مع حلول موسم الأعياد، قد تصبح مهمّة الحفاظ على العادات والخيارات الصحية أمرًا في غاية الصعوبة، لا سيّما في موسم الاجتماع بالأحباب والاستمتاع بالتجمعات العائلية. بمعنى آخر، قد يكون لهذا التغيير في العادات تأثير على مستويات التوتر والرفاهية، ممّا بطبيعة الحال يؤثر سلبًا على العناية الذاتية والصحة. كما وقد يكون التساهل في العادات أيضًا عائقًا أمام أولئك الذين يتطلعون إلى الشروع في نظام جديد للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية في العام 2023.
ولذا، نشارككم اليوم مجموعة من النصائح من شا ويلنس كلينيك SHA Wellness Clinic، وهي عيادة صحية رائدة مقرّها إسبانيا وتتمثل مهمتها في مساعدة الناس على عيش حياة صحية لفترة أطول، وذلك من خلال تشجيعهم على اتباع نهج صحي شامل ومتكامل. وتوظّف شا نهج "شا الشامل 360" الذي بدوره يجمع بين أحدث التطورات في الطب العلمي الغربي والعلاجات الطبيعية الأكثر فعالية. كذلك، يكرّس الخبراء في شا سنوات من التدريب والخبرة لتطبيق نهج "شا الشامل 360" الفريد الذي يمنح الضيوف الأدوات والمعرفة اللازمة للتمتع بحياة أطول وأكثر سعادة وصحة.
وفي هذا الإطار، تقدّم الفلسفة التي تتبّعها شا منظورًا جديدًا للصحّة، حيث لا ترتبط الصحة بغياب المرض، بل بحالة مثلى من رفاهية الجسد والعقل والروح. وعليه، يقدّم فريق شا ويلنس المؤلف من خبراء تغذية وعلماء نفس ومدربين شخصيين بعض النصائح العملية والبسيطة التي تساعد على بلوغ هذه الحالة المثلى، حتى في أكثر الأوقات ازدحامًا وتوترًا كمواسم الاحتفالات، وذلك دون أي انعكاسات على الصحة البدنية والعقلية والعاطفية. وبطبيعة الحال، ستكون هذه النصائح بمثابة منصة الانطلاق نحو عام جديد غني بالعادات الصحية.
نصائح حول النظام الغذائي من ميلاني واكسمان، خبيرة التغذية في عيادة شا ويلنس كلينيك
كرست ميلاني واكسمان، خبيرة التغذية الرائدة في الوعي الصحي والغذائي الطبيعي، السنوات الـ 36 الماضية لدراسة وممارسة الفينج شوي وعلاج الجسم والطاقة الغذائية. وفي هذا الإطار، فإنّ رسالة ميلاني للحفاظ على نظام غذائي صحي خلال فترة الأعياد لا تلغي إمكانية الاستمتاع بالأطعمة الشهية المفضلة، بل تشجّع على اتخاذ خيارات واعية وتنفيذ تغييرات صغيرة.
فعلى سبيل المثال، ترى ميلاني أنّ ما من بديل عن وجبة الفطور، لا سيما الفطور الصحي الذي قد يُسهم في منع الإفراط في تناول الطعام في وقت لاحق من النهار. وعليه، فإنّ اتخاذ خيارات صحية في وقت مبكر من اليوم قد يؤثر لا شعوريًا على خيارات الطعام في وقت لاحق من اليوم.
في المقابل، يعدّ الحفاظ على التوازن أمرًا بغاية الأهمية خلال موسم الأعياد، مما يعني تناول الحلويات بقدر معقول، كما واختيار الحلويات الأكثر أهمية. لذلك، متى شئتم تناول الحلويات، حاولوا استهلاك حصصٍ أصغر والاستمتاع بكل لقمة دون أن تشعروا بالذنب.
كذلك يمكن دمج النظام الغذائي القلوي في قوائم الطعام الاحتفالية دون المساومة على النكهات، بما في ذلك الفواكه والمكسرات والبقوليات والخضروات التي يمكن أن "تقلون" الجسم وتعكس أي حموضة وتعزز الهضم الجيد.
كما ويمكن استبدال السكر في حلويات الأعياد ببدائل صحية. وفي هذا الإطار، تقدم ميلاني وصفة الكسكس المرزباني مع كومبوت الكمثرى والفاكهة ونوجا الجوز حيث يمكن استبدال السكر بشراب الأرز لتحلية الطبق.
كما وتنصح ميلاني بتجنّب الصيام قبل الوليمة، إذ قد يؤثر ذلك على مستويات الطاقة والسكر في الدم، مما قد يكون سببًا في الإفراط في تناول الطعام في مرحلة لاحقة.
