تُعتبر اليوم جزر المالديف من أهمّ الوجهات التي تستقطب إليها محبّي السفر من المنطقة العربية الذين يتوقون لاختبار تجارب مختلفة عن أماكن السفر التقليدية.
طبعًا، لم نتردّد ولو للحظة واحدة في قبول دعوة منتجع Patina Maldives الواقع في نورث مالية لتمضية بضعة أيام.
انطلقت الرحلة ووصلنا إلى مطار فيلانا الدولي، حيث كان باستقبالنا أحد موظّفي المنتجع والذي سارع في مساعدتنا إلى التوجّه نحو الطائرة المائية لنصل بعد رحلةٍ دامت 40 دقيقة إلى الجزيرة تحديدًا إلى المنتجع. لا يمكن أن نمرّ مرور الكرام عن روعة المشهد العلوي من نافذة الطائرة الصغيرة حيث أُدهشنا بالجزر العائمة ونقاوة المياه ولونها الساحر وبالفعل لم نملّ أبدًا.
من اللحظة التي وطأت به أقدامنا أرض المنتجع شعرنا أننا أصبحنا في عالم آخر: طبيعةٌ خضراء من أينما كان، جمال السماء وحفاوة الإستقبال من فريق العمل والمرافقين والمدراء الذين لم تغب الإبتسامة عن وجوههم طوال فترة الإقامة.
توجّهنا إلى الفيلا العائمة الخاصّة بنا هنا يكمن السرّ في تميّز منتجع "باتينا المالديف" عن غيره من المنتجعات في جزر المالديف. التصميم الحضري في طريقة توزيع الفلل والهندسة المعمارية عبر الممشى الخشبي الذي يقودك إلى مقرّ إقامتك. داخل الفيلا التي بقينا فيها لمدّة أربعة أيام، جدرانٌ خشبية وهدوء وراحة وكأن المكان يمنحك السلام الداخلي الذي تبحث عنه بعيدًا عن ضوضاء المدينة. تقنيات تكنولوجية ومتطوّرة في إسدال الستائر وإنارة جيّدة وإطلالةٌ على البحر الأزرق يجعلك تتمنّى الجلوس النهار كلّه.
ختام اليوم الأول، كان عشاءٍ داخل Fari Beach Club حيث تعرّفنا إلى قائمة الطعام وتذوّقنا أطباق مختلفة من الستيك الأسترالي المحضّر حسب الرغبة وطبق المحار اللذيذ جدًّا والبوظة الشهية. التفاصيل الجميلة في هذا المطعم تكمن في طريقة تزيين المائدة والأواني والأطباق ناهيك عن الخدمة التي تستحق تقييم 5 نجوم!
انطلقنا في اليوم الثاني مع فطورٍ من أجواء المتوسّط وأطباقٍ من المطبخ التركي في مطعم HELLIOS حيث جلسنا بالقرب من الشاطئ في ظلّ أشجار النخيل. بعد ذلك، كان لا بدّ من جولة استكشافية لنتعرّف أكثر على المنتجع وعلى الميزات والخدمات التي يقدّمها لزوّاره: السبا بتقنيات عالية ومتطوّرة للباحثين عن أعلى مستويات الإستجمام برفقة أهمّ المدرّبين والأخصائيين ومركز لنشاطات الأطفال ومكانٌ بهندسة مخصّصة لرصد ومشاهدة النجوم إلى جانب مكتبة المنتجع التي تضمّ موسوعات من الكتب والمجلّدات. من أجمل نشاطات اليوم الثاني، كانت فقرة التعرّف إلى العالم المائي وتحضير الشعب المرجانية التي هي من أهمّ ثروات جزر المالديف حيث اكتشفنا وتعرّفنا كيفية تحضيرها يدويًا.
أما اليوم الثالث، كان عبارة عن فطورٍ في مطعم Portico الذي يقدّم بوفيه من أطباق عالمية ونباتية تُرضي كلّ الأذواق. سرعان ما انتهينا، اتّجهنا إلى القوارب التي أقلتنا إلى Male Market وهنا كانت تجربة استثنائية ومختلفة جدًّا. دخلنا إلى السوق المخصّص لبيع الأسماك الطازجة أهمّها التونا إلى جانب سوق الخضار والبقول والأسماك المجفّفة التي هي من أهمّ ركائز المطبخ المالديفي. بعد ثلاث ساعات تقريبًا، عدنا إلى مطعم Roots وهو الأشهر في المنتجع، حيث كان برفقتنا الشيف جون الذي قدّم لنا تجربة طهي مباشرة لسمكة التونا على الطريقة المالديفية.
استهلّينا اليوم الأخير من هذه الرحلة بجلسة "أكوا بايك" في portico Pool لنكون بعدها على موعدٍ مع الفطور في Farine حيث تذوّقنا أشهى المخبوزات وألذّها المحضّرة مباشرةً أمامنا. هنا، لا بدّ أن ننوّه عن غنى السفرة والمائدة في مختلف مطاعم المنتجع وبرأينا إنها نقطة جذب هامّة للكثير من السياح. انطلقنا بعدها على متن أحد القوارب، إلى الـ sandbank حيث أمضينا النهار كلّه على الشاطئ تحت أشعّة الشمس واستمتعنا بالألعاب المائية وأجملها الغطس بالمنشاق أو snorkeling حيث أُدهشنا بروعة العالم المائي والسلاحف.
قد لا ينتهي الكلام والتفاصيل التي رأيناها وتعرّفنا إليها في منتجع Patina Maldives لكن ما يمكن قوله فعلاً: إنها إقامة الأحلام.
من لبنان ومتخصّصة في مجال الصحافة، خبرتي كصحفية تتمحور في كل ما يتعلق بالموضة، العلامات الأكبر، أيقونات الموضة، وال"لايف ستايل". تعرّفت الى نواعم و GHEIR منذ سنتين وأنا اليوم محرّرة في قسم الأزياء والموضة. أتابع يومياً جديد المنصّات وعارضات الأزياء وصفحات الانستقرام وأهتمّ بنقل كلّ الأخبار الحديثة الى قارئاتنا بحرفية ومصداقية عالية. حبّ الكتابة واللغة العربية رافقني منذ فترة طويلة واليوم أجد نفسي امرأة عربية وصحفية تهوى الكتابة والقراءة.