احتفل العطّار البريطاني روجا دوڤ بإطلاق أحدث عطوره في دبي، وهو عطر 'إليزيوم' الجديد للنساء والذي ينشر في الأجواء قوة ساطعة تميز جوهر المرأة الواثقة من ذاتها ورقيها، التي تخطو في دربها بثبات وجرأة، وتتفتح في الروضة التي أوجدتها هي بقوة إرادتها.
يرتكز العطر على خلاصة الماندرين، الدراق، زهرة الفاوانيا إلى جانب البنفسج، وزهرة السيكلامن، والمسك ليقدم لنا مزيجاً مفعماً بالحيوية والجاذبية من النغمات الزهرية والفواكه الحلوة. للتعرف أكثر على القصة وراء هذا العطر، وعلى فلسفة علامة Roja في ابتكار العطور الراقية، كان لنا الحوار التالي مع روجا دوڤ:
بكل تأكيد علامة ROJA من أشهر العلامات في عالم صناعة العطور، وهي ذات شهرة واسعة في المنطقة العربية، فما هي عناصر تفرّد علامتك عن غيرها؟
- ROJA هي دار تصميم وتصنيع عطور فاخرة أسّسناها في لندن في العام 2011. نقدم فيها عطوراً مميزة وفريدة - أو دو بارفان وبارفان فقط – ومجموعات للمنزل، وكل قطعة فيها مصنّعة باستخدام أفضل وأرفع الخامات وأعلاها جودة. نحن بتكر عطوراً تطلق العنان للمشاعر والذكريات وتتيح لكل شخص أن يعبّر عن نفسه بصدق وأصالة. ويمكننا وصفها بأنها قطع فنية شمية.
وبم يمكننا وصف البصمة الوراثية للعلامة؟
- نحن بريطانيون بامتياز. ROJA هي دار تصنيع عطور برونق بريطاني، تتضمن لمحة من خفة ظل ومرح وسحر خيالي. ونحن مشهورون حول العالم بأننا لا نتهاون في مقاربتنا للفخامة في كل ما نقدمه. تركيباتنا مصنّعة يدوياً من أجود الخامات، وتحفظها قناني كأنها الجواهر، وهي دائماً متوجة بغطاء من الكريستال.
نقدم العطور في تركيزات أوه دو بارفان وبارفان مشهورة باستمرارية عبيرها، وهو أكثر ما يشد عملاءنا. كما تقدم دار ROJA ثماني مجموعات متميزة تناسب مختلف الأذواق والميول.
هل صحيح أن لكل عطر قصته الخاصة؟ وما هي القصة وراء أحدث عطوركم إليزيوم Elysium؟
- بلا شك أن لكل عطر قصته. كما أن كل عطر يساعدك في حكي قصتك الشخصية. فهو أكثر أكسسواراتك حميمية. وكأنه امتداد لك، وانعكاس لشخصيتك، وتحملينه كما تحملين شخصيتك إلى كل مكان. لذا عليك أن تتأكدي من أن عطرك ينقل الشخصية التي تحبين إظهارها للعالم.
أطلقنا عطر إليزيوم للرجال في العام 2017 ومنذ ذلك الوقت صار مرادفاً لاسم علامتنا. وقد استوحينا هذا العطر من فكرة الجنة، التي من أحد مرادفاتها كلمة إليزيوم، ومحاولتنا لتشكيل صورة لها من خلال العطر لأصحاب الشخصيات والنفسيات القوية، هؤلاء الذين يدخلون إلى عالم إليزيوم، لديهم القوة النفسية لخلق جناتهم – تشكيل عالمهم وشق طريقهم بقوة في الحياة.
ومع إطلاق إليزيوم للنساء، تصورت امرأة واثقة، ذات شخصية متنوعة الأوجه في خيالي. امرأة قادرة على تشكيل جنتها على الأرض، وتمضي في طريقها بتمكين وقوة ملهمين لكل مَن حولها.
أردت أن تشعر المرأة التي تتعطّر بـ إليزيوم بأنها ، فتصوّرت عالماً ثرياً مليئاً بمختلف أنواع الفواكه والزهور بألوانها الزاهية وعبيرها الفوّاح، مبهرة ورافعة للمعنويات.
بم تصف لنا عطر إليزيوم الجديد؟ وما هي خصائصه الفريدة؟
- إنه عطر فاكهي ،زهري ومنعش، إليزيوم للنساء هو سيمفونية من براعم الزهور الحلوة، والفواكه الزاهية، مع مزيج من عطور المسك والأخشاب ذات التأثيرات المثيرة.
