من بين أبرز الفعاليات الثقافية في دبي، تستوقفنا دائماً المعارض الفنية التي تسلّط الضوء على إبداعات مواهب فريدة في عالم الرسم وتحملنا في رحلة حالمة إلى عالم الخيال لسبر أغوار مخيلة الفنانين وتلمّس مشاعرهم من خلال كل لون وكل حركة فرشاة.
وفي هذا الإطار، يواصل مطعم "تيرا دبي"، الذي يُعد من أبرز الوجهات الفائزة بالجوائز والمختار ضمن دليل ميشلان بفضل مطبخه المتوسطي المبتكر وهويته التصميمية اللافتة، تعزيز مكانته كملتقى بين الثقافة وفنون الطهو، عبر استضافة معرض فني جديد للمصمم والفنان الرقمي متعدد التخصصات شفيق مكّاوي، الكندي-اللبناني المقيم في دبي. المعرض من تنسيق مارغو كاسترو، مؤسسة مجموعة "بينكوم"، والتي لطالما تميزت بدعم المشهد الفني المحلي.
خمسة أعمال مفعمة بالتراث
في احتفاء واضح بالإبداع المحلي وروح المجتمع، يضم المعرض خمس أعمال فنية مفعمة بالتفكير، تمزج بين عناصر التراث الخليجي ورؤية مستقبلية طموحة. ومن خلال عدسة مكّاوي، المشبعة بتجربته الشخصية بين بيروت ودولة الإمارات وخلفيته المعمارية، يُدعى الزوار إلى استكشاف قضايا الهوية العربية، الإرث الثقافي، الرمزية الحضارية، وأبعاد المستقبلية، عبر تكوينات بصرية آسرة. وقد اختار مكّاوي أعماله بعناية لتنسجم مع دفء ألوان "تيرا" الترابية، وتتماهى مع أجوائه الطبيعية الهادئة.
عُرف شفيق مكّاوي بأسلوبه البصري الجريء وحسّه المعماري العميق، مؤمناً بأن الفن قادر على تجسيد تنوع ثقافات الشرق وسرد حكاياته. الأعمال المختارة في المعرض تمزج الرموز المألوفة في ثقافة الخليج، مثل شجرة النخيل والسجاد الشرقي، مع لغة الفن الرقمي والمستقبلية، مما ينتج حواراً بصرياً بين الماضي والمستقبل، نابضاً بروح محلية لكن بصلات عالمية.
أبرز الأعمال المعروضة:
نافذة إلى البحر
عمل تأملي يستخدم فيه مكّاوي السجادة الشرقية، أيقونة البيوت الإماراتية، كبوابة لهوية عربية تنسج بين الروحانية والحنين في مواجهة الأفق اللامتناهي للبحر.
ملعب السجاد
القطعة الرئيسية في المعرض، تمزج بين عالم الرياضة التقليدية وفنون السجاد الشرقي، في تصور ملعب تنس تلتف حوله تفاصيل السجاد المزخرف، في تجسيد مبتكر لتداخل الثقافتين الشرقية والغربية.
تشريح النخلة
تحية للنخلة الرمزية في الثقافة العربية، منجزة بالألمنيوم الذي يرمز إلى القوة والاستمرارية.
كينتسوجي السجاد
ثنائية فنية مستوحاة من الفلسفة اليابانية في إصلاح الفخار بالذهب، يُسقطها مكّاوي على السرديات الشرق أوسطية حول الصمود والشفاء، حيث تتحول الشروخ إلى حكايات عن الحب والإرث عبر الأجيال.
وقد جاء المعرض متكاملاً مع تجديدات "تيرا" الأخيرة، التي خضع لها خلال شهر رمضان بقيادة استوديو "بون" المعروف في دبي. بتصميم يعزز الأجواء الطبيعية المستوحاة من الساحات المتوسطية، يعكس المكان الآن انسجاماً أعمق مع روح أعمال مكّاوي.
وتحت إشراف الشيف التنفيذي إبراهيم جونر، يستمر "تيرا" بتقديم قائمة موسمية غنية بنكهات البحر الأبيض المتوسط، ضمن أجواء جديدة تجمع بين الجمال، الدفء، والحيوية.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.