وسط أجواء حالمة امتزج فيها خرير الجداول مع زقزقة الطيور، جلست داخل قصر طوكيو الشاهق في باريس، حيث كشف إيلي صعب عن أحدث مجموعاته الراقية. كان المشهد أشبه بلوحة سينمائية، تضيف إليها ضحكات الحاضرين ونقر عدسات الكاميرات لمسةً من الحماس، خاصة مع وصول إيفا لونغوريا، وروزي هانتغتون وايتلي اللتين خطفتا الأنظار فور دخولهما وجلستا في الصف الأول إلى جانب إيلي صعب جونيور.
خيّمت أجواء الترقّب على المكان، لاسيما وأن إيلي صعب معروف بإبداعه وإبهاراه عندما يتعلق الأمر بملابس الهوت كوتور التي كانت بوابة عبوره إلى العالمية، إذ يُعتبر اليوم من أبرز مَن يقدّم هذا النوع من التصاميم التي عادةً ما تجتذب نجمات السينما والمشاهير من حول العالم.
وسرعان ما تلاشى الترّقب لتحلّ مكانه الدهشة- بالمعنى الإيجابي للكلمة،- وذلك عندما افتتحت العارضة العالمية جوان سمولز العرض بفستان مناسبات فاخر تميز بلونه الوردي الفاهي، ثمّ تبعتها العارضة كانديس سوانيبول ومن بعدها العارضة رومي ستريجد، لتظهر لاحقاً في منتصف العرض تقريباً، العارضة ستيلا مكسويل التي أبهرت الحضور بفستان أسود مزين بالكشكش عند الكتفين وينتهي بتنورة واسعة فقط من الأسفل.
من اللحظة الأولى، كان واضحاً أن هذه المجموعة ليست مجرد امتداد لفخامة صعب المعتادة، بل تجربة أكثر جرأة، إذ تلاقت الرومانسية الحالمة مع بنية معمارية دقيقة. الفساتين جاءت مترفة كالعادة، لكنها حملت طابعاً نحتياً مميزاً، وكأن كل إطلالة صنعها نحّات بعناية لتجسد القوة والأنوثة معاً.
ما لفتني بشكل خاص هو التلاعب بالهيكل والقصات، حيث انحنت الأقمشة حول الأكتاف والخصور بأسلوب مستوحى من فن الآرت ديكو، ولكن بلمسة عصرية مشرقة. الشرائط المتلألئة والتطريزات الماسية لم تكن مجرد زينة، بل عناصر أساسية عززت الإطلالات وجعلتها أكثر جرأة وهيمنة على المدرج.
واحدة من أجمل الإطلالات التي أثارت إعجابي كانت فستاناً ذهبياً مهيباً، مرصعاً بالكريستال ومطرزاً بالريش الذي انساب بانسيابية وكأنه امتداد للحركة. كان مشعاً بكل معنى الكلمة، وذكّرني بأميرات العشرينيات ولكن برؤية مستقبلية. كذلك، الفستان الأسود ذو الكتف المنحوت والتفاصيل المعدنية كان بمثابة تجسيد لقوة المرأة العصرية ويجمع بين الغموض والأناقة المطلقة.
أما المفاجأة الثانية، فقد تجلت في اعتماد المصمم على الدنيم، حيث حوّله إلى فساتين هوت كوتور راقية، جمعت بين الطابع العملي والخياطة الراقية، في حين كانت فستان الزفاف من أجمل اللحظات في هذا العرض، وقد بدا مستوحى من الأسلوب الفينتج بقصته الناعمة الانسيابية والطرحة الطويلة والمزينة بالتطريز.
لا شك أن هذه المجموعة تحمل بصمة إيلي صعب بامتياز، لكنها في الوقت نفسه تفتح آفاقاً جديدة في أسلوبه. إنها ليست مجرد احتفاءٍ بالفخامة، بل دعوة للمرأة لتكون قوية، متألقة، ومستعدة لمواجهة المستقبل، مغلفة بالأحلام ولكن مصقولة بالدقة والقوة.
كلمات مفتاحيّة:
ازياء ايلي صعب،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.