مع انطلاق الموسم الجديد، تتحضّر مؤسسة بسام فريحة للفنون، لافتتاح سلسلة جديدة من المعارض الفنيّة التي ستتيح للجمهور فرصة الاطلاع على مجموعة مميّزة من الإبداعات الفنية الإماراتية من المدرسة التجريدية، بالإضافة للوحات مهمّة من إبداعات الحركة الفنية الاستشراقية، فضلاً عن مجموعة من الأعمال الفنيّة التي تجسّد التحديات الناجمة عن المعايير الاجتماعية، والمنحوتات الفنيّة كبيرة الحجم من أعمال النحات العالمي الشهير أنتوني جيمس، وذلك خلال الفترة ما بين 14 أكتوبر المقبل وحتى منتصف فبراير 2025.
إذ سيتمكن الزوار والمهتمون من استكشاف سلسلة المعارض الجديدة التي سيتم تنظيمها في صالة العرض الرئيسية، وصالة "آنيكس جاليري"، وحديقة المنحوتات التابعة للمؤسسة الفنية، كما ستسنح لهم الفرصة أيضا لحضور والاستفادة من مجموعة منوعة من الفعاليات المصاحبة لها، والتي تعد جزءاً من البرنامج التعليمي الداعم الخاص بالمؤسسة، الذي سينطلق في الرابع عشر من شهر أكتوبر المقبل بدوره.
معرض الساعة الأبدية- التجريد الإماراتي
سيستعرض هذا المعرض الذي تشرف على تنظيمه الدكتورة ميكاييلا واترلو، مديرة المعارض لدى مؤسسة بسام فريحة للفنون، ويقام في صالة العرض الرئيسية في المؤسسة، مجموعة من الأعمال الفنية لـ 14 فنان تشكيلي إماراتي لعبوا جميعهم أدواراً مهمة في صياغة الأساليب الفنيّة المعاصرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية التي تمت استعارتها من الفنانين والأستوديوهات والمعارض الفنية التابعة لوزارة الثقافة، ومعروضات أخرى تمت استعارتها من المجموعات الفنية الخاصة ببعض المقتنيين. وكما نستكشف من العنوان المتناقض الذي يحمله المعرض، سوف تعكس جميع القطع الفنية المعروضة خلاله عن ازدواجية الإحساس بالزمن الذي نشعر أحياناً بأنه ينقضي في طرفة عين لكننا في الوقت نفسه نشعر بأنه يدوم للأبد. وبشكل أكثر دقّة تتعامل هذه الأعمال الفنية مع العلاقة التي تربط ما بين الوقت، العادات والتقاليد والهوية المعاصرة، كما تغوص عميقاً في جوهر التجارب الفرديّة التي اختبرها الفنانون بشكل شخصي، مع توفير نظرة عن قرب على الهوية الثقافية الأكثر شمولاً التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
سيسهم معرض "الساعة الأبدية" في منح الجمهور الفرصة لإلقاء نظرة شاملة على التحوّلات المهمّة والتطورات الجذرية التي شهدتها الحركة الفنيّة التجريدية المعاصرة في دولة الإمارات خلال العقدين الماضيين، وذلك من خلال إبداعات أربعة من أصل خمسة فنانين يطلق عليهم "الفنانون الخمس، وهم حسن شريف وأخيه حسين شريف، وعبدالله الشريف ومحمد أحمد إبراهيم ومحمد كاظم"، الذين قادوا الحركة الفنية التجريدية في الساحة الفنية الإماراتية في نهايات القرن العشرين، وتعود الأعمال المشاركة في المعرض للأخوين شريف ومحمد إبراهيم ومحمد كاظم وهو ما يجعل من زيارته أمراً ضرورياً لكل المعجبين بأعمال هذه المدرسة الفنية المهمة.
كما يتضمن المعرض مجموعة من الأعمال الفنيّة المميزة من إبداعات الرسام الإماراتي الكبير عبدالقادر الريس، الذي يدمج في لوحاته ما بين الأشكال الهندسيّة والألوان البراقة وفنون الخط العربي، وأعمال الرسامة منى الخاجة، التي تمزج في أعمالها ما بين الأنماط الهندسيّة المعمارية وبين العناصر الجمالية لفن الخط، لتعكس من خلال لوحاتها القيم الأصيلة والخالدة للثقافة الإماراتية. أما الفنانة التشكيلية سلمى المري، فتستعين في الوقت الراهن بذكريات طفولتها لتستلهم منها الملمس والمواد التي تستخدمها في لوحاتها لكي تتمكن من استحضار المشاهد الطبيعية الواقعية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
أما الرسام الإماراتي محمد القصاب فيستخدم في لوحاته النقاط والخطوط بهدف تفكيك الأنماط المعقدة وتجسيدها في صورتها الأكثر بساطة، أما النحات الإماراتي عبدالرحيم سالم فقد ابتعد في إبداعاته النحتية عن تجسيد قوام الأشكال التصويريّة ليقوم بتفكيكها وتحويلها بشكل يمكّنه من استخلاص جوهرها الحقيقي. وعلى نفس النمط تستخدم الفنانة الإماراتية نور السويدي ضربات الفرشاة واختياراتها العشوائية للألوان لاستكشاف الانسيابيّة الحيوية التي تتمتع بها الهوية الإماراتية. كما يضم المعرض مجموعة من الإبداعات المميّزة للفنانة التشكيلية الإماراتية نجاة مكي التي تشتهر بلوحاتها التي تسَخّر من خلالها مبادئ حقل الألوان التجريدية لابتكار لغة بصرية تتناغم مع التجارب الإنسانية والعوالم الطبيعية من حولها.