يفتتح هذا العطر عبير من فاكهة المندرين الطازجة الزاهية، وبعدها يتكشف تدريجياً عن عبير الخوخ العسلي. وفي القلب منه تجدين عبير البيونيا وهو ما يمنحه لمسة ناعمة تجعله لا يقاوم. ويضاف إلى ذلك لمسة رقية من البنفسج، والتي تحرك المشاعر كأن الطبيعة تتفتح بكامل ازدهارها، وفي الآن نفسه عبير السيكلامان يحرك مشاعر التجدد والنضارة كأنها قطرات الندى.
كل عطور إليزيوم تحتفي بالقوة والتمكين والشخصية القوية ولهذا أضفنا عبير خشب السيدار وخشب الصندل كقاعدة لهذه العطور لأنها تتميز بأنها حسية ومثيرة كما أنها تتميز بطول تأثير عبيرها مما يعزز من شعورك بالقوة لفترة أطول.
وكما في عطر إليزيوم للرجال، يتميز أيضاً عطر إليزيوم للنساء بأنه مبتكر للنساء اللاتي لا يعتمدن سوى على شخصياتهن القوية الواثقة، ولديهن من الاعتداد بالنفس ما يعزز من قوة شخصياتهن وثقتهن ليخلقن مسارهن (جنتهن) في الحياة، وهذا يجعل امرأة إليزيوم ملهمة لمن حولها، جاذبة للناس المبهورين بشخصيتها والعالم الذي خلقته لنفسها.
القارورة نفسها تعبر عن فخامة لا نتنازل عنها. الزجاج ثلاثي الصقل اليدوي يضيء وكأنه الكريستال، ويتسم تصميم الزجاجة بانعكاسات ألوان الأزرق والزهري التي ترمز إلى ألوان الجنة الناعمة. وتستمر القارورة في تغيير ألوانها بحسب الإضاءة لترمز إلى جوهر الأنوثة المتنوع والمتعدد. هذا بالإضافة إلى غطاء من الكريستال باللونين الزهري والأزرق متعدد الأوجه، والذي يرمز للمرأة القوية الحيوية المتنوعة الأوجه التي ألهمتنا ابتكار هذا العطر.
كيف تجد الإلهام وما هي أهم منابعه بالنسبة لك؟
- ابتكار عطر شبيه برسم لوحة مع اختلاف أدوات الابتكار. فنحن نحكي قصصأ أو قصائد من دون كلمات. لذا، حين نبتكر عطراً، نتيح للخامات الطبيعية المستخدمة أن تعبر عن أفكارنا ورؤيتنا، مثل الشاعر أو الراوي لكن باستخدام لغة الرائحة. العطر هو مثل مشاهدة قطعة فنية بديعة، عليك الاستسلام له وترك العنان لمشاعرك.
عادةً نبدأ بالاسم عند ابتكار العطر لأن الأسماء هي ما يتيح لنا رسم صورة حول ماهية تأثير العطر، ومم ينبغي أن يتكون لكي يمنح التأثير المطلوب. فمثلًا عطر "إلكسير" هو جرعة سحرية يمكنها تحويل الأشياء. استلهمنا هذا العطر من صورة امرأة يمكنها تحويل كل شيء بابتسامة منها. الجميع ينجذبون إلى السحر الذي يشع منها، لذا تجدين العطر يفوح بعبير واحات استوائية تفجرّها نسائم التوت الأحمر والخوخ، مع لمسات دافئة من زهور بيضاء مثل الياسمين واليلانغ يلانغ. حين تستكشفين سحر عطر إلكسير، ستشعرين أن السماء صارت زرقةً زرقة والزهور أكثر زهوة، وتغيب عنك أي مشاكل أو انشغالات.
أما عطر "ريكلس" فقد استوحيته من اقتباس صادفني في كتاب كنت أقرأه، جاء على لسان امرأة في ذلك الكتاب تقول "متهورة ربما، لكنني لست حمقاء" – شعرت أنه تعبير مذهل. جعلتني أتصور امرأة لديها القوة لتتبع شغفها وقلبها ومطاردة المغامرة. هذا العطر صُمم من أجل امرأة تعرف ما تريد ولا تهاب المخاطر في سبيل تحقيقه.
وعطر "سكاندال" يحتاج إلى التمعّن في معنى الاسم – فهو يرمز الى الحديث المنتشر بين الناس عن شيء أو شخص. لذا العطر الذي يحمل هذا الإسم لا يمكن أن يكون خجولًا. بل هو عطر باذخ وملحوظ يعلن عن نفسه بقوة من خلال عبير زهور التيوب روز القوية.
