في عالم الجمال المتطور باستمرار، تبرز بعض العلاجات بوصفها ثورة حقيقية في مجال العناية بالبشرة، مثل علاج "حمض السلمون النووي" (Salmon DNA) الذي يُعد من أحدث الابتكارات وأكثرها فعالية في تجديد البشرة من الداخل إلى الخارج. في هذه المقابلة الخاصة، تحدثنا مع خبيرة التجميل سارة بطيخة، صاحبة عيادة Frame By Sarah Battikha في دبي، حول هذا العلاج الاستثنائي الذي أصبح حديث خبراء العناية بالبشرة حول العالم. تكشف لنا الدكتورة سارة عن الآلية العلمية وراء فعالية حمض السلمون النووي، وكيف يمكن تخصيص العلاج ليتناسب مع احتياجات كل بشرة، إلى جانب أبرز نتائجه، ولمَ يُعد خياراً مثالياً للباحثين عن إشراقة صحية تدوم طويلاً، فإليكِ نص الحوار:
ما الذي يجعل حمض الـDNA المستخلص من السلمون مكوناً فريداً وفعالاً في تجديد البشرة مقارنة بغيره من العلاجات؟
يتميّز حمض الـDNA المستخلص من السلمون بقدرته الفريدة على معالجة علامات التقدّم في السن على المستوى الخلوي. فهو يزوّد البشرة بالنيوكليوتيدات، وهي اللبنات الأساسية للـDNA، ما يعزّز عملية إصلاح الخلايا وتجديدها. ونتيجة لذلك، تتسارع دورة تجدد الخلايا، ما يساعد على تقليل مظهر الخطوط الدقيقة واستعادة نضارة البشرة.
ما يميّزه أيضاً هو قدرته على تعزيز ترطيب البشرة من الداخل، إذ يخترق الطبقات العميقة ويوفّر ترطيباً فعلياً، بخلاف الكريمات والسيرومات التي غالباً ما تقتصر فعاليتها على الطبقة السطحية. والأهم من ذلك، في ظل الضغوط البيئية المتزايدة، يتمتّع حمض السلمون بخصائص دفاعية طبيعية تساعد البشرة على مقاومة العوامل الخارجية الضارّة مثل التلوث، التعرض للشمس، والجذور الحرة. فعاليته تظهر تدريجياً وليس بين ليلة وضحاها – تبدأ النتائج بالظهور بعد حوالي 7 أيام، وتتطور بشكل واضح خلال الأسابيع التالية. يعمل على تحسين الملمس، توحيد اللون، ومنح البشرة توهّجاً صحياً. وهو خيار مثالي للبشرة الناضجة أو التي تعاني من بهتان وفقدان الحيوية.
كيف تحددون التركيبة المناسبة لكل عميلة بين حمض السلمون، الإكسوزومات، والببتيدات؟
اختيارنا للمزيج المناسب من حمض السلمون، الإكسوزومات، والببتيدات هو عملية شخصية بامتياز، تبدأ بفهم عميق لحالة البشرة واحتياجاتها الخاصة – لأن لا وجه يشبه الآخر. نبدأ بتشخيص احترافي يشمل تقييم الترطيب، المرونة، الملمس، الحساسية، ومشكلات مثل التصبغات أو الالتهابات. إذا كانت البشرة بحاجة إلى ترطيب عميق، وتعاني من بهتان أو إرهاق، غالباً ما نبدأ بحمض السلمون، لما له من دور فعّال في تعزيز الكولاجين ومنح البشرة إشراقاً طبيعياً. أما الإكسوزومات، فهي تعمل كـ"مدربين خلويين"، وهي مثالية بعد العلاجات التحفيزية مثل المايكرونيدلنغ، لأنها تساهم في تهدئة البشرة وتسريع عملية الشفاء. وفي حالات التركيز على مكافحة علامات التقدّم في السن، أو تحسين الملمس وتوحيد اللون، نستخدم الببتيدات لدورها الكبير في دعم مرونة البشرة وصحتها العامة. أحياناً نستخدم مكوّناً واحداً فقط، وأحياناً نمزج بين أكثر من عنصر، حسب حالة البشرة في تلك اللحظة. الهدف دائماً هو تصميم خطة علاج شخصية وآمنة وفعالة تحقق نتائج ملموسة وطويلة الأمد.