نصائح خوسيه فيدال، رئيس قسم اللياقة البدنية والعلاج الطبيعي في عيادة شا ويلنس كلينيك
وليس خبير العلاج الطبيعي خوسيه فيدال بغافل عن مدى صعوبة الحفاظ على نظام اللياقة البدنية خلال الأوقات المزدحمة مثل فترة الأعياد. لذلك، يقترح خوسيه تقسيم مدة الأنشطة البدنية خلال موسم الأعياد، على أن يتم ممارسة مزيج من التمارين المعتدلة والتمارين الشديدة، وذلك لتهيئة الجسم لمعاودة الروتين في يناير.
وفي هذا الإطار، قد تنطوي التمارين المعتدلة على المشي السريع لمدة 20-30 دقيقة مرتين يوميًا، في حين قد تنطوي التمارين الشديدة على مزيج من تمارين الكارديو وتمارين المقاومة، والتي بدورها قد تأخذ صورة الجري بسرعة لمسافة 9 أو 10 كلم / الساعة لمدّة 5-10 دقائق، أو جلسة مقاومة لتمرين العضلات، وتمارين الخطوات، والقرفصاء، وتمارين البطن، والضغط. ويقترح خوسيه محاولة تكرار هذه التمارين من 8 إلى 12مرة.
كذلك يعتبر خوسيه النوم ضروريًا لضمان قدرة الجسم على التعافي والراحة. لذلك، فإنّه يوصي بالنوم ثماني ساعات على الأقل في اليوم، علمًا بأنّ هذه المدة قد تتفاوت بين فرد وآخر بحسب العمر ونمط الحياة.
نصائح حول الصحة النفسية والعقلية من سينثيا مولينا، أخصائية علم النفس في عيادة شا ويلنس كلينيك
وفي حين قد ينظر الكثيرون لموسم الأعياد على أنّه موسم الفرح، إلّا أنّ حلوله يصطحب مشاعر القلق والتوتر لآخرين. وقد يُعزى ذلك لأسباب عدّة، منها محاولة الموازنة ما بين متطلبات التسوق والحفلات والالتزامات العائلية وضيوف المنزل التي تتسبب في شعور الناس بالإرهاق وزيادة توترهم، ومنها الحزن المرتبط بخيبات الأمل المتراكمة من العام السابق. لذلك، تشجّع سينثيا مولينا، أخصائية علم النفس في عيادة شا ويلنس كلينيك على إدارة المشاعر السلبية بدلاً من قمعها، باعتبار ذلك الخطوة الأولى لتحقيق التوازن الداخلي اللازم. كذلك ترى سينثيا أنّ الصحة العاطفية هي في الواقع عامل لا غنى عنه إذا ما أراد الفرد بلوغ حالة كاملة من الرفاهية.
وقد يحفّز التعبير عن الامتنان يوميًا عن أبسط الأشياء، كمشاركة اللحظات الخاصة مع الأحبة أو تناول وجبة لذيذة، التفكير الإيجابي.
كما يمكن أن يلعب تخصيص الوقت للتواصل مع الآخرين بطريقة صادقة دورًا في بناء نظام دعم والحفاظ عليه خلال الأوقات العصيبة.
ويجسّد مفهوم "اليقظة" شكلًا من أشكال التأمل يقوم على إدراك مشاعر شخص ما وحالته النفسية في الوقت الحاضر، وعادةً ما يكون مصحوبًا بتمارين التنفس والتخيل الموجه. ولا تنحصر هذه الممارسة بزمان أو مكان محددين، إذ أنّ الغرض منها الترويح عن الجسم والعقل في حالات التوتّر. لذلك، تشجّع سينثيا على ممارسة تمارين اليقظة يوميًا، لا سيّما في أكثر الأوقات ازدحامًا كمواسم الاحتفالات، وذلك للحفاظ على حالة مستمرة من الهدوء الداخلي.
كذلك قد تُسهم أفعال الإيثار ودعم الآخرين في تحفيز إفراز مستويات الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الحب، والمسؤول عن توليد مشاعر السعادة والمتعة.
ومع انحسار "اكتئاب يناير"، سيمسي الالتزام بقرارات العام الجديد أسهل، لا سيّما وأنّ القواعد الأساسية قد تمّ إرساؤها بالفعل. كما وسيسهم اتباع إرشادات فريق شا ويلنس من الخبراء متعددي التخصصات في تغيير العقلية واعتبار موسم الأعياد فرصة لممارسة العناية الذاتية إنما بطريقة مختلفة عن المعتاد.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.