دائماً ما تخفي الأضواء والشهرة وراءها الكثير من المعاناة، وكفاحاً كبيراً، وأزمات لا تخطر ببال الجمهور. هذا ما كشفته الفنانة اللبنانية إليسا في الوثائقي الجديد الذي يُنشر على منصة Netflix تحت عنوان It’s Ok، ويتكون من ثلاث حلقات، تحدثت فيها إليسا عن بداياتها في عالم الفن، جراحات التجميل التي خضعت لها، حملات الانتقاد التي تعرضت لها، وكشفت الكثير من الأسرار والحقائق التي غابت عن جمهورها ومحبيها.
لوم وعتاب
يُعتبر وثائقي It’s Ok بمثابة الكشف عن الوجه الآخر لإليسا. الإنسانة الآتية من بيئة متواضعة، إليسا الإنسانة التي عانت كثيراً ووحيدةً في الخفاء، ولكنها حوّلت معاناتها إلى مصدر قوة وسبب للنجاح.
فخلال السنوات القليلة الماضية، تصدرت إليسا الأخبار الفنية عندما أعلنت اعتزالها، ومن ثمّ قرارها بالعودة إلى الساحة الفنية، مروراً بالمرض العضال الذي أصيبت به، فانقسم الجمهور بين داعم ومشكك بحقيقة هذا المرض.
وقبل هذه الأزمات المتتالية التي عاشتها، شهدت الحياة الفنية لإليسا الكثير من "الطلعات والنزلات"، فبين تحقيقها للنجاحات التي أوصلتها إلى الفوز بجوائز فنية عالمية، وبين حملات الانتقاد اللاذعة التي كانت تتعرض لها، سواء بسبب خضوعها لجراحات تجميلية فاشلة أم بسبب تصرفاتها القاسية بحق بعض الإعلاميين، كانت إليسا تعاني وحيدةً، وكانت تلجأ دائماً إلى والدها لطلب النصيحة، فهو كان دائماً ملاذها الأول والقلب الحنون الذي تشكو له همومها، قبل أن يتوفى في العام 2004 بسبب المرض الذي أصابها هي أيضاً لاحقاً: السرطان.
يبدأ وثائقي It’s Ok، في منزل إليسا الأنيق في بيروت، فنراها عند الساعة الثالثة فجراً وقد جافاها النوم، فتلجأ إلى المطبخ لتناول الطعام، ولتتحدث عن شعورها بالوحدة ومعاناتها من الأرق. تحدثت إليسا أيضاً عن بداياتها الفنية وكيف أن برنامج استوديو الفن لم يؤمن بموهبتها فمنحها الجائزة الفضية بدل الذهبية، وكيف انطلقت إلى عالم الشهرة بفضل إصرارها على تحقيق أهدافها، فكانت تكرر "أنه لا وجود للمستحيل في قاموسها". وعلى الرغم من كل التعب والجهد اللذين بذلتهما لتصبح نجمة من نجمات الصف الأول، لامت إليسا الكثيرين ممَن كانوا ينشرون "سمومهم" بحقها من خلال انتقاد كل ما تقوم به، والتشكيك بنجاحاتها.
تحدثت إليسا أيضاً عن علاقتها القوية بوالدها وتأثرها الشديد لفقدانه، كما تحدثت عن الفترة التي قضتها مع أختها في المدرسة الداخلية وقامت بزيارة الراهبة التي كانت تشرف عليهما في ذلك الوقت.
تطرق الوثائقي أيضاً إلى صداقات إليسا والأشخاص المقرّبين منها، فضلاً عن علاقتها بأمها أختها وأنجيلا، وهي الشابة المصرية التي تعتبرها إليسا بمثابة "الابنة التي لم تنجبها".
مرحلة المرض
توقف الوثائقي ملياً عند الأزمة المرضية التي مرت بها إليسا، إذ أصيبت بالسرطان، ورغم ذلك، لم تُذعن للمرض ولم تتوقف عن إحياء الحفلات الفنية وتسجيل الأغاني في الوقت الذي كانت تخضع فيه للعلاج. كما كشفت الفنانة اللبنانية عن تعرض يدها اليُمنى لمشكلة عصبية نتجت عن علاج السرطان، فضلاً عن أوجاع تصيب قدميها وتمنعها في بعض الأحيان من ارتداء الحذاء. وقالت إليسا إن المعاناة العاطفية التي كانت تعيشها قبل أن تعرف أنها مصابة بالسرطان، ربما كانت السبب وراء هذه الأزمة الصحية التي مرّت بها، إذ كشفت بأنها كانت في علاقة "سامة" جعلتها تعاني الأمرّين. ولفتت إلى أنها شُفيت من السرطان عندما قررت أن تضع حداً لهذه العلاقة وأن تطوي صفحتها إلى الأبد.
ومع ذلك، لم تخف إليسا أنها تعيش اليوم علاقة عاطفية عن بُعد تُشعرها بالاكتفاء، ووصفت حبيبها بأنه إنسان نبيل ذو شخصية كريمة، وقالت إنها على ثقة تامة بأنه لن يخونها أبداً.
شغف بالشياكة
تخلل الوثائقي زيارة إلى منزل إليسا في باريس، وهو منزل أنيق ومتواضع، كشفت فيه الفنانة عن إحدى اللوحات التي تجمع رموز العلامات التجارية المرموقة، متراكمة فوق بعضها البعض وقالت: "هذه اللوحة تشبهني لأنني أحب الشياكة وأحب ارتداء البراندز".
وخلال المحطة الباريسية، شاهدنا إليسا وهي تتسوق برفقة أنجيلا وصديقة أخرى من متجر برادا ومتجر إيلي صعب وقد اختارت العديد من الفساتين وحقيبة كلاتش مبتكرة. وبينما حاولت أنجيلا الحد من ميل إليسا إلى التسوق، قالت الفنانة إنها تحب أن تدلل نفسها وإن الله قد منحها موهبة ساعدتها على جني الكثير من الأموال التي تتيح لها اقتناء ما يروق لها.
وهنا كان من الواضح ميل إليسا إلى اقتناء المنتجات الفاخرة، إذ ظهرت خلال الحلقة وهي تزين معصمها بعدد من الساعات الباهظة، من بينها ساعة روليكس وساعة باتيك فيليب، كما ظهرت في إحدى اللقطات وهي ترتدي معطفاً أنيقاً من فالنتينو، وفي لقطة أخرى وهي تحمل حقيبة كتف من شانيل، وفي لقطة ثالثة ظهرت وهي تضع على كتفيها وشاحاً سميكاً من ديور.
لقد بدا شغف إليسا واضحاً بالأناقة، فاختارت إطلالات مدروسة، من بينها البلوزة والتنورة البيج اللذين صورت بهما تعليقها على الحلقات، وإطلالة الشورت القصير في شوارع باريس، فضلاً عن الإطلالة البيضاء التي اختتمت بها الوثائقي ونسقت معها مجموعة من المجوهرات الذهبية وساعة يد فاخرة من باتيك فيليب.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.