في الوقت الذي دخلت فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السابع، مازال العالم الغربي يحاول جاهداً ممارسة الضغوط على صنّاع القرار من أجل الدفع باتجاه فرض وقف تام لإطلاق النار وإنقاذ أكثر من مليون فلسطيني من العالقين في مدينة رفح.
وقد تزامنت هذه الضغوطات، ولاسيما تلك التي تشهدها الجامعات الأميركية إذ تعيش الحركة الطلابية أوجّ نشاطها في المرحلة الراهنة، مع حفل MET Gala الذي طالته الكثير من الانتقادات بسبب تركيزه على الموضة وعلى المشاهير، في الوقت الذي يواجه فيه أبناء القطاع، الموت المحتم في كل يوم وكل ساعة.
وقد سارت تظاهرة طلابية حاشدة في نيويورك خلال تنظيم الحفل الذي أقيم في متحف ميتروبوليتان للفنون، غير أن الشرطة الأميركية منعت المتظاهرين من الوصول إلى المكان، فاقتصرت حركة الاعتراض على الطرقات المؤدية إلى الحفل، وقد علت الأصوات منددةً بالمشاهير الذين حضروا الحدث متناسين المأساة التي يعاني منها الفلسطينيون.
وقد شكل مقطع الفيديو الذي صورته النجمة هايلي بايلي "نقطة اللاعودة"، إذ أثارت سخط المدافعين عن الفلسطينيين ودفعتهم إلى إطلاق حملة تحت اسم #blockout الهدف منها، حجب الصفحات الرسمية الخاصة بأبرز مشاهير العالم المناصرين لإسرائيل، او ممن لم يبدوا دعمهم للشعب الفلسطيني، بغية التأثير سلباً على عائداتهم المالية من مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن الآلاف منهم، يتقاضون مبالغ طائلة من الإعلانات التي يتمّ بثّها على هذه المواقع.
وكانت هايلي بايلي قد ظهرت في مقطع فيديو قصير وهي ترتدي زياً مستوحى من ملكة فرنسا أيام الثورة الفرنسية ماري أنطوانيت، وقامت أيضاً بتكرار عبارتها الشهيرة "فليأكلوا الحلوى" Let Them Eat Cake، وذلك عندما قِيل لها إن أبناء شعبها يتظاهرون لأنهم غير قادرين حتى على تناول الخبز. وقد اعتبر النشطاء خطوة هايلي هذه، أشبه بالسخرية من معاناة الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب تجويع لا تقلّ ضراوةً عن الحرب القتالية. وعليه، انطلقت حملة #blockout في جميع أنحاء العالم ووصلت إلى العالم أيضاً. فبعد أن روّج النشطاء لحجب المشاهير الأجانب، علت الأصوات العربية المطالبة أيضاً بحجب المشاهير العرب ممن لم يبدوا أي تعاطف مع الشعب الفلسطيني.
ما هي حملة #blockout؟
استهدفت الحملة العالمية العديد من مشاهير الصف الأول مثل سيلينا غوميز، زندايا، دريك، جاستن بيبر وزوجته هايلي، عائلة كارداشيان والأختين جينير. حتى أن المعجبين القدامى بالنجوم مثل تايلور سويفت أعلنوا عن قراراتهم بحظر نفس المشاهير الذين تابعوهم وأعجبوا بهم من قبل.
وقد أدّت هذه الحملة إلى خسارة مشاهير السوشيل ميديا لملايين المتابعين ، فكيم كارداشيان وحدها خسرت 3 ملايين متابع، كما جرى أيضاً حجب العلامات التجارية الخاصة بهؤلاء المشاهير، مثل علامة SKIMS لكيم كارداشيان، وKylie Cosmetics لأختها كايلي جينير، وعلامة Rare Beauty لسلينا غوميز وغيرها.
في المقابل، انتشرت حملة معاكسة دعت إلى تقديم كل أوجه الدعم لمغني الراب ماكليمور الذي كان قد عبّر أكثر من مرة وبطريقة علانية، عن موقفه الداعم لفلسطين، حتى أنه أطلق أغنية راب جديدة باسم Hind’s Hall، يتحدث فيها عن معاناة الشعب الفلسطيني في مواجهة القتل والإجرام الإسرائيلي. وقد دعا النشطاء إلى استعمال هذه الأغنية ووضعها على مقاطع الفيديو قبل مشاركتها على تيك توك، بعدما تأكدوا من أن ماكليمور تكفّل بالتبرّع لقطاع غزة بكل الأرباح التي ستجنيها هذه الأغنية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفيما يتعلق بالمشاهير العرب، مازلنا غير متأكدين تماماً من جدوى هذه الحملة لاسيما وأن الشارع العربي غير منظّم، كما أنه يصعب تحديد المشاهير الذين لم يبدوا تأييدهم المباشر للشعب الفلسطيني، لأن غالبيتهم فضّل الصمت خوفاً من الوقوع في خطأ لن تسامحهم عليه الأنظمة العربية التي بدورها تقف موقف "النأي بالنفس" عن الصراع الدائر اليوم في فلسطين المحتلة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.