لطالما كان للمطبخ المتوسطي مكانة خاصة في قلبي. تلك النكهات النقية، والمكونات الطازجة، والبساطة التي تحمل عمقًا لا يضاهى في الطعم والتجربة. لذا، حين بدأت رحلة البحث عن وجهة جديدة تجمع بين هذه الروح وبين لمسة من الفخامة العصرية في دبي، لم أتردد في اختيار مطعم Milos، الواقع في قلب فندق أتلانتس ذا رويال.
من اللحظة الأولى لدخولي إلى Estiatorio Milos by Costas Spiliadis، كان واضحاً أنني على موعد مع تجربة ممتعة. يمتد المطعم على حافة نوافير سكاي بلايز الراقصة، مع إطلالة بانورامية تخطف الأنفاس على نخلة جميرا وأفق دبي مارينا الساحر. الأجواء هنا تحمل توقيعاً فريداً: مزيج من الرقي غير المتكلف والدفء المرحب. الجلسات الخارجية على التراس تمنح الزائر مقعداً في الصف الأول لعروض المياه الراقصة، في مشهد يبدو وكأنه لوحة مرسومة بعناية للاحتفال بالجمال.
قائمة الطعام في Milos هي تحية صادقة للمطبخ المتوسطي الأصيل، حيث البساطة تلتقي بالإتقان. كل طبق هو احتفاء بالمكونات، بجودتها وأصولها، مستخدمًا تقنيات طهي تقليدية تراعي روح المذاق دون تعقيد.
خلال زيارتي، كانت هناك أطباق لا بد من الحديث عنها:
- Milos Special: بداية مثالية للمشاركة، تتكون من شرائح رقيقة من الكوسا والباذنجان المقلية بخفة، مع جبنة الساجاناكي وتزاتزيكي بلمسة ناعمة ومنعشة. طبق يبدو بسيطاً لكنه يحمل توازناً مدهشاً بين القوام والنكهات.
- السلطة اليونانية التقليدية: تحفة صيفية تحتفي بكل مكون فيها، من الطماطم الناضجة، إلى الخيار الطازج، إلى جبنة الفيتا المعتقة في براميل لمدة 12 شهراً، مع أوراق الرجلة المنعشة. طبق يعيد تعريف البساطة بجمالها الخالص.
- الأخطبوط المشوي: قادماً من جزيرة ليمونوس، يُشوى بعناية ليحافظ على قوامه الطري، ويُقدم مع فافا سانتوريني، في تزاوج ساحر بين الدخانيات الطبيعية وحلاوة الفول الأصفر.
- السمك بالملح: تجربة لا يجب تفويتها لمحبي المأكولات البحرية؛ يُخبز السمك الذي تختارونه (لافراكي، ستيرا، تشيرنا، روفوس أو كورفينا) بقشرة من الملح تحافظ على نكهته الغنية وعصارته الطبيعية. طبق مثالي للمشاركة في أمسية خاصة.
- باستا اللوبستر: ختام مثالي للوليمة، حيث تُقدم المعكرونة المصنوعة يدوياً مع لوبستر طازج وصلصة طماطم غنية على الطريقة الأثينية، في طبق يفيض بالدلال والمذاق العميق.
كل طبق في Milos يحمل حكاية من سواحل اليونان وشواطئ المتوسط، تنسجها الأيادي بخبرة وشغف، ليشعر الضيف وكأنه انتقل إلى هناك، حيث تلتقي الشمس بالبحر ويولد الجمال.
باختصار، زيارتي إلى Milos لم تكن مجرد عشاء، بل رحلة حسية بين النكهات والمناظر والأجواء. تجربة أوصي بها لكل من يبحث عن لحظة صفاء وسط صخب المدينة، حيث يتجسد سحر البحر الأبيض المتوسط في كل تفصيلة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.