لطالما أعجبتني مقاربة هنري شينو Henri Chenot لمفهوم الصحّة العامّة، التي تركز على أهمية الديتوكس كوسيلة لتجديد حيوية الجسم وتنشيط عملية الأيض.
وبعدما التقيت بزوجته السيدة شينو الشهر الماضي في دبي، سررت باختياري من بين أوائل الصحافيين الذين تلقوا الدعوة لزيارة Chenot Palace الذي سيتم افتتاحه خلال شهر نوفمبر في منطقة غابالا بأذربيجان.
كيف تسافرين إلى هناك؟
ربما يكون السفر إلى أذربيجان من أكثر الرحلات سهولة ويسراً، فالخطوط الجوية الأذرية تسيّر رحلتين مباشرتين يومياً من دبي إلى باكو عاصمة البلاد، لا تستغرقان أكثر من ساعتين ونصف ساعة!
منذ لحظة خروجك من المطار، تبدو المدينة جميلة وفوراً ستلاحظين فيها مزيجاً جميلاً من مخلفات الاستعمار العثماني والتأثير الروسي وبعض الملامح العربية. ومع هذا، تشعرين في بعض الأحيان بغلبة الطابع الأوروبي أيضاً على نواحي الحياة فيها. هذه الثقافات كلها تركت أثرها الجميل وشكلت مزيجاً ساحراً يضفي الكثير من الغنى على المدينة وأهلها الذين يتحدثون لغات عديدة، منها الأذرية والروسية والقليل من الإنكليزية، وهو أمر مثير للاهتمام من دون شكّ.
بعدما تغادرين العاصمة في طريقك إلى غابالا، ستفاجئين بالمناظر الطبيعية الخضراء التي تنتشر على مدى النظر، فيها تتداخل مناظر الجبال الشاهقة مع الغابات الخضراء المورفة الظلال والسهول الخصبة الجميلة. أما الأجواء فتبدو رومانسية مع درجات حرارة متدنية وأجواء ضبابية تنسيكِ فوراً حرارة الخليج وتأخذك إلى عالم حالم بعيد تماماً من روتين الحياة اليومية كثيرة الانشغالات في دبي.
وما زاد من روعة التجربة، الرحلة في السيارة التي استمرّت 3 ساعات، وخلالها أسرنا منظر البيوت الجميلة ذات القرميد الملون والمراعي الممتدة، قبل أن نفاجأ بدب أسود كان يسير على مقربة من الطريق العام، فبدا الموقف غريباً واستثنائياً في الوقت نفسه، وعندها أدركنا أننا أصبحنا على مسافة بعيدة جداً من أشكال الحضارة المدنية، وانتقلنا إلى قلب الطبيعة البرية الجميلة.
قصر Chenot Palace
المفاجأة الثانية تجلّت في قصر Chenot Palace. ينتصب هذا المبنى بتصميمه العصري الأنيق في وسط الطبيعة وفي قلب الغابة القوقازية المشهورة بكثافة أشجارها وتنوع الحياة البرية فيها. وعلى مقربة منه، تمتدّ بحيرة Nohur بمياهها المتلألئة النقية التي تنعكس على صفحتها صور الجبال الخضراء وترسم فيها لوحات فنية مدهشة.
سريعاً ستشعرين بأنك انتقلتِ إلى عالم آخر، بعيد كلياً من كل أشكال الحياة المدنية والتلوث والازدحام، وستدركين أنك على وشك اختبار تجربة استرخاء استثنائية، إذ يشكّل هذا المكان، ملاذاً رائعاً بغرفه الـ72 وعدد من الفيلات الحصرية لاستقبال الضيوف رفيعي المستوى.
