عندما تلقينا الدعوة للسفر إلى مدينة مونتريال الكندية و التعرف عن كثب إلى هذا الفندق، أدركنا أن رحلتنا سوف تكون مشوّقة و على قدر كبير من الرقيّ. و على الرغم من بعد المسافة التي تفصلنا عن مونتريال، كانت الرحلة على الطائرة جيدة و من دون أيّ مصاعب تُذكر. و هذا ربما لأننا كنا نشعر بالحماسة الكبيرة و نحضّر أنفسنا لتجربة متميّزة قلما يخطر على بالنا أن نعيشها. فغالباً ما تكون أسفارنا إلى مناطق قريبة في أوروبا و آسيا و أحياناً بعض الدول في أفريقيا.. أما كندا، فكانت المرة الأولى التي نقرّر زيارتها بهدف التعرّف إلى بعض معالمها السياحية، و اختبار تجربة الإقامة في واحد من فنادقها الراقية و العريقة.
ريتز كارلتون فندق خمس نجوم
افتُتح ريتز كارلتون في مدينة مونتريال عام 1912 و هو أول ريتز كارلتون في العالم، و تحديداً في منطقة "غولدن مايل سكوير" أي "مربّع مايل الذهبي"، و قد لُقّبت المنطقة بذلك لأنها تتوسّط أهم مربّع في مونتريال و لأن سكّانها هم من أثرياء مونتريال، حيث يقع فندق ريتز كارلتون على بُعد خطوتين من كل شيء قد ترغبين في رؤيته، من متاحف، مسارح، مطاعم، أسواق تجارية لماركات عالمية، أسواق و محالّ لجميع الأذواق و الطبقات، بوتيكات لمصمّمين كنديين، مراكز ترفيه متنوّعة، و غيرها... كما يبعد عن جبل "ماونت رويال"، الذي يكشف مدينة مونتريال من الأعلى، مسافة 20 دقيقة سيراً على الأقدام فقط..
ما الذي يجعل ريتز كارلتون مونتريال غير عادي
ستفاجئين حين تعلمين بأن كل فندق من سلسة فنادق ريتز كارلتون يتميّز عن غيره من فنادق السلسلة بطريقة ما. هناك دائماً شيء يمنح كل فندق طابعه الخاص و الفريد. أما بالنسبة لريتز كارلتون مونتريال فستبدأ قصتكِ معه لحظة تحجزين الغرفة، و من هنا تبدأ المغامرة. فقد خصّص ريتز كارلتون مونتريال فريق عمل مجّنداً فقط لإجراء بحث حولكِ على صفحاتك الاجتماعية الخاصة سواء الفايسبوك، تويتر، إنستغرام أو غيرها، و ذلك أولاً للتعرّف إلى شخصيتكِ بحيث تصبحين مألوفة للمضيفين، ما يشعرك بالراحة و الانتماء منذ لحظة وصولك الى الفندق. ليس هذا و حسب، بل يسعى الفريق للتعرّف إلى خصالك، ذوقك، ألوانك المفضلة، أكلتك المفضّلة، هواياتك المفضّلة.. و هكذا تكونين كأنك في بيتك و بين أصدقائك و كل ما تحبينه أو ترغبينه متاح لك.. غير أن العاملين في ريتز كارلتون مونتريال لا يعرفون كلمة "كلا لا يوجد، أو كلا لا يمكن.. بل كل شيء موجود و كل شيء ممكن و متاح".. حتى لو كان طلبك من خارج خدمة أو نطاق الفندق، مثل قهوة من مكان معيّن، دواء من صيدلية، قبّعة من متجر معيّن أو أي غرض تبحثين عنه أو رأيته في مجلة ما، فليس عليك إلا أن تطلبي أو تعرضي الصورة على أحد المديرين أو على مضيف الاستقبال فتجدين طلبك في الغرفة، أي باختصار ليس عليك التأقلم مع ميزات ريتز كارلتون مونتريال، بل إن الفندق يتكيّف مع رغباتك و ميّزاتك.
و لو أحببت التنقّل في أيّ سيارة فخمة أو ليموزين أو حتى ترغبين أن ترافقك مديرة العلاقات العامة شخصياً و حتى في سيارتها، فهي بكل سرور سوف تجول بك في أرقى و أفخم الأماكن السياحية و التجارية و المنتجعات حسب طلبك و رغبتك.
و هذا ما اختبرناه بأنفسنا، في تجربة مثيرة جداً للاهتمام، جعلتنا نتأكد من أن كل ما يعِد الفندق بتوفيره من خدمات ليس مجرد ادعاءات أو مزاعم، بل حقيقة تُطبّق يومياً في هذا الفندق الذي يتخطى بذلك مستوى الخدمات التي تتوفر في أكثر فنادق العالم حصرية أو من مستوى 6 نجوم.
