.
الأحجار الكريمة ليست مجرد زينة، إنها تعبير عن الذات، انعكاس لمشاعر خفية، ورمز للقوة والأنوثة. بألوانها المتنوعة وتدرجاتها الساحرة، تستثير الأحجار نبض الحب والدهشة، وتفتح بوابات لعوالم مليئة بالإلهام.
من الياقوت العميق الذي يشبه لهب الشغف إلى الزمرد الأخضر الذي يحمل في طياته نسيم الطبيعة، تصبح الأحجار لغة تتحدث إلى القلوب. وفي كل مرة ترتدي فيها المرأة قطعة مجوهرات، تحمل معها جزءًا من سحر العالم وروعة إبداعه.
هكذا، تتجدد العلاقة الخالدة بين المرأة والمجوهرات، كأنها رقصة أزلية تعزف ألحان الجمال والأناقة، وتمنح الحياة بعداً يلامس الوجدان. وانطلاقاً من هذا الترابط العضوي بين المرأة والمجوهرات، تفتح بوميلاتو Pomellato فصلاً جديداً من روايتها مع الأحجار الكريمة، يحمل اسم: "فنّ تصميم الأحجار الكريمة". يستند هذا النهج الريادي إلى ركيزتَين أساسيتَين ترسمان ملامح العلاقة الفريدة التي تجمع العلامة بعالم الأحجار الكريمة الملوّنة، أوّلهما فنّ رصد الجمال حيثما يُستبعد وجوده، والمهارة في تحويل هبات الطبيعة إلى كنوز تخاطب الحواس. تتقن بوميلاتو المهارات الفائقة في تصميم الأحجار الكريمة بمختلف القصّات، وتختار منها القصّة المناسبة لكلّ حجر بحيث تسدل الستار عن الجمال الكامن في جوهره.
ومن هذا المنطلق، تتحدّى بوميلاتو قواعد تصميم الأحجار الكريمة المعروفة تحت إشراف مرصّع الأحجار المتمرّس ستيفانو كورتيتشي، إذ تختار أن تسلّط الضوء على أوجه الجمال التي قد يغفل عنها كثيرون. فيؤكّد هذا الأخير قائلاً: "أجوب العالم بحثاً عن أجمل المجوهرات لبوميلاتو منذ 25 عاماً، وأدركت خلال هذه الفترة أنّ الجمال يكمن في التفاصيل التي قد يعتبرها البعض شوائب. ففي كلّ جحرٍ يحتضن مواد مختلطة أو فروقات لونية بسيطة، تتكشّف قصّة توثّق رحلة هذا الحجر على مرّ الزمن. لذلك لا نكتفي بمراعاة قيمة الحجر السوقية فحسب، لا بل نغوص في جوهره والروايات التي قد تنبثق منه."
في هذا الإطار، تولي العلامة عناية فائقة لانتقاء هذه الأحجار المميزة التي ستزيّن مجموعاتها، وتحوّلها إلى تحف فنية تزاوج بين مهارات العلامة التقنية ومزايا الأحجار الفريدة التي تخاطب المشاعر. ولهذا الغرض، تتّبع تقنيات تقطيع ثورية، لاسيّما تلك المستخدمة في مجموعة نودو التي تسدل الستار عن 57 وجهاً فريداً لكلّ حجر، أو تقنية كابوشون التقليدية التي أضافت إليها العلامة لمستها الخاصّة لترتقي بها إلى آفاق جديدة. تُستخدم هذه التقنية للحصول على أحجار كريمة بتقطيع ناعم ودائري تكشف عن عمقٍ استثنائي وطابع متميّز، وبهذه الطريقة تتحوّل الأحجار الخام إلى كنوز لا تقدّر بثمن، تتألّق بجوهرٍ استثنائي. هذا أنّ بوميلاتو تتقن فنّ تصميم الأحجار الكريمة، بحيث تحرص على تقطيع كلّ حجر بحرفية عالية لتسدل الستار عن الجمال الكامن في جوهره، وهذا ما يوطّد العلاقة العاطفية بينه وبين الشخص الذي يرتديه.
