للمساجد تأثيرها الخاصّ الساحر على كلّ من يزور واحدة من الدول الإسلامية التي تنتشر فيها المساجد، وكثيراً ما فتنت المستشرقين والسيّاح من مختلف الجنسيات والعقائد، ولا سيما أنها غالباً ما تحمل تفاصيلها الفنّية البديعة التي تجعل منها لا دور عبادة فقط، بل تحفاً فنّية تخلب ألباب روّادها، وتصبح مزارات سياحية، إلى جانب دورها الروحاني.
واليوم نتعرّف إلى أربعة من أجمل المساجد تصميماً وفناً في الشرق الأوسط، لعلها تشجّعك على زيارة المدن التي تنتمي إليها تلك المساجد البديعة التصميم.
انتهى بناء وتشييد هذا المسجد البديع في عام 2007 بتكليف من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وهو أكبر مساجد دولة الإمارات. صار المسجد أحد أعلام إمارة أبو ظبي السياحية، بسبب مآذنه الشاهقة التي تزيد على مئة متر ارتفاعاً في أفق المدينة، وبهو الأعمدة الرئيس الذي يتضمّن 96 عموداً، مشغولة كلها بالرخام والصدف. ويُعد تحفة فنّية تمزج بين عصرية القرن الواحد والعشرين، وجماليات الفنون الإسلامية من زخارف وخطوط وأقواس.
مشيّد منذ عام 1154، بتكليف من الخليفة عبد المؤمن، أول خلفاء طائفة الموحّدين المسلمة من قبائل البربر في شمال أفريقيا بالمغرب. يتكوّن البهو الرئيس للمسجد من جناحين وساحة للصلاة مؤلفة من تسعة أصحان. تم تجديده مؤخراً، رغم احتفاظه بنسبة كبيرة من خاماته وتكوينه الأصليين، وقبّة المحراب مع أركان المسجد مزيّنة بمقرنصات بديعة تعدّ من أقدم الزخارف الإسلامية في المغرب العربي.
المعروف بالمسجد الوردي، لنوافذه من الزجاج الملوّن التي تعكس لوناً وردياً على أروقة المسجد. يتميّز بزخارف كثيفة بديعة التفاصيل في كلّ ركن وعلى كلّ جدار، ويعكس روح القرن التاسع عشر الذي ازدهرت فيه زخرفة المساجد. هذا بالإضافة إلى مآذنه المتميزة بتصميمها المسدّس، غير المعتاد في المساجد في تلك الفترة.
في جبال بلدة المختارة اللبنانية، يقع مسجد أمير البيان، أو الأمير شكيب أرسلان، الذي يُعدّ تحفة معمارية معاصرة انتهى تشييدها في عام 2016. يتميّز طرازه بخلاف بقيّة المساجد بطابع مينيمالي معاصر، يمنح شعوراً بالرحابة، مع أسقف مقوّسة ومفتوحة بحيث تسمح للضوء الطبيعي بإضاءة المسجد، ومزج البناء بخط السماء من فوقه – طابع استثنائي يحمله هذا المسجد، يجعل منه تحفة معمارية وروحانية في الآن نفسه، مع توجّه تصميمه نحو المزج بين المشيّد والطبيعي.
المساجد أماكن روحانية، وبديع تصميمها وجماليات فنون هذا التصميم، تعزز من تواصل المرء مع الجمال من حوله، وتهذب الروح وتجعلها تصبو إلى الجمال في كل شيء – وهذه المساجد التي زرناها اليوم، تؤكد هذا الانطباع.
آيات محمود، مواليد 1980، وحاصلة على ليسانس الآداب في علم النفس من جامعة عين شمس - أعمل محررة مجتوى التصميم والتكنولوجيا في موقع Gheir الالكتروني؛ ولدي خبرة في تقديم محتوى متعلق بأحدث صيحات وفعاليات فنون التصميم والديكور، وأحدث صيحات الأثاث وألوان الديكورات والأكسسوارات، ومتابعة الفعاليات الفنية المحلية والعالمية المهتمة بمجالات التصميم والديكور، بالإضافة لمتابعة أحدث ما يقدمه عالم تكنولوجيا الانترنت والاتصالات، وأحدث إبداعات عالم السيارات والمركبات.