بالنسبة لدار سكاباريلي Schiaparelli، فإن السريالية ليست مجرد مدرسة فنية، بل هي هوية أيضاً. فمنذ البدايات ارتبطت المؤسِسة إلسا سكاباريلي بعلاقة صداقة وطيدة مع مؤسس المدرسة الفنية السريالية، سالفادور دالي، وتأثرت به وبلوحاته إلى حد بعيد، واستندت عليها في الكثير من الأحيان لابتكار تصاميمها التي تميزت دائماً برقيها الذي يناسب الصالونات الأروبية المرموقة وأسولب حياة السيدات الأرستقراطيات. كيف لا وإلسا نفسها كانت سيدة أرستقراطية، تهوى حياة الترف والبذخ، وتعشق الفخامة بكل مقاييسها.
لكن الفخامة كما رأتها إلسا، تنطوي أيضاً على الكثير من الغموض، ومزيج هذين العاملين معاً، هما ما جعلا علامتها تنجح وتحقق الكثير من الشهرة منذ بدايات القرن العشرين الذي شهد على الكثير من الأحداث المأساوية، من الحرب العالمية الأولى إلى الحرب الثانية وما تلاهما من أزمات طاحنة ولاسيما في القسم الأوروبي من الكرة الأرضية. إلا أن العلامة استطاعت تجاوز هذه الأزمات المتلاحقة وأن تؤسس لنفسها مكانة مرموقة من بين دور الأزياء التي اعتُبرت في ذلك الوقت "متمردة" على الواقع.
تصاميم مزينة بالكائنات البحرية
يوم أمس، رفع المصمم دانييل روزبيري النقاب عن مجموعة سكاباريلي لربيع 2024 في أسبوع باريس للموضة، إذ افتُتح العرض مع شالوم هارلو واختُتم مع كيندل جينير.
وفي هذه المجموعة، تعمّق روزبيري في أرشيفات العلامة التجارية، وركز الإلهام لهذا الموسم حول فستان Lobster Dinner Dress لعام 1937 - وهو تعاون بين مؤسسة الدار Elsa Schiaparelli والفنان السريالي سلفادور دالي. تشير العديد من الإطلالات في جميع أنحاء المجموعة إلى هذا الفستان الأيقوني، بما في ذلك تنورة طويلة مكشكشة وفستان أسود قصير يتميز بجراد البحر الذهبي ثلاثي الأبعاد عند خط العنق.
التصاميم بحد ذاتها جمعت بين الجرأة والأناقة الراقية، فتضمنت الكثير من الكلاسيكيات التي تمّ تنفيذها بأسلوب سكاباريلي الـEdgy والخارج عن المألوف، ومن أبرزها البدلات المزينة بالتقليمات المستوحاة من البدلات الرجالية، فساتين المساء السوداء التي تتخللها قصات عصرية ومثيرة، الفستان القصير المستوحى من سترة البليزر السوداء، البليزرات المفتوحة التي تكشف البطن مع تنانير بقصات موروبة تفيض بالأنوثة، وتذكّرنا بتنانير أميرات الفراعنة، إلى جانب التنانير المشقوقة مع الكروب توب الجريئة.
أما أكثر ما لفت الأنظار في هذا العرض، فقد كانت الحلي والأكسسوارات التي زيّنت الأعناق وبعض التصاميم، وكانت في غالبيتها مستوحاة من الكائنات البحرية مثل السلطعون وجراد البحر والأسماك وغيرها من القشريات.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.