الميزات والمجموعات
تختار بوميلاتو أحجارها الكريمة بدقة لامتناهية، إذ تتّبع خطوات مفصّلة تتمحور حول معايير الجمال والتميّز، لانتقاء أحجار لا تشبه سواها. والأكيد أنّ الجمال ليس المعيار الوحيد في الاختيار، فالأهمّ يتمثّل في قدرة الحجر على إيقاظ المشاعر الجيّاشة وحثّ مرتديه على التأمل، بدءًا من أحجار تورمالين بارايبا الزرقاء النيونية، وصولاً إلى أحجار البراسيوليت الخضراء الداكنة. تتجلّى هذه الفلسفة اللامعة في كافّة تفاصيل مجموعاتنا، حيث تتباهى مجموعة نودو بتقطيع غير متجانس يحوّل الأحجار الكريمة الملوّنة إلى قطعٍ فنية استثنائية تتلاعب على الأضواء والألوان، بينما تمتاز مجموعة سابيا بتصميم طبيعي يفصح عن رونق الأحجار الطبيعي. في التسعينيات، كنّا أوّل من اختار استخدام أحجار كريمة تتداخل فيها عدّة مواد، إذ ليست هذه إلّا بصمة الطبيعة التي تطبعها بها. كذلك، تحدّينا التقاليد السائدة في هذا القطاع حتّى استطعنا أن نحوّل هذه المزايا إلى دلائل قاطعة على الأصالة. واليوم، نستمرّ على هذا النهج السبّاق الذي يظهر جلياً في مجموعات مجوهراتنا الراقية التي تدمج قطعاً فريدة معاً بتنسيقات غير مسبوقة. فقد جمعنا مثلاً أحجار التانزانيت مع العقيق البرتقالي، ومزجنا الإسبنيل الفوشيا المشرق مع الزبرجد الأخضر المصفرّ، لصياغة حوارات لونية غير مسبوقة.
تصاميم تتدفّق أمامها الأحاسيس
تمتاز الأحجار الكريمة بجمال خارجي لا يُضاهى، إلّا أنّها تروي أيضاً قصصاً توقظ العواطف بألوانها اللامحدودة. فكلّ لونٍ يشعل بداخلنا إحساساً غامراً أو يعيد إلى خاطرنا ذكرى مميزة، انطلاقاً من الكوارتز الأصفر الذي يتلألأ بألوان شمس المتوسّط، وصولاً إلى التورمالين الأخضر الفاتح الشفاف الذي يفيض بلون الربيع النابض بالحيوية. تجتمع هذه الألوان معاً لتشكل لوحة لونية ندعوها "أوجه الأحجار الكريمة الشاعرية"، وفيها تلوح الرواية الخاصّة بكلّ حجر ويبرز معناه الفريد. فعلى سبيل المثال، يعبّر الكوارتز الوردي عن الحبّ ويوازن المشاعر، بينما يجسّد الجمشت روح الوحدة والقوّة. ومع تزايد الطلب على هذا النوع من الأحجار وتضاؤل كميات الكثير منها، تتضاعف قيمتها العاطفية بشكلٍ ملحوظ. لذلك، عندما تختار امرأة حجراً ملوّناً من بوميلاتو، ليست تنتقي حجراً كريماً فحسب، لا بل تعبّر عن تقديرها لقطعة فنية رائعة نحتتها الطبيعة لتعكس روحها الفريدة وقصتها المميزة.
ويكمل كورتيتشي: "يشبه عالم الأحجار الكريمة الملوّنة باليت الألوان الخاصّة بالرسّام، إذ تفسح المجال أمام عدد لامتناهٍ من الابتكارات. من هذا المنطلق، صمّمنا في بوميلاتو فلسفة الألوان الخاصّة بنا التي تتسامى عن تلك المعروفة في عالم الأحجار الكريمة، وبدأنا نجمع أحجاراً لم يسبق لها أن تلاقت معاً، كما شرعنا بالبحث عن كنوز تتحلّى بتدرجات ألوان نادرة، أو تتباهى بتصاميم خارجة عن القواعد المتعارف عليها. في الحقيقة، تتجاوز قيمة الحجر الكريم مبدأ المثالية، لتكمن في فرادته وتميّزه."
