هند القادري في كويتية حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، كما حصلت على تخصص الأبحاث والاقتصاد الصحي من جامعة واشنطن، وتعمل حالياً كباحثة في معهد دسمان للسكري في الكويت، كما تحاضر في جامعة هارفارد لطب الأسنان. وقد اختيرت من بين النساء الباحثات من قِبل
برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم 2021، بفضل عملها في مجال بحثي علمي يتناول استخدام السوائل الفموية كأداة تشخيصية غير جراحية تسمح بالتشخيص المبكر ومعالجة فيروس "كوفيد-19" والأمراض الالتهابية الأخرى.
تعرفي إليها أكثر وإلى التحديات التي واجهتها في عملها البحثي من خلال هذه المقابلة:
- أوجزي لنا نتائج بحثك، وكيف تسهمين من خلاله في إحداث فرق كبير في حياة المجتمعات؟
سنحت لي الفرصة أن أعمل مع باحثين محترفين من جامعة هارفارد حيث حصلت على درجة الدكتوراه من هارفارد، وتعلمت منهم أهمية البحث العلمي في تطوير وتحسين جميع مجالات الحياة وجودتها. حرصت على أن يكون بحثي في مجال يهم مجتمعي في الخليج العربي. نعلم أن أكثر الأمراض انتشاراً في منطقة الخليج هو مرض السكري. لذلك قمتُ بدراسة هذا المرض في بحثي وكيفية الوقاية منه. بحثي يركز على تحديد المواد الحيوية في اللعاب التي تساعد على الاكتشاف المبكر لمرض السكري عند الأطفال وبالتالي وضع هؤلاء الأطفال تحت نظام وقائي معين، لمنع حدوث المرض. ومع اكتسابي الخبرات البحثية في مجال المواد الحيوية في اللعاب للاكتشاف المبكر للأمراض، قررت أيضاً أن أدرس المواد الحيوية والمحتوى البكتيري في اللعاب لتحديد الاستجابة المناعية عند الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد-19. حالياً أعمل على بحث كوفيد-19 وقد توصلنا إلى وجود فرق شاسع في المواد الحيوية للعاب الأشخاص الذين يصابون بأعراض خفيفة، عن لعاب الأشخاص الذين يصابون بأعراض شديدة، ما يشرح الاختلاف في الاستجابة المناعية للفئات المختلفة، لذلك نجد أن هناك أشخاصاً يُصابون بأعراض متوسطة إلى خفيفة، فيما هناك أشخاص يُصابون بأعراض شديدة والبعض قد يفارق الحياة عند إصابته بكوفيد-19. المواد الحيوية في اللعاب قد تشرح لنا السبب في اختلاف مستوى الاستجابة المناعية لدى الأشخاص. فاللعاب يُعد وسيلة سهلة وبسيطة وغير مؤلمة للتنبؤ بالأمراض مقارنة باستخدام الدم والأدوات المصاحبة مثل الإبر.
- يسيطر الرجال عادةً على المجال العلمي، فكيف تقيّمين نجاحك من هذا المنطلق؟
اليوم، أنا حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، حصلت أيضاً على تخصص الأبحاث والاقتصاد الصحي من جامعة واشنطن. وأعمل حالياً باحثة في معهد دسمان للسكري في الكويت، وأيضاً أحاضر في جامعة هارفارد لطب الأسنان. أنا فخورة كوني امرأة عربية طبيبة، وباحثة، وأيضا أكاديمية في جامعة عريقة مثل هارفارد. لا أنكر أنني واجهت بعض التحديات والعوائق في بداية مسيرتي العلمي كوني امراة عربية في المجال العلمي والأكاديمي وأيضاً كوني أماً مسؤولة عن أسرة، ولكن سنحت لي الفرصة لأعمل مع رجال في محيط عملي كان لهم الفضل في دعمي وتوفير البيئة المناسبة للنجاح.
من ناحية ثانية، لا أنكر أيضاً أنه لا يزال هناك البعض وهم أقلية في مناصب حساسة، يعتقدون أن المرأة مكانها المطبخ ورعاية الأطفال فقط، وقد يتخذون قرارات ظالمة بحقها بناءً على هذه العقلية، ما يتسبب بفقدان الكثير من النساء الموهوبات اللاتي لا يعطينَ فرصاً مناسبة تدعم مسيرتهن العلمية، لكن من خبرتي العملية أستطيع القول إن الجيل الصاعد واعٍ ويدعم المرأة الناجحة.
- ماذا تعني لك هذه الجائزة وما هي الأهداف التي تضعين نصب عينيك تحقيقها؟
هذه الجائزة مهمة جداً لي مادياً ومعنوياً، حيث ستسهّل إجراء اختبارات مخبرية لتأكيد نتائج بحثي الجاري على كوفيد -19 ولعينات مخبرية أكثر، ما سيسهم في رفع قوة وأهمية البحث. فخورة وسعيدة بأن أستطيع تسليط الضوء على نتائج بحثي، مما له أهمية في فهم طبيعة فيروس كورونا والاستجابة المناعية عند الفئات المختلفة، وبالتالي تقديم استراتيجيات علاجية ووقائية متقدمة. أيضاً عرض نتائج بحوثي من خلال لوريال سيساعدني على أن أتواصل مع الباحثين العاملين في مجال دراسة المواد الحيوية على مستوى العالم والاستفادة من خبراتنا. أهدافي هي أن أكون باحثة مستقلة رائدة في مجالي، وأن أنشئ مؤسسة بحثية تكون من أولوياتها تقديم الدعم المادي والمعنوي للباحثين الصاعدين في الخليج والوطن العربي، وأن نجري أبحاثاً عالية المستوى تعود بالنفع على البشرية.
- كيف تسهمين من خلال بحثك وفوزك بهذه الجائزة في تمكين المرأة العربية؟
هذه الجائزة ستتيح لي أن أجري بحثي في مختبر خاص بي. أطمح إلى أن أجتذب إلى هذا المختبر الباحثين الصاعدين الذين يودون أن يكملوا مسيرتهم في مجال البحث العلمي. عملي بين مختبرات في الكويت وهارفارد ساعدني على أن أنشئ علاقات مع مؤسسات بحثية في الخليج والولايات المتحدة. أتطلع إلى أن أعمل على توفير التدريب اللازم للنساء الصاعدات في مجال البحث العلمي بالتعاون مع باحثين متميزين على مستوى العالم. أطمح أيضاً لأن أكون قدوة للنساء الصاعدات في مجال البحث العلمي، وأن أنشر رسالة بأن المرأة الخليجية تستطيع أن تنجح بجدارة في مجال البحث العلمي وأن تحقق إنجازات عظيمة، حتى وإن كانت لديها أسرة، فذلك لن يمنعها من تحقيق هدفها وصعود الدرج في مجال البحث العلمي لإنجازات تهم البشرية.
ونشكر لوريال على توفير الدعم للمرأة عن طريق إبرازها إعلامياً وتقديم الدعم المادي أيضاً. نتطلع للمزيد من المؤسسات أن تحذو حذو لوريال حتى تُسهَّل الطريق أمام المرأة الخليجية في مجال البحث والاكتشافات العلمية.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.