واصلت علامة Zimmermann استكشافها للرومانسية الأنثوية الحالمة في مجموعتها لخريف وشتاء 2025-2026، مستلهمةً من الفيلم الأسترالي الكلاسيكي "Picnic at Hanging Rock" الذي يحتفل بذكراه الخمسين هذا العام.
استطاعت نِكي زيمرمان، المديرة الإبداعية للعلامة، أن تستحضر أجواء الفيلم الساحرة والمفعمة بالغموض دون اللجوء إلى إعادة إنتاج أزيائه بحذافيرها، بل عبّرت عنها عبر أقمشة الشيفون الانسيابية، وتفاصيل مستوحاة من رسائل الحب، وتصاميم مستلهمة من زي المدرسة الذي ظهر في الفيلم، لكن بروح أكثر حداثة.
أبرز قطع المجموعة كانت الفساتين المستوحاة من ملابس النوم، إذ جاءت انسيابية وخفيفة تمنح إطلالة شاعرية حالمة. كما برزت الفساتين البوهيمية الواسعة والطويلة التي جسدت مفهوم الراحة والأناقة بأسلوب عصري. أما الفساتين المزينة بالكشكش ونقشة الورود الزاهية، فقد أضافت لمسة من الحيوية والأنوثة المرحة، فيما جاءت تصاميم الدانتيل القصيرة لتعكس روح الجرأة والأناقة الكلاسيكية. ولم تغيب الفساتين ذات التنورة المتدرجة عن المشهد، حيث قدمتها الدار بأسلوب مبتكر يجمع بين الحركة والانسيابية، مما جعلها من القطع الأكثر تميزاً في المجموعة.
شهدت المجموعة تطوراً واضحًا في السرد البصري، حيث انتقلت من براءة الطفولة إلى وعي أكثر نضجاً، فبدأت بفخامة الكشاكش الرقيقة قبل أن تتجه نحو الدنيم والجلد، مجسدةً رحلة التحول من اللعب الطفولي إلى الأنوثة القوية. كما أضفت تفاصيل الدانتيل المستوحاة من الملابس الداخلية لمسة من الدراما على الفساتين والروب، مما عزز هوية العلامة القائمة على الأنوثة البوهيمية.
في مشهد الموضة الحالي، حيث تبرز تصاميم أكثر جرأة وقوة مثل تلك التي قدمتها دار Alexander McQueen، جاءت مجموعة Zimmermann كخيار مغاير يحتفي بالأنوثة الرقيقة والهشّة. هذا التباين منح النساء حرية التعبير عن الجانب الرومانسي بأساليب متعددة، بين القوة الجامحة والرقة الحالمة.
لا شك أن هذا التوجه نحو الأثيري والروحاني يعكس نزعة أكبر نحو الحنين والهروب إلى عالم من الخيال. ومع ذلك، قد يتساءل البعض عما إذا كانت هذه الرومانسية الحالمة قادرة على مجاراة التغيرات السريعة في صناعة الأزياء، أم أنها ستظل خيارًا لمن يبحث عن ملاذ ناعم وسط عالم مليء بالتعقيد؟ في كل الأحوال، Zimmermann تواصل تقديم رؤية فريدة للأنوثة، تحمل في طياتها سحر الماضي بروح معاصرة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.