وبينما تشتهر النحّاتة الإماراتية شيخة المزروع بتسخيرها للمواد الصناعية في ابتكار أعمال فنية نحتية تتحدى من خلالها التصوّرات المسبقة عن المساحات والأشكال، عرف عن الفنان خالد البنا استغلاله لمفهوم التجريد الهندسي ليقوم بهدم وإعادة بناء الأشكال والأنماط في محاولة لمحاكاة ملمس وشكل الطبيعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تستخدم الفنانة متعددة المواهب ابتسام عبدالعزيز خلفيتها الدراسيّة في مجالات العلوم والرياضيات لابتكار قطع فنية مستلهمة من الأنماط الهندسية وهيكليّات الأنظمة التي تغوص بواسطتها عميقاً في جذور الموضوعات المتعلقة بالهوية الوطنية والبنية الاجتماعية في الدولة.
معرض رؤى الشرق
يحتضن معرض "رؤى الشرق" الذي تستضيفه أيضا صالة العرض الرئيسية بالمؤسسة، مجموعة من الأعمال الفنية المدهشة من مجموعة المقتنيات الخاصة بسعادة بسام سعيد فريحة، مؤسس مؤسسة بسام فريحة للفنون، وسيتم عرض هذه المجموعة بدءًا من يوم 14 أكتوبر المقبل، وتضم أعمالاً لفنانين من فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، إسبانيا، روسيا والمملكة المتحدة، وتضم الأعمال المعروضة تشكيلة مميّزة من لوحات كبار المستشرقين المعروفين مثل رودلوف إرنست، ليون كومير، بول ليروي وفابيو فابي.
بدأ سعادة بسام فريحة بجمع مجموعته الفنية الخاصة من أعمال الحركة الفنية الاستشراقية منذ ما يزيد على الخمسين عاماً، وتعكس مجموعته الفنيّة المنتقاة النظرات التخيليّة التي تشكلت في أذهان الفنانين الغربيين عن سحر الشرق، كما توفّر نظرة متفحصة عن مدى انبهار الغرب بالشرق، فعلى الرغم من أن ما تم تجسيده في هذه اللوحات من مشاهد قد يكون مخالفاً تماما للواقع، إلا أن الإلهام الذي يقف وراء إبداعها ينمّ عن الإعجاب الحقيقي بالطبيعة والفن المعماري والثقافة الذي شعر به هؤلاء الفنانون أثناء زياراتهم للشرق خلال القرن التاسع عشر، وتفاعلهم مع طبيعة الحياة في هذه البقعة من العالم التي تضم حالياً كلا من تركيا، اليونان ،منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
منحوتة "الحدود" ومعرض "خطوط من رسائل" للنحات طارق القاصوف
تستضيف صالة "آنيكس جاليري" معرض النحّات اللبناني المعروف طارق القاصوف، الذي سيقدم من خلاله منحوتته الفنية المذهلة "الحدود"، وهي عبارة عن 29 منحوتة من الأحجار الجيرية المزدانة بالذهب من عيار 22 قيراط، ويدعو الجميع من خلالها لإمعان النظر في الحدود غير المحسوسة التي تؤثر على حياتنا اليومية بصفة مستمرة مثل المعايير الاجتماعية وغيرها بهدف منحهم وسيلة للتعرّف بشكل أكثر عمقاً على ذواتهم، أما المعرض الملحق "خطوط من رسائل"، فيستعرض الاسكتشات الأولى للقاصوف، والتي حدد من خلالها أفكاره الأولية حول المفهوم العام لمنحوتة "الحدود" بالإضافة لمجموعة من الكتابات الخاصة به والتي تؤطر لعمله الفني المبتكر.
تعكس أعمال القاصوف الفنية وكتاباته، انبهاره الكبير بالتفاعل الحاصل في حياة الأشخاص بين الأشياء الموجودة والملموسة بالفعل وبين ما هو غير ذلك من الأمور غير الملموسة، وتعد هذه السلسلة بمثابة متنفساً يلوذ به هذا الفنان لاستكشاف الأثر الذي تتركه كلا من القيود والحرية على حياة الإنسان.
منحوتات أنتوني جيمس
تستعرض "حديقة المنحوتات" التابعة لمؤسسة بسام فريحة للفنون منحوتتين فنيّتين من إبداعات النحات العالمي الحائز على الجوائز أنتوني جيمس، إحدى هاتين المنحوتتين تمّت استعارتها من "أوبرا جاليري"، وتجسّد مرآة تتكرر من خلالها مجموعة من الانعكاسات الداخلية التي تمتد إلى ما لا نهاية لمجسّم مكون من 20 وجهاً مستوياً لمثلثات متساوية الأضلاع، وتجسّد هذه المنحوتة الأسلوب المميّز لجيمس والذي يحاول من خلاله إعادة استكشاف الكون ونقاط التلاقي ما بين العلم والفلسفة.
احتل أنتوني جيمس مؤخرًا عناوين الصحف الإخبارية حول العالم لكونه الفنان الأول والوحيد على مستوى العالم الذي تعرض أعماله الفنية في القارات السبع، إذ تستضيف أعماله حالياً مجموعة من صالات العرض الفنية في آسبن، بيفرلي هيلز، سنغافورة، دبي، لندن، ونيويورك، وكُتبت عنه العديد من المقالات الصحفية في صحيفة نيويورك تايمز، مجلات فوج، بلومبيرغ، وفوربس، كما شقت إحدى أعماله النحتية طريقها للظهور في فيلم "البصلة الزجاجية: أشهروا السكاكين" الذي يعرض على نتفلكس.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.