فنّ تصميم الأحجار الكريمة – سمفونية من الألوان والتألق
أحجار نودو الكريمة: "فيض من التألق"
تجسّد مجموعة نودو الأيقونية نهج بوميلاتو الثوري لتصميم الأحجار الكريمة الملوّنة، إذ تنبثق عن تقنية تقطيع حائزة على براءة اختراع، لتتألّق بتصميم هندسي بعيد كلّ البعد عن المثالية، يجمع 57 وجهاً غير متشابه فيسدل الستار عن توهّج الحجر الطبيعي. من هنا، تختار مجموعة نودو الأحجار الكريمة بعناية فائقة بحسب كثافة لونها وقدرتها على التقاط الضوء، بدءًا من التوباز الأزرق السماوي الكريستالي وصولاً إلى توباز لندن الأزرق الداكن، وبدءًا من الجمشت البنفسجي الغني وصولاً إلى البراسيوليت الأخضر النابض بالحيوية. يستخدم خبراء التقطيع في بوميلاتو تقنية التقطيع الفريدة هذه لإضفاء لمسة تميّز على كلّ حجر، بحيث يبدو تصميمه غير متوازٍ ليتلاعب على الأضواء والظلال بأسلوبٍ ابتُكر عمداً للكشف عن أوجه تتجاوز كلّ التوّقعات. وبالنتيجة، يبدو الحجر وكأنّه شفاف إذ يطفو في الهواء، فيما يشعّ جماله بريقاً إذ يجمع ما بين المهارة التقنية والجرأة في الابتكار.
الجشمت: "لغز الطبيعة المعزّز بألوان الشفق"
يكتنف الجشمت أجمل ألوان الأزرق المذهلة في عالم الأحجار الكريمة النادرة، ويمكن العثور عليه حصراً في سفوح جبل كليمنجارو، حيث تنصهر فيه تدرّجات اللون الأزرق في مزيج استنثنائي يبزغ عند تعريضه للضوء، بدءًا من الأزرق الداكن وصولاً إلى البنفسجي الداكن. تحتفي بوميلاتو بجمال الجشمت الطبيعي إذ تقدّمه بتقنية تقطيع باروك الفريدة والمبتكرة، وفي هذا الإطار يشحذ خبراؤنا شكله غير المنتظم لإسدال الستار عن عمقه وروعته بدون التخلّي عن جوهره الذي يلفّه الغموض.
الأكوامارين: "الأحلام المتوسطية في قالبٍ من الكريستال"
ينتمي حجر الأكوامارين إلى مجموعة بيريل، ويشير اسمه إلى مياه البحر، بحيث يوثّق جمال أعماق المحيط بتركيبته الكريستالية. وقد اختارت علامة بوميلاتو عينات مميزة منه ينسجم فيها اللونان الأزرق والأخضر في توازنٍ مثالي، فتذكّر من يراها بمياه الأبيض المتوسّط. كذلك، طوّر خبراؤنا عدّة تقنيات تقطيع بدءًا من تقنية كابوشون وصولاً إلى تقنية تقطيع الوسادة، حيث تعزّز توهّج الحجر الطبيعي وكثافة لونه، مع الحفاظ على لمسته الشفافة الفريدة، فيبدو وكأنّه يحبس النور في قلبه النابض.
الروبليت: "قلب متّقد باللون التوتي"
يعتبر الروبليت من أفخر أحجار عائلة التورمالين، ويتألّق بلونٍ زهري توتي جريء بكثافة قلّ نظيرها في عالم الأحجار الكريمة. وقد اختارت العلامة تقديمه بتقنية تقطيع الوسادة لإضفاء لمسة عصرية عليه عبر تقديمه بأوجه غير متوازية، حتى يعكس الضوء بأبعاد غير مألوفة ويعزز توهّجه الطبيعي. وللمرة الأولى على الإطلاق، يدخل هذا الحجر مجموعة نودو للمجوهرات الراقية.