هل يناسب هذا العلاج جميع أنواع وأعمار البشرة، أم تنصحين به لحالات محددة؟
نعم، هذا العلاج مناسب فعلاً لمعظم أنواع البشرة والأعمار، لكننا لا نبدأ به قبل فحص دقيق. لكل بشرة احتياجاتها، وطريقتنا في تطبيق العلاج تعتمد على ما نراه خلال تحليل الجلد. للشابات، يمكن أن يكون هذا العلاج وسيلة رائعة للحفاظ على نضارة البشرة وتأخير ظهور العلامات المبكرة للتقدم في السن. أما للبشرة الناضجة، فهو فعّال جداً في تحسين المرونة، الترطيب، والملمس العام. هذا ونوصي به أيضاً لمن يشعر أن بشرته تبدو متعبة، باهتة، أو بحاجة إلى دفعة تجديد. لكننا في "Frame" لا نتبع الصيحات، بل نبني خططاً علاجية مصممة بعناية لكل شخص بناءً على بشرته فقط.
ما المشكلات الجلدية التي يعالجها حمض السلمون بشكل فعّال؟
يتميّز علاج حمض السلمون بقدرته على معالجة مجموعة واسعة من مشكلات البشرة، إلا أنه فعّال بشكل خاص للبشرة التي تحتاج إلى تجديد عميق. يساعد على تحسين الترطيب، تخفيف الخطوط الدقيقة، تنعيم الملمس، واستعادة الإشراق الطبيعي. ما يجعله مميزاً هو عمله العميق، حيث لا يقتصر على الطبقة السطحية بل يعزّز صحة الجلد من الداخل. لذلك، نستخدمه في حالات الجفاف، وعلامات التقدّم في السن المبكرة، وحتى في مراحل التعافي بعد العلاجات، لأنه يهدئ البشرة ويقوّيها بلطف.
متى يمكن للسيدة ملاحظة النتائج، وكم تدوم عادةً؟
غالباً ما تبدأ النتائج بالظهور بين اليوم السابع والعاشر، حيث يلاحظ تحسّن في الترطيب، ملمس أنعم، وتوهّج صحي. لكنّ النتائج الحقيقية تظهر تدريجياً مع تحفيز إنتاج الكولاجين واستمرار التجدد الخلوي. وللحصول على نتائج طويلة الأمد، نوصي بجلسات متسلسلة – عادةً 3 جلسات بفاصل 4 أسابيع. وبعدها، تدوم النتائج ما بين 4 إلى 6 أشهر، حسب نمط حياة العميلة وروتين العناية المنزلي. العلاج ليس حلاً فورياً، بل استثمار طويل الأمد في صحة البشرة، ومع الاستمرار الصحيح، يمنح مظهراً طبيعياً، مشرقاً، ومتجدداً.
ما هي خطوات العناية بعد العلاج، ولماذا من المهم الحفاظ على روتين بسيط؟
بعد جلسة حمض السلمون، تدخل البشرة في مرحلة تعافي حساسة، أشبه بإعادة ضبط. لذلك، من المهم جداً الحفاظ على روتين بسيط ولطيف.
أنصح باستخدام منظف خفيف وغير مهيّج، مع كريم مرطب مهدئ، والإكثار من شرب الماء. كما أن واقي الشمس بعامل حماية 50+ ضروري جداً، لأن البشرة تصبح أكثر عرضة لأضرار الأشعة فوق البنفسجية.
يجب تجنّب المكياج، الكحوليات، والعلاجات القوية في أول 24 إلى 48 ساعة. كذلك، الامتناع عن التمارين الشديدة، أو الساونا، أو الحمامات الساخنة لتجنّب تهيّج الجلد.
بتبسيط الروتين والتركيز على العناية اللطيفة، نمنح البشرة البيئة المثالية للشفاء وتحقيق أقصى استفادة من العلاج.
كيف يعكس هذا العلاج فلسفتكم في Frame حول الجمال والعافية؟
هذا العلاج يتماشى تماماً مع فلسفتنا في Frame، حيث نؤمن بأن الجمال تجربة شخصية وعميقة، ويجب أن يُقارب من منظور شامل. نرى "Frame" كإطار يحتضن الجسد بالكامل، ونعمل على العناية بالإنسان من الداخل والخارج. لذلك، نختار العلاجات التي تدعم صحة البشرة فعلاً، وليس فقط مظهرها. علاج حمض السلمون يجسّد هذه الفلسفة – لأنه لا يطارد صيحات الجمال، بل يعزّز التجدد الطبيعي للبشرة، ويرسّخ مبدأ العافية من الداخل إلى الخارج، ليمنح نتائج طبيعية وفعّالة تعكس عافية حقيقية.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.