بينيديتا غيوني في حوار خاص عن آرت دبي 2025 وأهمية التبادل الثقافي في الفن المعاصر | Gheir

بينيديتا غيوني في حوار خاص عن آرت دبي 2025 وأهمية التبادل الثقافي في الفن المعاصر

ديزاين  Mar 13, 2025     
×

بينيديتا غيوني في حوار خاص عن آرت دبي 2025 وأهمية التبادل الثقافي في الفن المعاصر

يواصل معرض آرت دبي 2025 توسيع حضوره العالمي بفضل مشاركته الواسعة التي تشمل 67 مدينة من 39 دولة. ورغم هذا الانتشار الدولي الواسع، يظل المعرض مخلصاً لتمثيل المنطقة بشكل قوي من خلال تقديم برنامج يسلط الضوء على الفن والفنانين من مناطق أقل تمثيلًا، خاصة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. يهدف آرت دبي إلى خلق مساحة للاكتشاف وتبادل الثقافات، حيث يشمل أربعة أقسام متميزة تتيح للزوار التعرف على أحدث الاتجاهات في الفن المعاصر والرقمي. من خلال مشاركات جديدة ومبادرات مبتكرة مثل "كامبوس آرت دبي" و"آرت دبي كوميشينز"، يواصل المعرض دعم الفنانين الناشئين والموهوبين محليًا ودوليًا، مما يعزز مكانته كمنصة فنية رائدة في المنطقة والعالم.

للتعرف عن كثب على أبرز مزايا المعرض الذي يُقام في مدينة جميرا بدبي في الفترة من 18 إلى 20 أبريل 2025، مع يومي 16 و17 أبريل للعروض التمهيدية، كان لنا الحوار التالي في بينيديتا غيوني، المديرة التنفيذية لآرت دبي:

يستمر معرض آرت دبي 2025 في توسيع حضوره العالمي، حيث يشارك فيه 67 مدينة من 39 دولة. كيف تضمنون التوازن بين الانتشار الدولي والتمثيل الإقليمي القوي؟

يستمر آرت دبي في كونه الحدث الفني الأهم في منطقة الشرق الأوسط، وفي نسخة 2025، يسلط المعرض الضوء على حوالي 120 معرضاً من أكثر من 40 دولة عبر أربعة أقسام متميزة: المعاصر، الرقمي، الحديث، وبوابة. منذ تأسيسه، تميز آرت دبي عن غيره من المعارض العالمية من خلال جمع الفنانين والآراء التي غالباً ما تكون غائبة في المنتديات الفنية التي تهيمن عليها الثقافة الغربية. يهدف آرت دبي إلى عرض الفن والفنانين من مناطق جغرافية أقل تمثيلاً، حيث تشكل أكثر من 75% من برنامج هذا العام من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. ومع توسع آرت دبي كل عام، ما زلنا نفخر بتقديم معرض يكون مكاناً للاكتشاف، وبوابة للتعلم والتبادل الثقافي. كما أن منهجنا المنسق يتيح للمعرض تقديم واحد من أكثر العروض الإقليمية والدولية تنوعاً. يقدم آرت دبي أوسع برنامج من المحاضرات مقارنة بأي معرض دولي آخر، إذ يتعاون مع أبرز النقاد والعلماء والرؤى المبدعة الذين يقودون المحادثات حول الفن والتاريخ من المنطقة وما وراءها. نحن نشجع على النقاش النقدي ونعلم الجمهور من خلال مبادرات مثل منتدى الفن العالمي، ومحاضرات حول الفن الحديث والجمع، بالتعاون مع مجموعة دبي، وقمة الفن الرقمي التي ستعود هذا العام في نسختها الثانية.

هذا ويرافق برنامج المعارض الممتد لمدة خمسة أيام، "آرت دبي كوميشينز" – منصة تدعو الفنانين لإنتاج أعمال مخصصة للموقع، وذلك لدعم الإنتاج الفني للفنانين المحليين والدوليين وتعزيز المنظر الثقافي. من ناحية ثانية، تُعدّ التربية جزءًا أساسياً من رؤيتنا، وبرنامج "آر.إم. للأطفال" الذي نقدمه طوال العام أصبح الآن أكبر برنامج ثقافي تعليمي في الإمارات. منذ إطلاقه في 2021، وصل إلى 30,000 طفل، مما يساهم في تمكين وتشكيل الجيل القادم من خلال المبادرات الثقافية المبتكرة.

