إنه شهر أكتوبر المعروف عالميًّا بشهر نشر التوعية عن مرض سرطان الثدي . و بهذه المناسبة، قرّرنا أن نقدّم لكنّ سلسلة من التقارير و المواضيع التي تشرح الأسباب المؤدّية للإصابة بالسرطان و كيفيّة تجنّبها أو التخفيف من أضرارها. من بين الأسباب الكثيرة المؤدية إلى أنواع مختلفة من السرطان، مادّة كيميائيّة تستعمل في معجون الأسنان...
إليكنّ التفاصيل...
استخدام مادّة كيميائية تسمى التريكلوسان في معجون الأسنان التابع لإحدى أكبر الماركات التجارية حول العالم، أثار الكثير من الجدل في الأوساط الصحّية. معجون الأسنان هذا، وافقت عليه إدارة العقاقير الاتحادية (FDA) في عام 1997، و لكن أخيرًا فقط تبيّن لوكالة حماية المستهلك الأميركية، أنّه للسنوات الـ18 الماضية، كان الملايين من الناس يضعون يوميًا في أفواههم مادّة سامّة محتملًا أن تكون مرتبطة بأمراض عديدة منها السرطان، اختلال الغدد الصماء، العقم و مشاكل صحية أخرى. فالتريكلوسان هي من نوع المبيدات و تشبه عنصرًا رئيسيًا يستخدم في بناء السلاح الكيميائي Agent Orange الذي انتشر خلال حرب فييتنام. التريكلوسان معروفة أيضًا باسم 5- كلورو-2- فينول، و استخدمها في البداية الجرّاحون لفرك أيديهم كنوع من المطهّر، و هي مشتقّة من 2، 4-D، الذي يعدّ مبيدًا حشريًّا شديد السمّية. هذه ليست بالضبط المادّة التي تتوقّعين أن تجديها في معجون أسنانكِ.
تدّعي الشركة المصنّعة لهذا المعجون، أنّ منتجها آمن للاستعمال، و أنّ هذا الأمر دعمته أكثر من 80 دراسة سريرية على 19 ألف شخص. و مع ذلك، جرت إزالة التريكلوسان تدريجًا من العديد من منتجات العناية الشخصية المعروفة، باستثناء معجون الأسنان هذا. و أكثر من ذلك، حظر الاتحاد الأوروبي التريكلوسان من جميع المنتجات التي تتلامس مع الطعام. هو ذا أمرٌ يثير التساؤلات في قرار الـFDA الموافقة على معجون أسنان يحتوي موادّ مخدّرة، في وقت تدّعي فيه أنّها قلقة من الموادّ الكيميائية التي يمكن أن تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان.
لغط كبير و المستهلك هو الضحيّة
جزء من المشكلة هو أنّه عندما اتّخذت الـFDA قرارها بالموافقة على معجون الأسنان هذا، نظرت فقط إلى نتائج البحوث التي جاءت من مختبرات الشركة المنتجة التي كانت قد أجرت دراسة عن السرطان، حتى الـFDA اعترفت بأنّها لم تكن دقيقة تمامًا. فالأبحاث التي قدّمتها الشركة و التي كانت تظهر تشوّهات في العظام لدى الفئران و الجرذان، و أمكن أن تكون مؤشرًا على اضطرابات نظام الغدد الصماء، أظهرت أنّها غير متصلّة بالمنتج... في المقابل، عندما أظهرت دراسة مستقلّة أن التريكلوسان ليست لديها آثار ظاهرة على وظيفة الغدّة الدرقية عند البشر، جرى الكشف لاحقًا عن أنّ ثلاثة من أصل خمسة من الباحثين الذين أجروا هذه الدراسة، تلقّوا منحًا ماديّة من الشركة المنتجة لمعجون الأسنان نفسه.
و على الرغم من أنّ الكثير من الشركات الأخرى امتنعت عن استعمال هذه المادّة في الموادّ التي تُستهلك عبر الفم، فإنّ الشركة المصنّعة لمعجون الأسنان الذي يحتوي على التريكلوسان، ليست لديها خطط لتغيير الصيغة الموجودة في معجون أسنانها، و تستمرّ في تسويقه كمنتج يساعد في بناء صحّة الأسنان و اللثة، وذلك بمباركة الـFDA.