إنّ حياتنا اليوميّة مضنية، وكثيرًا ما تبعث على الإجهاد والتوتّر. العمل، الأطفال، الدراسة، الاهتمامات المنزليّة... كلّها عادات يوميّة تحتاج إلى مجهود خاصّ، لكنّ التوتّر يبقى كلفة هذه الاهتمامات وتأميننا لها بالنّحو الملائم. أتعلمين ماذا يحصل عندما تجهدين نفسك؟ في هذه الحالة، المنطقة الدّماغية لديك والمعروفة بالـ"Hypothalamus" تنذر جسمك بالحالة، وهذا ما يؤدّي إلى ظهور مؤشّرات عصبيّة هرمونية، ومنها إفراز الأدرينالين والكورتيزول. تعرّفي أكثر مع gheir على الأبعاد الصحّيّة لإفراز الكورتيزول وكيفيّة ابتعادك قدر الإمكان عن مثل هذا الانعكاس العصبيّ...
ما هو الكورتيزول وما هو دوره؟
الكورتيزول هو هرمون الستيرويد، وبشكل أكثر تحديدًا هو جلايكورتيكود الذي تفرزه الغدد الكظرية (هرمون هو مادّة كيميائيّة ينتجه جزء واحد من الجسم، ولكن يمرّ في مجرى الدّم، وله آثار على أجزاء أخرى من الجسم). لديك اثنان من الغدد الكظرية الصغيرة التي تجلس فوق كلّ من الكليتين. نحتاج جميعًا إلى الكورتيزول لنعيش، وجرعات صغيرة منه تطلق في الجسم يمكن أن تكون لها آثار إيجابيّة مثل:
- مساعدة الجسم على موازنة أثر الأنسولين للحفاظ على مستوى السكّر في الدم بدرجته الصحيحة، واستخدام السكّر والدّهون للحصول على الطاقة.
- مساعدة الجسم على التحكّم والتعامل مع الضغوط.
- مساعدة الجسم على تنظيم ضغط الدم.
- مساعدة الجسم على تنظيم الجهاز المناعي.
في المقابل، مستوى عال من الكورتيزول في الجسم يحمل آثارًا سلبيّة. وإن بقي المعدّل مرتفعًا لفترة طويلة فذلك يعني أنّ الجسم يعاني من متلازمة كوشينغ. أمّا أسباب هذه المتلازمة:
- الإجهاد المزمن (من المعروف أيضًا أنّ الكورتيزول هو "هرمون التوتّر") .
- مشاكل الغدّة الكظرية، هناك اضطرابات نادرة في الغدد الكظرية يمكن أن تسبّب مستويات عالية من الكورتيزول.
- استهلاك الكحول الزائد.
- الاكتئاب الحادّ.
أمّا المؤشّرات التي تدلّ على إمكانيّة إصابتك بهذه المتلازمة وارتفاع مستوى الكورتيزول، فمتعدّدة وأهمّها:
- تقلّب المزاج، مثل أن تكوني أكثر اكتئابًا أو قلقًا من المعتاد.
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
- أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل في النوم.
- زيادة الوزن.
- شيخوخة الجلد والتجاعيد.
كيف تخفّضين مستويات الكورتيزول؟
انطلاقًا ممّا سبق، يبقى أساسيًّا اتّباعك خطّة صحّيّة واضحة لمحاربة الكورتيزول والالتزام ببعض الإرشادات الغذائيّة المهمّة.
- تخلّصي من الكافيين: يقال إنّ 200 ملغ من الكافيين تزيد مستويات هرمون الكورتيزول في الدّم بنسبة 30٪ في ساعة واحدة.
- النّوم أعمق وأطول: ليلة نوم جيّدة تسمح لجسمك بالاسترخاء مع خفض مستويات الكورتيزول. إذا كانت لديك مشكلة في النّوم، تنبّهي لما تأكلينه قبل النوم كي لا تعكّري مزاجك ليلًا.
- ممارسة الرّياضة بانتظام: الشّعور بالإحباط أو الغضب، يسهم في ارتفاع مستويات الكورتيزول. قاومي ذلك بالترفيه عن نفسك بممارسة الرياضة 3 مرّات في الأسبوع.
- إبقاء نسبة السكّر في الدّم مستقرّة.
- شرب ما يكفي من الماء.