على مر السنين، أصبح آرت دبي منصة مؤسسية هامة ومحفّزاً لاقتصاد دبي الثقافي، إذ يلعب دوراً أساسيًا في تشكيل مشهدها الفني.

مع مشاركة 31 معرضاً جديداً هذا العام، كيف يدعم آرت دبي المعارض والفنانين الصاعدين ليتمكنوا من تأسيس أنفسهم على الساحة العالمية؟

من خلال سنوات من الخبرة في إنشاء أحد أكثر العروض الإقليمية والدولية تنوعاً، اتبعنا نهجاً متعدد الأبعاد لدعم المعارض والفنانين الصاعدين. يعد التوسع الدولي أمراً حيوياً، كما هو الحال مع دعم الفنانين الجدد من خلال المشاريع الكبرى واللجان الفنية، مع بناء علاقات وثيقة مع المعارض والشركاء والمقتنين. لقد لعب نهجنا المستمر دوراً كبيراً في تعزيز مكانة آرت دبي والإمارات كحاضنة للفن وداعمًا للمواهب الإبداعية. موقع المعرض مهم بالنسبة للجغرافيات التي يمثلها، إذ يعمل كنقطة وصول للمواهب من المناطق غير الغربية - بما في ذلك القارة الأفريقية وجنوب شرق آسيا - ليتواصل مع جمهور عالمي.

يُعدّ آرت دبي 2025 النسخة الثانية عشر من مبادرتنا الرائدة "كامبوس آرت دبي" (CAD)، التي تساهم في تشكيل الجيل القادم من الفنانين والقادة الثقافيين من خلال التدريب، التطوير والإرشاد. كان برنامج "كامبوس آرت دبي" الأول من نوعه في المنطقة وهو الآن جزء أساسي من برنامج المعرض التعليمي الذي يمتد طوال العام ويحظى بسمعة واسعة. نحن فخورون باستثمارنا في الجيل القادم من المبدعين، وقد عملت هذه المبادرة كمدرسة للفنانين، المنسقين، الكتّاب، المعماريين، المصممين، والمنتجين الثقافيين في الإمارات.

يلعب آرت دبي دوراً أساسياً في نمو الفنانين الصاعدين والمعارض، مما يساهم في تعزيز النظام البيئي الفني الغني والمترابط بشكل متزايد.

يستعرض قسم آرت دبي الحديث كبار الفنانين في المنطقة، والذين كان لهم دور كبير في تشكيل الخطاب الثقافي المعاصر. كيف تختارون الفنانين والأعمال التي تمثل هذه التاريخات الفنية التي لم تحظَ بالاستكشاف الكافي؟

سيتولى هذا العام تنسيق قسم آرت دبي الحديث كل من ميغالي أريولا، مديرة متحف تامايو في مكسيكو سيتي، والدكتورة ندى شبوط، أستاذة تاريخ الفن ومنسقة مبادرة الدراسات الثقافية المعاصرة العربية والإسلامية في جامعة شمال تكساس. قسم "الحديث" لدينا هو المنصة الوحيدة من نوعها التي تركز على كبار فناني المنطقة الحديثين، مع تسليط الضوء على الفنانين النشطين بين الخمسينيات والتسعينيات.

تم تصميم هذا القسم في البداية لتعريف الجمهور بالفنانيين العرب المحدثين واستكشاف الحداثة العربية في سياق عالمي. مع مرور الوقت، توسع هذا المشروع ليشمل فحص الروابط الفنية الأوسع عبر غرب آسيا وشمال أفريقيا والمناطق المحيطة بها. وتماشياً مع التزامنا بعرض الفن والفنانين من جغرافيات أقل تمثيلاً، يستقبل آرت دبي 2025 لأول مرة أمريكا اللاتينية في قسم "الحديث"، مما يعمق استكشاف الروابط الفنية بين المنطقتين. لقد لعبت الهجرة دائماً دوراً في تعزيز التبادل الثقافي، وهذه المناطق أصبحت تتقارب بشكل متزايد حول موضوعات وقضايا فنية مشتركة. وفي ظل هذا المشهد العالمي المتغير بسرعة، يلعب هؤلاء الفنانون والمعارض دوراً أساسياً في إلقاء الضوء على الروابط التاريخية والسرديات المعاصرة التي لا تزال تحدد عالمنا.

