تعرفي على أبرز المحطات التي مرّ بها: بوشرون تحتفل بعقدها الأيقوني المستوحى من علامة الاستفهام | Gheir

تعرفي على أبرز المحطات التي مرّ بها: بوشرون تحتفل بعقدها الأيقوني المستوحى من علامة الاستفهام

مجوهرات  Jul 22, 2024     
×

تعرفي على أبرز المحطات التي مرّ بها: بوشرون تحتفل بعقدها الأيقوني المستوحى من علامة الاستفهام

في عام 1879، ابتكر فريدريك بوشرون عقداً شكّل ثورة في عالم المجوهرات الراقية. وفي وقت كانت أجسام النساء مقيّدة بالمجوهرات والأزياء المعقّدة، منحهنّ بوشرون الحرية للتزيّن بهذا العقد دون الحاجة لمساعدة أحد، بفضل تصميمه الذي لا يتضمّن مشبكاً والذي يجعل وضعه حول العنق غاية في السهولة. وبفضل شكله غير المتماثل والجريء، الذي كان نادراً في تلك الحقبة، أُطلق عليه اسم "عقد علامة الاستفهام" Question Mark necklace. وبعد مرور أكثر من 140 عاماً على ابتكاره، لا يزال هذا العقد رمزاً مميزاً لأسلوب بوشرون الفريد. وهذا العام، تحتفل الدار بهذه التحفة الشهيرة من خلال تقديم تصاميم جديدة تسطّر فصلاً جديداً ومميّزاً في قصة "عقد علامة الاستفهام".

أصل عقد علامة الاستفهام

أول رسم لعقد "علامة الاستفهام" محفوظ في أرشيف بوشرون ويعود تاريخه إلى عام 1879. ومنذ انطلاقته الأولى، قدّم هذا التصميم أسلوباً جديداً تماماً، إذ تميّز بطوقه البسيط وزخرفته المنمقّة. وكأول عقد لا يحتاج إلى مشبك، تميّز تصميمه بمرونته الفائقة والحركة المفصلية الحرّة بفضل آلية الزنبرك الخفية، ما أتاح راحة غير مسبوقة في ذلك الوقت. وهذه الآلية الدقيقة، التي تمّ تطويرها حصرياً في مشاغل بوشرون، كانت ولا تزال شبه مخفيّة، ما يدلّ على حرفية استثنائية، وإتقان لا يُضاهى في الصنع.

حصل عقد "علامة الاستفهام" على الجائزة الكبرى في المعرض العالمي في باريس عام 1889. وفي البداية، صنعت منه حوالي ثلاثين قطعة فقط في مشاغل الدار، إلا أنه سرعان ما لفت هذا التصميم المميّز أنظار العملاء الدوليين، بدءاً من العائلة الإمبراطورية الروسية، ووصولاً إلى الأسر أصحاب الشركات الصناعية الكبرى في أميركا.

عقد علامة الاستفهام الجديد القابل للعكس

هذا العام، يقدّم استوديو الإبداع تصميماً مبتكراً لعقد علامة الاستفهام: العقد القابل للعكس. جاءت بالفكرة هيلين بولي-دوكان، الرئيسة التنفيذية لدار بوشرون، كوسيلة لنقل رؤية فريدريك بوشرون الابتكارية إلى المستقبل. شكّلت هذه الفكرة تحدياً كبيراً للمشغل، لكن بعد سنوات عدّة من العمل والتطوير، نجح الحرفيون في ابتكار نظام مخصّص يجعل العقد قابلاً للعكس بحركة بسيطة واحدة. واستُلهمت الخطوط الأنيقة لهذه العقود القابلة للعكس من نموذج يعود إلى عام 1884 محفوظ في الأرشيف، وهو طلب خاص كان قد صُنع لرجل الأعمال الأميركي كورنيليوس فاندربلت.

واليوم، تقوم بوشرون بتصنيع هذا العقد بثلاثة ألوان مختلفة: الأحمر اللامع للروبيلايت، الأخضر الغني للتورمالين، والأزرق العميق للتانزانيت. وعلى الجهة الأماميّة من العقد، تتناغم الأحجار بشكل مثالي، ما يبرز ألوانها الزاهية بفضل الرقائق المعدنيّة. أما على الجهة الخلفية، فيتألق الكريستال الصخري المقطوع بعناية مع بريق إضافي من الماس المرصّع. وتظهر مهارة بوشرون الرفيعة أيضاً في الطوق، الذي يتميّز بترصيع الماس على كلا الجانبين وحتى على الحواف.

