بكلمات مؤثرة وإنسانية تماماً مثل عدسات كاميرتها، ألقت نادين لبكي المخرجة اللبنانية والداعمة الرفيعة المستوى للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الكلمة الرئيسة خلال حفل تسليم جائزة نانسن لعام 2019 في جنيف.
تكرّم جائزة نانسن للاجئ، التي تمنحها المفوضية، الأشخاص والمجموعات والمنظمات التي تتفانى في عملها لحماية اللاجئين والنازحين وعديمي الجنسية. ولهذا العام، اختير محامي حقوق الإنسان من قيرغيزستان عزيزبك أشوروف فائزاً بجائزة نانسن للاجئ، حيث ساعدت جهوده جمهورية قيرغيزستان لتصبح أول بلد في العالم يقضي على حالات انعدام الجنسية.
خطاب مؤثر وحلول فورية
خطاب نادين لبكي جاء قوياً ومؤثّراً بدأت به بكلمات من قصتها مع الطفل فراس اللاجئ في لبنان وصراعه اليومي للبقاء وتُسلّط الضوء على مُشكلة عديمي الجنسية من اللاجئين وأطفالهم.
افتتحت نادين لبكي خطابها بهذه الكلمات قائلة: "أنا لا شيء، أنا حشرة، أشعر أنني غير مرئي. تُعامَل الحيوانات أفضل مني. أتمنى لو أنني لم أولد أبداً"، هذه هي كلمات فراس، فتى عديم الجنسية التقيت به خلال سنوات بحثي من أجل فيلمي "كفرناحوم". مثل العديد من الأطفال العديمي الجنسية الذين قابلتهم، عندما سألته: "كم عمرك؟" كانت إجابته: "لست متأكداً، تقول والدتي إنه يجب أن أكون في سن 12 أو 13".. "إذن، أنت لا تعرف تاريخ ميلادك؟" "لا، أخبرتني أمي أنني ولدت خلال فصل الشتاء. كان الثلج يتساقط في ذلك اليوم".
وأضافت: "سيقع فراس في شقوق أنظمتنا ويقضي حياة في الظل. سينتهي به الأمر كأنه شخص غريب في نفس المكان الذي ولد فيه ونشأ فيه، ليصبح غير مرئي، حتى في عينيه. ربما سيتعرّض للاستغلال، وربما حتى الاتجار بالبشر. قد يضطر حتى إلى اللجوء إلى الجريمة والسرقة، لمجرد البقاء على قيد الحياة".
وفي خطابها الرئيس للحفل، قدّمت بعض الحلول العاجلة المُقترحة للحد من أزمة عديمي الجنسية وقالت: "أعلم أن لانعدام الجنسية عدة أوجه وأشكال. ولكنّ شيئاً بسيطاً مثل إلغاء تكلفة تسجيل الأطفال أو معالجة عدم المساواة بين الجنسين في قوانين الجنسية يمكن أن يحل هذه القضية الوجودية لدى الكثير ممن حياتهم مكسورة حول العالم".
وفي نهاية الخطاب قالت: "السيد أشوروف الحائز جائزة نانسن هذا العام، يجسّد هذا الحلم نفسه. أنا أحيّي جهوده وأستغلّ هذه الفرصة لأحيّي جهود بلادي، لبنان، هذا البلد الصغير، الذي رغم صراعاته، يعيش فيه اليوم أكثر من مليون ونصف مليون شخص لاجئ ونازح وعديم الجنسية".
كلمات مفتاحيّة:
نادين لبكي،
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.