كانت دار فيفيان ويستوود Vivienne Westwood مرادفاً للتمرّدد والجرأة، ولم تكن مجموعة خريف وشتاء 2025-26 لأندرياس كرونثالر Andreas Kronthaler استثناءً. فقد قُدّم العرض في باريس بمزيج متقن من الغرابة الإنكليزية، وإعادة ابتكار فن الخياطة التقليدية، واللعب اللامبالي، وهي رموز أساسية لطالما ميّزت العلامة. ولكن وسط الفوضى المرحة والطابع الساخر الذي عُرفت به، حملت هذه المجموعة تحوّلاً طفيفاً يشير إلى العودة إلى الماضي مع لمحة مما هو قادم.
كان أبرز الإعلانات في العرض ليس مجرد قطعة ملابس، بل حزام ثلاثي الألوان يحمل الأحرف الأولى من اسم كرونثالر "AK"، وُضع فوق سترة من الحرير العاجي مع سروال أبيض. لم يكن ذلك مجرد تفصيل، بل كان بمثابة إشارة واضحة إلى المستقبل، إذ قال كرونثالر خلف الكواليس: "بالتأكيد نرغب في عرض الأزياء الرجالية في ميلانو مجدداً، وإذا كنا مستعدين، فالطموح هو أن نكون هناك بحلول يونيو". وإذا تحقق ذلك، فسيكون هذا أول عرض مستقل للأزياء الرجالية منذ عام 2016، بعد أن أصبحت جزء من العروض المختلطة.
لطالما كانت الأزياء الرجالية ساحة للتمرد بالنسبة لعلامة ويستوود، وققد احتفى كرونثالر بهذا الإرث من خلال مجموعة مزجت بين الاحترام والتفكيك للبدلات البريطانية التقليدية. فأعيد ابتكار قطع التويد الاسكتلندي الحاد بأسلوب غير متناسق، بينما زُوّدت بعض الكنزات بجيوب وُضعت بطريقة غير مألوفة عند منطقة الصدر والأرداف، مما أضفى روح الدعابة والجرأة في آن واحد. كما برزت السراويل الضيقة جداً من قماش "المولسكين" التي استحضرت حقبة سليمين الشهيرة، بينما أضافت ربطات العنق الشبيهة بالسلاسل والتنانير المرفوعة لمسات من الإثارة والتحدي.
لكن المجموعة لم تقتصر على الخياطة الجريئة فحسب، بل امتدت إلى سلسلة من الفساتين التي جمعت بين الدراما الملكية والفوضى التي لطالما ميزت ويستوود. من تصاميم "ميني-كريني" إلى فستان قصير من البروكار بأحزمة ملتوية، وصولًا إلى فستان واسع بكشاكش درامية مع جوارب متناسقة تصل إلى الفخذين. أضافت طبعات الأبراج على أزياء التزلج لمسة مفاجئة أخرى، مؤكدة على أن روح العلامة لا تعترف بالحدود.
إذا كان هناك مصطلح يختصر المجموعة، فهو "الفوضى"، كما حمل أحد العقود المعروضة في العرض. ولكن تحت هذه الفوضى، ظهرت رؤية واضحة: كرونثالر يحيي إرث ويستوود بينما يشق طريقاً جديداً، جامعاً بين الحنين إلى الماضي والتطلع إلى المستقبل. أما أولئك الذين يتوقون إلى لحظة أزياء رجالية خالصة من ويستوود، فقد يجدون ضالتهم قريباً في ميلانو.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.