كانت الإقامة في هذا المنتجع مميزة جداً، وأحببت الغرفة التي نزلت فيها مع إطلالتها الجميلة على البحيرة. ليس هذا فحسب، بل شعرتُ بأجواء مرحبة جداً مع الغرف الواسعة والممرات الفسيحة والخدمة رفيعة المستوى. والمميز أن المنتجع يستقبل أيضاً الأسر مع الأطفال حيث يضمّ نادياً خاصاً للأولاد، ويقوم بتنظيم الكثير من الأنشطة التي يمكن لجميع أفراد العائلة الاستمتاع بها مجاناً.
فلسفة Chenot الصحّية
تطلب منا الأمر بعض الوقت حتى نتعرف عن كثب على فلسفة Chenot الصحّية، حيث حرص الخبراء على تقديم الشروح الوافية وقمنا بجولة في أرجاء المنتجع ومرافقه المختلفة التي بدت مجهزة بطريقة حديثة جداً ومثيرة للاهتمام.
يضم المنتجع نادياً صحياً يمتد على مساحة 6 آلاف قدم مربعة، مزوداً بكل التجهيزات المطلوبة التي تتيح تشخيص الأمراض بشكل دقيق وموضوعي، والمقاربة الصحية التي يتبعها د. هنري شينو تركز على تصميم العلاج الخاص بكل شخص على حدة، لذا فإن التشخيص الدقيق يشكّل الخطوة الأولى التي يُبنى عليها العلاج. وهذا العلاج يجب أن يجمع بين ثلاثة عوامل رئيسة هي: الجسم، الفكر والحالة النفسية، ورحلة استعادة الصحة تتحقق بإحلال التوازن المطلوب بين هذه العوامل الثلاثة.
على امتداد 45 عاماً من الخبرة والتجارب، توصل الطبيب شينو إلى طرق مختلفة لمقاربة الحالات المرضية المتنوعة. وهذه الطرق تركز على ضرورة تحفيز وظائف الجسم حتى يتمكن من التخلص من الفضلات والسموم وامتصاص المغذيات وزيادة حيوية الجسم ونسبة الطاقة، فضلاً عن إعادة التوازن إلى الحالة النفسية والعاطفية على المدى الطويل.
وبحسب مقاربة Chenot، فإن الصحة العامّة للجسم لا تأتي فقط من اختيار أفضل المكوّنات في الطعام، بل أيضاً من نسبة الوحدات الحرارية التي يتم استهلاكها والقيمة الغذائية وطريقة التحضير والطبخ وإعداد الوجبات. فالمهمة الرئيسة للنظام الغذائي تقوم على تنظيف الجسم وإعادة التوازن إليه وتحفز الخلايا لمحاربة عملية التقدم في السنّ والإصابة بالالتهابات.
ما تعلمته خلال هذه الزيارة كان بمثابة درس قيّم في التغذية:
- عدم مزج النشويات مع البروتين الحيواني في الوجبة الواحدة.
- الحفاظ على طبيعة الأمعاء في حالة قلوية.
- طبخ الطعام على حرارة متدنية بهدف الحفاظ على المغذيات فيها.
كان يبدأ يومنا مع فطور صباحي مكوّن من الفاكهة مثل الأناناس كطبق أول، ثمّ يليه الشوفان بحليب الصويا مع قهوة من دون كافيين، ثمّ طوال اليوم أمكننا شرب الماء مع الـ "Khal " أو الليمون الحامض، أو حتى شاي الأعشاب، فيما كان الغداء يتكون من النشويات مع الخضار مثل الباستا مع الصوص فضلاً عن طبق الحساء. أما العشاء فكان يبدأ مع السلطة ثم الحساء وطبق رئيسي يرتكز على البروتين الآتي من السمك أو الدجاج أو اللحم الأحمر.
عموماً، يمكنك الاختيار بين نمطين من الحمية الغذائية، حمية Biolite وهي الحمية التي اخترتها وتمنحك 1300 وحدة حرارية في اليوم، أو الديتكوس وهي حمية قاسية بعض الشيء ترتكز على 600 وحدة حرارية فقط، وتستثني النشويات تماماً، فيما تتيح لك حصصاً صغيرة من البروتين.