متعة الإقامة في ريتز كارلتون مونتريال
من الأشكال التي تتخذها متعة الإقامة في فندق ريتز كارلتون، أنك تشعرين بدفء المنزل و تتأقلمين مع الأجواء المحيطة بك سريعاً، و تشعرين كأن الفندق انتقل الى منزلك، إذ إن الغرف صُمّمت لراحة كل ضيف بحسب ذوقه.
الاقامة في ريتز كارلتون مونتريال متعة و تجربة فريدة من نوعها، فلكل شيء فيه قصة مشوّقة. فزيادةً على أن نزلاء الفندق يُفاجأون بهذا البحث الشخصي حولهم، فهم ايضاً سيختبرون فيه تجارب خدماتية لم يصادفوها في أي فندق آخر، تبدأ من أول وصولهم الى غرفهم حيث يجدون تشكيلة مقبّلات من بلدهم الأم، سواء كانت لبنانية، خليجية، مصرية، أوروبية و غيرها، و يتمّ اختيار غرفة كل ضيف لتتناسب مع شخصيته و معتقداته الدينية لتتوفّر للضيوف الراحة الجسدية و النفسية. أما المميّز جداً في الغرف فهو أرضية الحمامات المزوّدة بالتدفئة بحيث يمكنك السير حافية القدمين و تشعرين بالدفء، أما المراحيض فتفتح و تلبّي حاجات الضيف إلكترونياً، كما يمكنك الاستلقاء في الحوض و التمتع بمشاهدة التلفزيون، هذا بالاضافة الى أن أرضية الحوض مضروبة بالرمل منعاً للانزلاق.
أما خارج نطاق الغرفة، فيمكنك التمتع بالسباحة في بركة من المياه الدافئة المكرّرة و المملّحة لأسباب صحّية مختلفة، منها منع حساسية البشرة و توفير العناية بالبشرة أيضاً. أما بعد ذلك فيمكنك الاستلقاء قرب المدفأة للاستراحة أو للقراءة.
من ناحية ثانية، يوفر لك تناول الطعام في
Maison Boulud في ريتز كارلتون مونتريال أجواءً رومنسية و دافئة تفتح شهيّتك لتذوّق أشهى مأكولات الشيف دانيال بولو الحائز جائزة أفضل شيف في العالم، و الذي يمتلك 17 مطعماً حول العالم، 8 منها في مدينة نيويورك. في هذا المطعم الراقي، ستجدين أن كل طلباتك متاحة إذ يمكنك مزج الوجبات معاً كما تحبين و استبدال أصناف بأخرى بحسب ذوقك.
و الجدير بالذكر أن معظم سيدات و أثرياء مونتريال و حتى و إن لم يكونوا من نزلاء الفندق، يجتمعون لتناول الشاي في "The Palm Court" أي "قاعة النخيل"، المعروف أنها تقدم أطيب شاي يمكن أن تتذوّقيه في مونتريال، وذلك مع المقبّلات، الخبز و الحلويات التي تُقدّم معه طازجة و تُصنع عند الطلب في مخبز ريتز كارلتون، وستتذوّقين فيه أطيب المربيات المصنوعة خصيصاً و حصرياً في الفندق أيضاً.
من هم زبائن ريتز كارلتون مونتريال
فندق ريتز كارلتون مونتريال يفتح أبوابه لكل من يسعى و يحلم بتجربة الأفضل و الفريد، كما يزوره على مدار السنة مشاهير و سياسيون و أثرياء من جميع أنحاء العالم، و من أشهر قصص النزلاء فيه
إليزابيت تايلور التي تزوجت ريتشارد بورتون في الجناح الملكي في ريتز كارلتون مونتريال عام 1964.
أما
صوفيا لورين فكانت من الزوار المخلصين و الدائمين للفندق، و كانت تستمتع بصنع المعكرونة مع الشيف في جناحها الملكي، و هي من أطلق على الفندق لقب "ريتز كارلتون مونتريال فندق غير عادي".
و
الملكة إليزابيث الأم عندما أرادت المكوث في فندق فخم بعيداً عن البروتوكول، اختارت ريتز كارلتون مونتريال سنة 1988، بعد زيارات إدوارد أمير ويلز المتكررة له منذ سنة 1919.
أيضاً الرئيس الفرنسي السابق
نيكولا ساركوزي كان من زوار فندق ريتز كارلتون مونتريال، و كان يمارس رياضة الجري كل صباح منطلقاً من الفندق وصولاً الى جبل "واست ماونت".
روايتنا عن ريتز كارلتون مونتريال ليست قصة سمعناها أو قرأناها على الانترنت، بل هي تجربة فعليّة و متميّزة عشناها و حقيقة فريدة من نوعها اختبرناها مع موظفين وإدارة ريتز كارلتون مونتريال، فلا بد لك أن تختبريها بنفسك انت ايضاً.
كلمات مفتاحيّة:
رحلات سياحية،