وما هي أحب المواد أو العناصر أو الخامات التي تفضل العمل بها؟
1. اللابدانم المستخرج من زهرة روك روز (القريضة العنبرية) لأنه ذو رائحة حسية مثيرة.
2. القرنفل لرائحته الدافئة الحلوة الحريفة بعض الشيء، والذي يذّكرني بدفئ الصيف عندما أشم رائحته.
3. أورّيس أو ساق زهرة السوسن والتي تعبّر عن لفت الانتباه دون صخب أو بذخ. هذا العطر يجسد في نظري الثقة بالنفس بنعومتها الفائقة.
4. زهرة الغاردينيا لأنها غنية ولها تأثير كريمي ناعم يحتضن المشاعر.
5. اللاڤندر أو الخزامى لأنه يمثّل رائحة الصيف.
أي ابتكاراتك تعتبرها الأنجح والأكثر مبيعاً وما السر وراء نجاحها؟
- أكثر ابتكاراتنا مبيعاً هو أوه دو بارفان إليزيوم للرجال. وأكثر عطور العود مبيعاً لدينا هو عود الطائف. هذا العطر يحكي قصة عن المملكة العربية السعودية والوفرة الطبيعية في العطور الفاخرة التي تتمتع بها. أحب فكرة أن زهور الطائف تنمو على ارتفاع عال وأردت أن أعيد ابتكار مشهد بزوغ الشمس على قمم الجبال في الصباح وسطوعها على تلك الزهور. لم أردها أن تكون زهوراً خفيفة أو مخملية، ولكنني أردت استعمال هذه الزهرة الكبيرة الزاهية بلمسات من عبير التوت الأسود والألدهايد. فعبير الألدهايد في البداية يشعرك بتأثير لامع مضيء، وعبير التوت الأسود يجعل العطر غنياً وندياً، مثل بداية صباح جديد. كما أردت التقاط عمق هذه الأرض وتاريخها وعمر الجبال على أرضها التي تفتحت عليها الزهور، وهذا ما يحمله عطر البخور والعنبر.
أما ثالث أكثر ابتكاراتنا مبيعاً فهو "إيزولا بلو" والذي استوحيته من منطقة الريڤييرا الفرنسية. فهو مبتكر لهؤلاء الذي يسعون وراء الأفضل وأحدث ما في الحياة. فكيف ننقل تلك الفكرة في عطر؟ ينبغي علينا الحصول على شيء ينقل شعور الحيوية والحركة. فهذا العطر يلخّص مشاعر الإشراق والتجدد، فينقلك بعيداً عن روتين الحياة اليوميّة. إنه أشبه بشمس تضيء سطح البحر، مع الشعور بدفئها على بشرتك. بالنسبة لي، أشعر أن هذا العطر ينقلك إلى ضفاف البحر الأبيض المتوسط، ربما على متن اليخت الخاص بك، حيث تتناولين الغداء في مكان ذي إطلالة على البحر، دون أن تبالي بأي شيء في العالم. هذا هو عالم "إيزولا بلو".
أين يكمن السر وراء نجاح أي عطر في رأيك؟
- العطر الاستثنائي لا بد أن يحرّك داخلك عاطفة أو شعوراً ما، وفي نفس الوقت، أن ينقل لك شعوراّ بالجودة ،الفخامة والابتكار – أن يكون عطراً يشكل جزءًا منك إلى الأبد.
كل مبتكر عطور يضفي بصمته الخاصة على ابتكاراته. وبالنسبة لنا في دار ROJA، نعمل فقط مع أرقى وأجود المكونات. وهذه عادة ما تكون ثمينة ونادرة على الأغلب ويصعب الحصول عليها. ولكننا نؤمن أننا حين نستخدم أرفع وأجود المكونات نقدم لعملائنا عطراً لا مثيل له، يحقق الثبات والاستمرارية أكثر من أي عطر سواه.
وكيف تصف الفرق بين صناعة العطور الفاخرة وصناعة العطور التقليدية؟
- أهم ما يميز العطر السر وراءه. شخصياً أؤمن أن كل شخص منا يستحق عطراً يقرّبه من نفسه الحقيقية. وأكثر ما أحبه في العطور أنها لا تطلق الأحكام. فهي تتجاهل السن والنوع والعرق. وهي محِبة للجميع. ولديها قدرة خاصة على تغيير صاحبها.
وفي رأيي، فإن العطور الفاخرة هي أرفع مراحل صناعة العطور. فهي تجميع للمهارة الفنية مع أجود المكونات والقدرة الماهرة على الإبداع، والتي ينتج عنها عطر لا يقارن.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.