مع اقتراب نهاية شهر رمضان الكريم، تُتيح الأيام الأخيرة فرصة ثمينة لتجديد النشاط البدني والروحي. ولمن التزموا بالصيام، يكون الجسم قد مر بتغيرات فسيولوجية كبيرة، ويمكن، باتباع النهج الصحيح، تحسينها بشكل أكبر لتحقيق فوائد صحية دائمة.
ويوضح تال ديفيد فريدمان، طبيب المداواة الطبيعية ومدير إدارة العمليات التشغيلية للصحة الاستجمامية في راكسا للصحة المتكاملة، أهم التحولات التي تحدث داخل الجسم في هذه المرحلة:
- تحسين العمليات الأيضية - بحلول هذا الوقت، يكون الجسم قد تكيف مع الصيام، حيث يحرق الدهون المخزنة بكفاءة للحصول على الطاقة مع تحسين الحساسية لمستويات الأنسولين.
- توازن ميكروبيوم الأمعاء - مع منح الجهاز الهضمي وقتاً للراحة وإعادة التوازن، تتحسن صحة الأمعاء، مما يقلل الانتفاخ، ويعزز امتصاص العناصر الغذائية.
- ذروة إزالة السموم – تعمل منظومة إزالة السموم الطبيعية في الجسم، أو ما يسمّى بالالتهام الذاتي، بكامل طاقتها، إذ تتخلص من الخلايا التالفة مع توليد خلايا جديدة.
- التوازن الهرموني والصفاء الذهني - مع استقرار مستويات السكر في الدم وانخفاض الالتهابات، يشعر الكثيرون بتحسن في التركيز، انخفاض الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتحسن في الصحة النفسية.
تعظيم الفوائد الصحية خلال الأيام الأخيرة من رمضان
وفقاً لفريدمان، هناك طرق بسيطة وفعالة لتعزيز الفوائد الصحية للصيام، وضمان عودة سلسة إلى أنماط الأكل الاعتيادية:
- تعزيز امتصاص العناصر الغذائية - "بعد أسابيع من الصيام، يصبح الجسم أكثر كفاءة في معالجة العناصر الغذائية. إن تناول أطعمة كاملة غنية بالألياف، البروتينات الخالية من الدهون، ومصادر البروبيوتيك يضمن امتصاصاً أفضل للعناصر الغذائية، ويحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم، ويدعم عملية الهضم".
- تعميق عملية إزالة السموم - "تكون عملية الالتهام الذاتي - إزالة السموم الخلوية في الجسم - في ذروتها في الأيام الأخيرة من الصيام. وبمكن تعزيز هذه العملية الطبيعية من خلال تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، مثل الخضراوات الورقية، التوت والأطعمة المخمّرة، التي تغذي بكتيريا الأمعاء وتساعد على الهضم".
- إعادة بناء مرونة الأمعاء - "يعيد الصيام ضبط ميكروبيوم الأمعاء، ولكن للحفاظ على هذا التوازن، من المهم تناول أطعمة غنية بالبريبيوتيك والبروبيوتيك، مثل الزبادي والمخللات والكومبوتشا. تساعد هذه الأطعمة على إعادة تكاثر البكتيريا النافعة، وتقوية عملية الهضم".
- تعزيز إرواء الجسم لإصلاح الخلايا - "الإرواء المناسب للجسم ضروري لتحسين فوائد الصيام التجديدية". تناول الأطعمة الغنية بالماء مثل الخيار والبطيخ، إلى جانب شاي الأعشاب المنقوع بالزنجبيل أو الشمر، يساعد على تقليل الانتفاخ ويساعد على إزالة السموم.
- الحركة للحفاظ على فوائد الصيام - "الأنشطة الخفيفة مثل اليوغا وتمارين الإطالة والمشي بعد الإفطار تُحسّن الدورة الدموية، تُساعد على الهضم، وتدعم التصريف اللمفاوي - وهي عوامل أساسية لإطالة فوائد الصيام في إزالة السموم".
- تقوية الاتصال بين الأمعاء والدماغ - "في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، يمكن للممارسات الروحية مثل الصلاة، ولتأمل والتنفس العميق أن تُعزز محور الأمعاء والدماغ، مما يُقلل الالتهابات المرتبطة بالتوتر، ويُحسّن وظائف الأمعاء".
- الانتقال تدريجياً إلى تناول الطعام بعد رمضان - "من الضروري مقاومة الرغبة في الإفراط في تناول الطعام مع نهاية رمضان. إن إعادة إدخال وجبات متوازنة تدريجياً يمنع عسر الهضم، ويسمح للجسم بالحفاظ على كفاءته الأيضية المُطوّرة حديثاً".
يمثّل انتهاء الشهر الكريم فرصة مثالية للتأمل وإعادة ضبط النفس، والاستفادة من فوائد الصيام في حياتنا اليومية. فمن خلال تغذية الجسم بوعي، واتباع ممارسات صحية شاملة، يمكن للأفراد إطالة أمد ثمار الشهر الفضيل الجسدية والروحية إلى ما بعد أيامه الأخيرة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.