تفسيرات جديدة لعقد علامة الاستفهام

في يوليو 2024، تكشف دار بوشرون عن حملة جديدة تعرض أحدث تصاميم عقد علامة الاستفهام التي تستلهم من العقود المحفوظة في الأرشيف، وهي إبداعات لا تزال تلهم استوديو بوشرون حتى اليوم. وكانت بداية القصة مع نبتة اللبلاب. ففي عام 1879، طلب فريدريك بوشرون من الرسّام الفرنسي بول لوغران رسم أول تصميم لعقد علامة الاستفهام، ورسم الفنان سلسلة طويلة من اللبلاب. بعد عامين، في عام 1881، تحوّل هذا الرسم إلى أوّل نموذج للعقد الشهير. إّ أحب المؤسس هذا التصميم لدرجة دفعت مشاغل بوشرون إلى صنع ستّة نماذج منه بين عامي 1881 و1889. ومن خلال اختيار إعادة إحياء هذه النبتة المتعرّشة التي زيّنت أروقة قصر رويال، – حيث افتتح فريدريك بوشرون أول متجر له ،– بدلاً من الاعتماد على النباتات المعتادة التي فضّلها صنّاع المجوهرات الآخرون، قدّم بوشرون رؤية جريئة ومميّزة للطبيعة، بكلّ حريّتها وغناها وجمالها. وعمل الحرفيون بدقّة على تنفيذ هذا العقد لجعل اللبلاب يبدو واقعياً قدر الإمكان، من خلال استخدام درجات الأخضر للأحجار الكريمة مثل الزمرّد، والذهب المطلي بالروديوم، وتقنية التريمبلور القديمة التي تجعل كلّ ورقة تتحرّك مع حركة صاحبة العقد.

ظهرت ريشة الطاووس لأول مرّة في ستينيات القرن التاسع عشر في المجوهرات والتيجان وأصبحت منذ ذلك الحين رمزاً تاريخياً لصانع المجوهرات. واختار فريدريك بوشرون هذا النمط الطبيعي لصنع عقدي علامة الاستفهام في عامي 1882 و1883، إذ اشترى العقد الثاني الدوق الأكبر أليكسي من روسيا. وقد طوّرت دار بوشرون تقنيّة فريدة لتجسيد دقة ريشة الطاووس بكلّ واقعيّة. واستُخدِم النظام المفصلي لمنح أجزاء ريشة الطاووس القدرة على الحركة، حتى أصبح كلّ خيط مستقلاً وحراً مثل الطائر. وتمّ تصنيع هذه التفاصيل جميعها يدوياً، وذلك لتقليد مرونة وجمال الريشة بشكل طبيعي. والآن، يعيد استوديو الإبداع ابتكار ريشة الطاووس بهذا الظلّ الأزرق الحيوي، الذي يعكس لون الياقوت المرصّع كحجر مركزي.

استُلهمت حركة هذا عقد من تصميم دار بوشرون لعقد بنمط ورقة الزيتون في عام 1886. وترصّع هذا العقد أحجار ياقوت موزمبيقي مشغولة بدقة لتشبه عناقيد الفاكهة المعلّقة. استخدم حرفيو الدار تقنيّات تثبيت مختلفة لإحياء التفاصيل النباتية، - بما في ذلك الترصيع المنخفض والشبكي والمنثور والحبيبي وحتى الترصيع الثلجي، – وذلك لمحاكاة تفاصيل الأوراق. علماً أن الأوراق يتم صنعها يدوياً، وتتطلّب كلّ منها ما لا يقل عن 30 ساعة من العمل. وتعمل التصاميم المفتوحة على ظهر الأوراق على إبراز بريق الأحجار وجعل القطعة ككلّ أخفّ وزناً وأكثر جمالية. ولمحاكاة حركة النبات الطبيعية بشكل واقعي، أضاف الحرفيون ثلاثة مفاصل إلى هذا العقد حول الفرع الرئيسي، بحيث يمكن للقطعة التكيّف بدقّة مع حركة صاحبة العقد.

في عقد Laurier Question Mark، يكرّم استوديو الإبداع في بوشرون نمط ورقة الغار من خلال عقد مستوحى من نموذج محفوظ في الأرشيف، يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر. ويتميّز هذا النموذج الجديد بنظام مشبك مبتكر يمنحه قدرة تحويلية رائعة، إذ يمكن تحويله إلى عقد طويل أو قصير، أو بروش، أو حتى زينة للشعر. وتم إنشاء هذا العقد من خلال صياغة متّقنة للغاية، ليكون بمثابة تحيّة للطبيعة كما يراها بوشرون. واستخدم الحرفيون تقنية فيل-كوتو، التي تتضمّن خيوطاً دقيقة من الذهب تشكّل هيكلاً خفياً، ما يمنح القطعة بأكملها خفّة لا مثيل لها. وكلّ ورقة مصنوعة يدوياً من المعدن بصياغة خاصة لتعزيز بريق الماس المثبت بشكل شبكي. وأخيراً، تتدلى قطع الروبيلايت من الأوراق، مثل ثمار ناضجة جاهزة للقطف.

يتميّز عقد Eternity Question Mark بخطوط منحنية وبساطة راقية. وكحال سائر عقود علامة الاستفهام، يحتوي على عجائب مخفية من الابتكار. إذ يمكن فصل الحجر المركزي، ليتحوّل إلى طوق أكثر بساطة، إذ لطالما كان تعدّد الاستخدامات موضوعاً متكرراً في تاريخ عقد علامة الاستفهام.

كلمات مفتاحيّة: اكسسوارات،

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

المجوهرات