ما هي الرؤى أو السرديات الفريدة التي يكشف عنها عرض هذا العام في قسم الفن الحديث حول تقدير الفن في القرن العشرين من المنطقة؟

نحن محظوظون بتقديم مجموعة متنوعة من الفنانين في قسم الفن الحديث في آرت دبي 2025. شهد القرن العشرون نضالاً ضد الإمبريالية خلق روابط ثقافية عميقة بين غرب آسيا وشمال أفريقيا والمناطق ما بعد الاستعمارية في جميع أنحاء العالم. هذا العام، نركز على كيفية تأثير الهجرة والعلاقات الثقافية المتبادلة على الممارسة الفنية. تستعرض العديد من الأعمال المعروضة هذا العام كيف سعى الفنانون لتعريف الهويات الحديثة والوطنية في ظل الحقائق ما بعد الاستعمارية. في كل من منطقة SWANA وأمريكا اللاتينية، لجأ الفنانون إلى تراثهم، مدمجين الماضي والحاضر أثناء مواجهة مطالب العالم المتغير. في آرت دبي "الحديث"، نرى كيف استخدم الفنانون التجريد كوسيلة للاعتراض على استبعادهم من السرديات التاريخية الغربية، وفي الوقت ذاته، صاغوا مفردات فنية جديدة مستوحاة من سياقاتهم الثقافية.

من بين الفنانين الذين أتطلع لرؤيتهم هذا العام النحات اللبناني ألفريد باسبوس (1924-2006) الذي يعالج الشكل البشري من خلال استكشافات للخط والشكل والحركة. إلى جانب ممارسات الفنانين نبيل كانسو (لبنان، 1940-2019) وبُرهان كركوتلي (سوريا، 1932-2003)، اللذين يتناولان قضايا النضال البشري والاضطرابات والحروب. أعمال كانسو التعبيرية الكبيرة وأعمال كركوتلي التي تعيد تفسير تقاليد المصغرات الإسلامية (أجيال، بيروت) تقدم رؤى فريدة للواقعين التاريخي والمعاصر. أيضًا، لَيْلى شاوَة (فلسطين، 1940-2022) التي تتناول تراثها الفلسطيني للتعليق على الحياة المعاصرة (غاليري ون، رام الله)، وكذلك داريّو بيريز فلوريس (1936-2022) الذي يستخدم الخط واللون بحرفية دقيقة.

يتمحور قسم آرت دبي الرقمي هذا العام حول مفهوم "ما بعد السمو التكنولوجي". كيف يؤثر هذا المفهوم على اختيار الفنانين والمعارض؟

يُجمع في قسم آرت دبي الرقمي لهذا العام تحت عنوان "ما بعد السمو التكنولوجي" الفنانين والمبدعين الذين يستخدمون التقنيات الرقمية للتصدي للتحديات التي تواجه الإنسانية والكوكب اليوم. من خلال أعمالهم، يثير الفنانون أسئلة هامة ويعرضون دور التكنولوجيا الرقمية في الحاضر والمستقبل. وقد ركزنا هذا العام على الفنانين الذين يعملون في الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي والمعزز، والتطورات التكنولوجية الأخرى لفحص بعض من أهم التحديات البيئية والاجتماعية والسياسية التي نواجهها اليوم.. هذا وستكون هذه النسخة الرابعة من قسم "آرت دبي الرقمي"، الذي يُنسقه غونزالو هيريرو ديليكاو، المنسق المقيم في لندن وأستاذ مساعد في كلية سانت مارتينز وكلية الفنون الملكية. سنستكشف تقاطع الفن الجديد والتكنولوجيا لتوسيع فهمنا للثقافة المعاصرة.

من بين المعارض المشاركة "بيكسل" من ميلانو وكابري التي ستعرض ثلاثة فنانين، من نيويورك الفنان الحركي "بريكفاست"، جنباً إلى جنب مع "أيس آرت أدفايزوري" للإستشارات الإبداعية المعاصرة، وكذلك "موندوير آرت غاليري" في وسط دبي، والتي ستعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الرقمية.

كيف ترى تقاطع التكنولوجيا مع المؤسسات الفنية التقليدية في المعارض العالمية مثل آرت دبي؟

تزايد دور الفنون الرقمية جعلها أكثر شيوعاً بين المؤسسات الثقافية الكبرى العالمية. تقاطع التكنولوجيا مع المؤسسات الفنية التقليدية مثل آرت دبي يفتح آفاقًا جديدة للاستكشاف والإبداع. في آرت دبي، ندمج التكنولوجيا ضمن تجارب تفاعلية ليكون المعرض أكثر تفاعلًا مع جمهورنا، بحيث يمكن للزوار التفاعل مع الأعمال الفنية بشكل غير مسبوق.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الديزاين