نحن نعيش في زمن بات فيه الوقت "مادة ثمينة" وربما "مستعصية". إنه زمن السرعة القصوى حيث لا وقت للاستمتاع بأي شيء! لكن هذا لم يكن حال علامة ALAIA التي منحت الوقت مفهوماً مرناً يشمل تجنب التقاليد والقيود واحتضان إمكانياته المختلفة.
فبينما كان العالم يتحيّن موعد انطلاق أسبوع باريس للهوت كوتور، اختارت علامة ALAIA أن ترفع النقاب عن مجموعة ربيع وشتاء 2023 قبل يوم واحد من انطلاق عروض الكوتور، ومن خارج أي جدول رسمي لعروض الأزياء، وفي وقت يعاني فيه الشارع الباريسي حالة من الفوضى وعدم الاستقرار بسبب الاحتجاجات الشعبية على مقتل شاب من أصول جزائرية على أيدي الشرطة الفرنسية.
اختارت العلامة التي أسسها مصمم جزائري الأصل، التغاضي عن هذه الفوضى، والانتصار للجمال والموضة، وقدمت عرضها الجديد في باريس، والذي حمل الكثير من المعاني الغامضة والدلالات التي تحتاج إلى تفسير.
أبعد من مفهوم الوقت
في مجموعة ربيع وشتاء 2023 يستكشف Pieter Mulier المدير الإبداعي لـ ALAIA الوقت ليس كمفهوم مجرد بل كمفهوم مادي - علاماته ودلالاته، وانعكاساته من خلال الموضة. إنه يحاول أن يكرّس مفهوم "صُنع الوقت". ففكرة الخلق والإبداع والابتكار والتكوين، يمكن أن تكون مقياساً للوقت. وبتوسيع هذه المفاهيم، يمكن تحديد الشكل البشري نفسه، والتلاعب به من خلال دفع الملابس وسحبها وتحويلها إلى أشكال مختلفة، أشكال مصممة لتعزيز شكل الجسم، وتحمل ذكريات الماضي مع إشارات إلى المستقبل القريب أو البعيد على حد سواء.
في هذه المجموعة، تبرز الأزرار لترمز بشكل غريب إلى الوقت وطقوس اللباس، ووقت التغيير والتجديد، في حين يظهر التفاوت المتعدد للأوقات الزمنية من خلال استخدام خامات غير منسجمة تشمل الفانيلا الصوفية، ريش النعام، الكتان القطني، الحياكة الشفافة والمطلية بالورنيش، الجلود واللاتكس.
قصات منحوتة مستوحاة من البناء الهندسي
من ناحية ثانية، بدت هذه المجموعة أشبه باحتفالية بالقصات المنحوتة المستوحاة من البناء الهندسي. فعلى الرغم من أنها تضمنت بعض البناطيل بالأرجل الفضفاضة والسترات الواسعة، إلا أن الغَلَبة فيها كانت للقصات الضيقة التي تحتضن القوام وتبرز جاذبيته، وأحياناً بأسلوب جريء فيه بعض المبالغة، إذ تضمنت التشكيلة الكثير من القطع الشفافة مثل التنانير، الفساتين والتوبات العلوية .
تنانير الـPencil المتوسطة الطول كانت إحدى القطع الأساسية في المجموعة، إلى جانب الفساتين الانسيابية التي تتخذ شكل القوام، والأحزمة العريضة للخصر، والبوتسييه التي حلّت مكان الكورسيه، فضلاً عن الليجينجز الأسود الذي ارتدته العارضات تحت التنانير في أسلوب ذكّرنا بموضة الثمانينيات.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.