إنديكوليت: "أحلام آسرة باللون الأزرق"
ينضوي هذا الحجر تحت تشكيلة أحجار التورمالين ويتألّق بلوحة مبهرة من تدرّجات اللون الأزرق، بدءًا من النيلي الداكن وصولاً إلى اللازوردي المبهر. وقد اختارت علامة بوميلاتو أن توظّف مهارتها الفائقة لتحويل كلّ حجر إنديكوليت إلى تحفة فنية تبرز فروقات آسرة بفعل الضوء، إذ تمتاز بزوايا دقيقة تعزز تشبّع لونها بينما تحافظ على مزاياها الاستثنائية. كذلك، اختارت العلامة التقطيع الزمردي وصممته ليلائم كلّ حجرٍ بشكلٍ فريد، حتّى يلقي الضوء على ألوانه الأخّاذة ويزيد تألّقها إلى أقصى الحدود.
• التورمالين: "عجيبة من عجائب الطبيعة"
لامست أنامل بوميلاتو حجر التورمالين وجعلت منه لوحة رائعة يحلو عبرها التعمّق بلوحة ألوانه الملهمة. وقد استخدمت تقنية تقطيع كابوشون المميزة للإشادة بإرث العلامة في عالم صياغة الذهب، فتحوّل المجوهرات إلى قبب سلسة تناشد الحواس وتجذب الضوء إليها كما لو أنّها قطرات من المياه. تمّ تطوير تقنية التقطيع هذه على مرّ عصور من الزمن إذ تطلّبت صقل المهارة الحرفية الميلانية، وباستخدامها استطاعت الدار أن تبتكر قطعاً متناهية العمق والتألّق، لتحتفي بجمال الحجر الطبيعي فيما تزيّنه بلمسة عصرية ملفتة.
• عقيق الماندرين: "من قلب الشمس اللاهب"
يتألّق حجر عقيق الماندرين بلوحة آسرة من تدرّجات البرتقالي والأصفر وصولاً إلى الأحمر الداكن، ليبدو بمثابة كرة نارية نادرة من صنع الطبيعة. وقد استخدمت بوميلاتو تقنية تقطيع كابوشون المميزة الخاصة بها لتعزيز توهّج الحجر الطبيعي، بحيث تجعل سطحه سلساً وملمسه ناعماً، وبهذا يبدو وكأنّه يشتعل من داخله. في هذا الصدد، استطاع الخبراء الحرفيون في العلامة تطوير تصميم كلّ حجر إلى أن بات يقدّم مزيجاً متوازناً بين الكثافة اللونية والشفافية العاكسة للضوء، وهذا ما يلفت الأنظار إليه ويلهب قلوب من يلمسه. تشكّل هذه التموّجات الحسيّة علامة فارقة تميّزنا، إذ تحوّل كلّ حجر إلى منحوتة مثالية تلتقط الضوء في قلبها وتعكسه لتسطع ببريق مبهر.
• الألماس: "عالمٌ من الروائع المخفية"
تتعامل بوميلاتو مع أحجار الألماس البيضاء والسوداء والبنية باتّباع النهج الذي تعتمده لصقل الأحجار الملوّنة. وهي تعتمد تقنية تقطيع روز أو بريليانت لتوثيق براعتها في تقطيع الألماس على الطريقة التقليدية ومزاوجتها مع روعة التصميم العصرية، وبهذا نحصل على أحجار تعبّر بسلاسة وشاعرية عن جوهرها الكريم. تستخدم العلامة تقنية التقطيع البافيه غير المتوازن للتنسيق ما بين الأضواء والظلال، وبهذا تتألق بقوام طبيعي يناشد الحواس ويعكس طابعاً انسيابياً عفوياً.
• المورغانيت: "تورّد الشفق"
يتباهى حجر المورغانيت بلمسات زهرية خفيفة تؤكّد حبّ بوميلاتو للجمال الناعم. وقد طوّر خبراؤنا تقنيات دقيقة لتقطيع هذا الحجر المميز الذي ينتمي إلى عائلة أحجار بيريل، بدءاً من تقنية تقطيع باهيا وصولاً إلى التقطيع على شكل كمثرى، لتعزيز جماله وإبراز رونقه الاستثنائي.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.