وأخيراً، فعل
نيكولا جبران ما كنّا نتوقّعه منذ سنوات. فقد شارك المصمم اللبناني للمرة الأولى في عرض تصاميمه على هامش أسبوع باريس للهوت كوتور، وهذه المشاركة ربما أتت متأخرة بعض الشيء، والسبب أن جبران كان قد حقق نجاحاً باهراً منذ سنوات في تصاميم الكوتور، وهو معروف بأنه من المصممين المفضّلين لدى نجمات العالم الاستعراضيات، من جنيفير لوبيز إلى بيونسيه وغيرهما. هذا فضلاً عن أن اسمه المرتبط بألمع النجمات العربيات من مايا دياب إلى نجوى كرم وأصالة نصري وغيرهن. وبالتالي، فإن عرضه البارسي كان بمثابة الخطوة الطبيعية التي كان ينبغي أن يقدم عليها في نهاية المطاف.
لكن ماذا عن تشكيلته والتصاميم الجديدة التي قدّمها؟
في الواقع، الهوت كوتور ليس من الأمور الجديدة على نيكولا جبران، هو يتقن هذه الصناعة ويجيد مفرداتها عن ظهر قلب، والتشكيلة التي قدّمها أمس كانت أكبر دليل على أنه بمصاف أهم مصممي الهوت كوتور الذين يُعدّون اليوم رموزاً لهذه الصناعة.
لقد استحقّت تشكيلته الكثير من الثناء، فقد جاءت غنية بالتفاصيل التي منحتها جرعة مضاعفة من الرقي والتألق، وأبرز سماتها تجلّت في:
- القصات المنحوتة التي لا تتقنها سوى الأيدي التي تعرف تماماً ما الذي يتطلّبه الأمر لإبراز القوام الجميل والاحتفال بأنوثته. قدّم جبران الياقات العالية التي أضفت طابعاً دراماتيكياً على العرض، كما ابتكر الأكمام المنفوخة الضخمة التي تشبه الجانحين، والتنورة المستوحاة من شكل القلب، والكابات الملكية بقماش الكريب الراقي وألوان فاهية أنيقة.
- التطريز والشك والزخارف كانت الحاضر الأقوي في هذه التشكيلة، وهي تُعدّ من السمات التي لا تفارق تصاميم نيكولا جبران. أحببنا في تشكيلته الفساتين اللامعة المتعدّدة الألوان، الفساتين المعدنية الطويلة مع الشق العالي عند الساق، الفساتين السوداء المستقيمة مع الياقات المقوّرة الجريئة، واللوكات الجلدية التي تألّقت بلوحة ألوان فيها الكثير من القوة، مثل البنفسجي والعنابي.
- أكثر ما لفت أنظارنا في العرض كانت الأكسسوارات التي قدّمها المصمم، وأبرزها تلك الأشكال البيضوية التي غطّت الركبتين، العقود المزخرفة الضخمة التي زيّنت الأعناق، والأقراط الكبيرة المتدلّية التي بدت مستوحاة من موضة الستريت ستايل.
- في تشكيلة نيكولا برزت أيضاً الألوان الجميلة، لم يعتمد المصمم على لوحة لونية واحدة، بل قدّم ما خدم الغرض، وهو تصميم فساتين باهرة للسهرات. لذلك، رأينا لوحة ألوان غنية من الأسود إلى الأحمر مع الأسود، الزهري الفاهي، الليلكي الناعم والفوشيا وغيرها.
- أما مفاجأة العرض التي لم نتوقّعها، فقد تجلّت في تعاون نيكولا جبران مع المؤثّرة اللبنانية نور عريضة، لتختتم العرض بفستان زفاف جمع بين الجرأة، الكثيرة من الشك، والكثير من الملامح الأنثوية المرهفة.
باختصار، أثبت نيكولا جبران أنه يستحق كل النجاح وأكثر. إنه يستحق أن يصبح من العارضين الدائمين والرسميين في أسبوع باريس للهوت كوتور، فهل سيسعى إلى تحقيق هذه الخطوة قريباً؟ وهذا إن حدث، سيضع بقية دور الأزياء اللبنانية والعربية أمام امتحان صعب، فهو سيرفع نسبة المنافسة وربما يزيح بعض العلامات من دائرة الضوء!
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.