هل تتحوّل النساء على إنستغرام الى نسخة طبق الأصل عن المؤثرات؟ | Gheir

هل تتحوّل النساء على إنستغرام الى نسخة طبق الأصل عن المؤثرات؟

جمال  Apr 24, 2018     
×

هل تتحوّل النساء على إنستغرام الى نسخة طبق الأصل عن المؤثرات؟

كايلي جينر
كيم كاردشيان
كايلي جينر وكيم كاردشيان
سونيا وفايزة علي
أنجيلينا جولي
شبيهة أنجيلينا جولي
قمر شبيهة هيفاء وهبي
هيفاء وهبي

مع بداية ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، كانت رحلة المؤثرات على إنستغرام تسير بنحوٍ جميل وفعّال جداً. ولكنّ الأمور لم تقف عند هذا الحدّ؛ المؤثرات الجماليات في هذه الأيام يظهرن كأنهنّ مستنسخات بعضهنّ عن بعض! شكلهنّ معروف: شفتان منتفختان ممتلئتان، حاجبان عريضان ومقوّسان بشكلٍ مثالي وعريضان، الآيلاينر المرسوم بحرفية عالية، كمّية كبيرة من الهايلايتر وكونتور الخدّين. ومع عدد قليل من فراشي المكياج، باليت للكونتورينغ وبعض من ألوان الحمرة غير اللامعة، أنتِ في طريقكِ لتظهري تماماً مثل الأخريات.

لماذا يبدو كأنّ هدف جميع النساء أن يظهرن مثل الجميع؟ هناك عدد من العوامل التي تؤدي دوراً، بما في ذلك الرغبة المحتملة في تقليد النجمات والمؤثرات.

كيف وصلت الأمور إلى هذا الحدّ؟

في الأيام التي سبقت مواقع التواصل الاجتماعي، كانت عادات الجمال لدينا تحدّد من خلال عوامل مثل الجغرافيا والعرق. على سبيل المثال، معظم النساء اللواتي كنّ يعشن في مكان معيّن من آسيا، استخدمن مبيّضات للبشرة، أمّا النساء الفرنسيات في القرن الثامن عشر، فكنّ يرتدين الغرّة المستعارة. المفهوم الجمالي كان يشكّل نوعاً من العزلة في المكان والوقت. فمع بداية القرن العشرين، كانت المجلات تفتح أعين النساء على أشياء جديدة. لكن الوقت الذي بدأت فيه الأشياء تؤثر بالفعل على الجمال كان حقبتي الأربعينيات والخمسينيات، عندما بدأت النجمات يظهرن في المجلات كمثال أعلى للجمال. هنا، بدأت جميع النساء بتقليد النجمات.
بفضل الإنترنت، لم يعد الناس مضطرين للسفر لرؤية صيحات الجمال من جميع أنحاء العالم. ولهذا السبب، نتعرّف إلى الصيحات الشائعة في أجزاء أخرى من العالم أسرع مما كنا عليه في الماضي، ويمكننا المشاركة فيها. ما لدينا الآن هو شكل من أشكال العدوانية لما يمكن أن يبدو عليه الجمال المثالي المتعدّد الثقافات. فالمكياج الشعبي الذي نراه على إنستغرام من آيلاينر عين القطّة والشفتين النيود الماتي والحاجبين العريضين، يمكن أن يناسب من الناحية الفنية جميع النساء بغضّ النظر عن لون بشرتهنّ أو جنسيتهنّ.

التقليد بهدف الانخراط في المجتمع

إحدى أسهل الطرق للانخراط في هذا العالم الواسع على الإنترنت هي تحويل المرأة نفسها لتصبح نسخة عن النساء الأكثر شعبية على وسائل التواصل.
نجمات أمثال كايلي جينر، التي عزّزت من عدد متابعيها بنسبة هائلة على إنستغرام بفضل صور السيلفي، أصبحت مطلقة للصيحات الجمالية أو ما يعرف بـTrend Setter. لا يجب أن ننسى هنا أنّ المشاهير هنّ محرّك كبير لمُثل الجمال في المجتمع، وفي محاولة للوصول إلى هذه الصيحات، تلجأ العديد من النساء الى تقليدهنّ. وبصفة عامة، يُنظر إلى النجمات والمؤثرات على أنهنّ مثال للجاذبية وهذا ما يدفع النساء إلى التخلّي عن هويتهنّ والتشبه بهنّ.
في الوقت الحالي، يتعلق الأمر بكل ما يدور في فلك عائلة كارداشيان وهو ما دفع البعض لإطلاق اسم "تأثير كارداشيان" عليه أي "قدرة كارداشيان على التأثير على عادات المستهلكات". لو تكلّمنا عن كايلي، المشهورة بشفتيها الضخمتين، فقد دفعت العديد من الفتيات للحصول على فيلرز وحقن للتشبه بها حتى لو كان ذلك موقتاً. والدليل الأكبر هما الأختان سونيا وفايزة علي اللتان حوّلتا نفسيهما إلى نسخة طبق الأصل عن كايلي وكيم كارداشيان ولا يمكن في بعض الحالات التفريق بينهما وبين الأختين الشهيرتين.

التطبيقات والجراحات المساعدة

من الواضح أن الفلاتر والتطبيقات لها دور في هذه الصيحة أيضاً. لا يقتصر دور النساء على "تصميم" أنفسهنّ بعضهنّ مثل بعض، ولكنهنّ أيضاً يعدّل نفي صورهنّ باستخدام هذه التطبيقات.
ثم هناك جانب الجراحة التجميلية. على الرغم من أنّ عدداً غير قليل من النساء غير منفتحات حيال الجراحات التي قمن بها، هناك فرصة لأن تقتنع معظمهنّ بضرورة تعزيز مظهرهنّ من خلال الفيلرز والحقن. فلاتر سنابشات وإنستغرام هي الملهمة الأولى للنساء لزيارة جرّاح التجميل والحصول على اللوك "المثالي" الذي "لا تشوبه شائبة".
هؤلاء النساء سيدركن في نهاية المطاف أنّ ما من سيدة في هذا العالم تستيقظ مع بشرة رائعة وأنّ النجمة التي تنشر صورتها الخالية من الشوائب تعي تماماً أنّها عدّلتها كثيراً من خلال الفلاتر والفوتوشوب لتبدو ما هي عليه. المرأة المثالية الجمال غير موجودة. تعلّمي أن تحبّي نفسكِ بالشكل الذي تملكينه من دون تقليد الأخريات – فحتى الأخريات لسن حقيقيات!

تخرّجت من الجامعة اللبنانية، حائزة على شهادتين في الأدب الإنجليزي والصحافة، عالم الجمال يستهويني الى حدٍ كبير. منذ 6 سنوات، أتولْى تحرير صفحة الجمال في موقعي nawa3em.com وgheir.com. أهتمّ في تفاصيل كلّ ما يجري في هذا العالم الواسع من إصدارات حديثة في المكياج والعطور ومستحضرات العناية بالبشرة وأيضاً النظر عن قرب لخيارات نجمات العالم. كما أهتمّ أيضاً في إجراء مقابلات للتعرّف الى التكنولوجيا المبتكرة وأحدث الصيحات وتنفيذ برامج وجلسات تصوير.

الجمال