مع تراكم العلامات التي تشير إلى هجمة مقاومة بكتيرية في العالم بأكمله، والناتجة عن الإفراط في تناول المضادات الحيوية بسبب انخفاض الوعي بأهمية تكوين الجسم لمناعته الخاصة الداخلية، والاعتماد على المضادات الحيوية ربما دون الحاجة إليها، هناك دراسات تثبت أن الأمر تخطّى مجرّد كونه علامات.
ففي الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال أصبح علاج العديد من الأمراض مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان والأمراض الناتجة عن التغذية أكثر صعوبةً وأحياناً مستحيلاً، لأن المضادات الحيوية باتت أقل فعاليةً.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد عرفت المقاومة البكتيرية كأزمة صحية، خاصةً مع عدم فعالية المضادات الحيوية على اثنين من الإجراءات الحاسمة: أولاً، المغالات في التشخيص والتطبيب الذاتي، والذي يؤدي بنحو يدعو للسخرية إلى مساومة الناس على المناعة الطبيعية لأجسادهم أو حتى تدميرها؛ ثانياً، انخفاض مستويات الوعي بين العامة حول تشخيص المرض والإسراف في تعاطي المضادات الحيوية.
فكيف يمكنك تجنب هذا الحصار من الأمراض؟
بحسب أحدث مؤلفات الدكتورة "Lanaelle Dun" مؤسسة عيادة "The Chiron clinic"، ينبغي التركيز على عدة محاور رئيسة لتخطي آثار أو عواقب تلك الهجمة.
أولاً: هنالك حاجةٌ لتحسين مستويات تعليم المريض والطبيب، وتطوير سياسات تحدّ من مبيعات الأدوية دون وصفة طبية. وهذا ما تسعى إليه وزارة الصحة الإماراتية حثيثًاً، التي أطلقت في أواخر عام 2017 تشريعات صحية جديدة من شأنها أن تضع حداً للممارسات الخطيرة لبيع المضادات الحيوية بدون وصفة طبية والإشراف المكثّف على الصيدليات لمزيد من التنظيم.
ثانياً: يشكّل الطب النباتي بديلاً مستداماً مع ازدياد المؤشرات والدلائل حول فعّاليته وضرورة دعمه. ولا يرتبط الأمر بأي عادة أو موروث شعبي قديم، بل يرتكز على العودة للطبيعة والاستفادة مما تمنحه لنا من علاجات.
فلطالما كانت دول المشرق هي المصدر الرئيس لكل الأعشاب والتوابل التي تزخر بها أسواقنا العربية الأصيلة حتى اليوم، والتي تقدّم صنوفاً من العلاجات المستدامة للكثير من الأمراض، دون التأثير على المناعة الطبيعية، أو مهاجمة قدرة الجسم على تكوين مضادات حيوية مناسبة.
فبدءاً من لحاء شجر الصفصاف الأبيض، الذي يحتوي على المادة الفعالة بالأسبرين لعلاج الآلام والصداع، حتى جذور الهندباء البرية لعلاج الطفيليات. كما أن الأعشاب والتوابل المنزلية الشائعة أثبتت فعّاليةً تتساوى تقريباً أو تتفوق على الأدوية الموصوفة لأمراض الأيض المزمنة وصحة المناعة. أيضاً هناك الزنجبيل الذي يبرز كبديل جيد للمضادات الحيوية، وأظهر قدرات فريدة في تحسين أعراض مرض السكري من خلال ضبط معدلات السكر في الدم وزيادة معدل الاستقلاب. كما يشكّل الثوم خياراً نباتياً يشتهر بخواصه الناجعة في مقاومة الميكروبات والفيروسات.
وتؤكد تقارير صادرة عن هيئة الدواء والأغذية الأميركية لعام 2018 ازدياد نسبة مبيعات الأدوية النباتية خلال السنوات الأخيرة والاعتماد عليها بدلاً من الأدوية التقليدية الموصوفة لعلاج الأمراض المزمنة. وقد أظهرت دراسات أخرى أهمية طب الأعشاب كبديل فعّال عن المضادات الحيوية في التعامل مع البكتيريا المقاومة للأدوية، ويمكن أن يشكّل الحلّ المثالي لمقاومة حصار الأمراض الذي يقترب من الإطباق علينا.
ومع هذا الوضع، لابد أن تعتمدي سلوكيات تحقق لك أفضل النتائج الصحية ولا تتسبب في إضرار مناعتك الطبيعية أو تعريضك لمثل هذه الهجمة البكتيرية المضادة، وهذا ما توفره خيارات العلاج بالأعشاب والغذاء الصحي، التي تجري بمتابعة طبيب مختص للنظر في كل جوانب الحالة.
آيات محمود، مواليد 1980، وحاصلة على ليسانس الآداب في علم النفس من جامعة عين شمس - أعمل محررة مجتوى التصميم والتكنولوجيا في موقع Gheir الالكتروني؛ ولدي خبرة في تقديم محتوى متعلق بأحدث صيحات وفعاليات فنون التصميم والديكور، وأحدث صيحات الأثاث وألوان الديكورات والأكسسوارات، ومتابعة الفعاليات الفنية المحلية والعالمية المهتمة بمجالات التصميم والديكور، بالإضافة لمتابعة أحدث ما يقدمه عالم تكنولوجيا الانترنت والاتصالات، وأحدث إبداعات عالم السيارات والمركبات.