الاستشارة الصحّية
تجربتي بدأت مع زيارة خبيرة التغذية التي استخدمت أحدث التقنيات لاحتساب نسبة امتصاص الجسم للماء والدهون ونسبة الكتلة العضلية فيه وتقدير عمر عملية الأيض.
الخطوة الثانية تكون بزيارة الطبيب الذي يطّلع على التاريخ الصحّي الكامل للجسم وما هي الأمراض وسبب الضعف فيه، من ثمّ يقوم باقتراح النظام الغذائي الذي يناسبه. أما الخطوة الثالثة فتتعلق بفحص الـBio- Energy الذي يقوم على الجمع بين العلم الحديث والطب الصيني لتحليل مستوى الطاقة وتحديد سبب الوهن الذي يعاني منه الجسم بواسطة آلة حديثة جداً، وبناءً على ذلك ينصح بالتركيز على نقاط محددة في الجسم والعمل عليها خلال جلسة المسّاج بالطاقة والعلاجات الأخرى المتوفرة في المنتجع.
والجدير بالذكر أنّ كل هذه الاستشارات والعلاجات غير جراحية، فـChenot Palace هو عبارة عن منتجع صحّي وليس عيادة طبية.
العلاج
بعد الاستشارات الطبّية، حصلت على برنامج لليومين التاليين يبدأ من الصباح وحتى المساء.
بدأت مع علاج Hydro Therapy ولفائف الوحل والرش في الماء، فالمزج بين هذه العلاجات الثلاثة بالتدريج يساعد الجسم على الاسترخاء والتخلص من السيلوليت.
تعرفت أيضاً إلى علاج RedCord المعروف باسم Neurac الذي يعيد التوازن إلى عضلات الجسم، ويقوم على تحديد أماكن الوهن في الجسم وتمرين العضلات الضعيفة.
أما العلاج بالطاقة فقد كان تجربة مميزة جداً، حيث قامت اختصاصية من بالي بتطبيق تقنية وكالة نازا وعلاج الحجامة الذي تمّ تحويله إلى أسلوب أكثر تطوراً يقوم على تحفيز العضلات على طول مسارات الجسم. علاج الحجامة هذا ليس شبيهاً بما تعرفينه في الوقع، فهو لا يترك أي حلقات دائرية حمراء أو كدمات على العضلات. يركز هذا العلاج على تحفيز مراكز الطاقة في الجسم بهدف التخلص من السموم بطريقة طبيعية تقوم على الضغط على الأنباض.
أما العلاج الأخير، فكان جلسة الفايشل التي كانت تجربة ممتعة، إذ تضمنت أيضاً عملية ديتوكس للبشرة من السموم والأوساخ، باستعمال مستحضرات التجميل الخاصة بـChenot التي أعجبتني كثيراً.
النتيجة
خسرت مقدار 1,5 كيلوغرام من وزني وتخلصت من الماء المحتبس في جسمي ومن السموم المتراكمة، وكل التقنيات ساعدت على تحقيق هذه النتيجة. لكن من المؤكد أنني كنت حصلت على نتيجة أفضل لو بقيت مدة أسبوع كامل، وهي المدة الدُنيا التي ينصح بها للتمتع بنتائج أفضل. شعوري العام كان بأنني أصبحت أخفّ وزناً وأكثر طاقة وحيوية. أما الخبر المثير جداً للاهتمام، فهو أن Chenot ستفتتح مركزاً جديداً لها خلال العامين المقبلين في دبي، وهذا المركز في أذربيجان يُعتبر الفرع الأول لهذه العلامة خارج إيطاليا!
الحزم المتوفرة
يضع المنتجع في متناولك عدداً من الحزم لتختاري ما يناسبك أفضل، من بينها:
- برنامج الديتوكس الأساسي من شينو لمدة 7 ليالِ بـ2800 يورو للشخص + 200 يورو للاستشارات الطبية.
- برنامج هنري شينو للوقاية والتقدم في السنّ بطريقة جيدة لمدة 7 ليال بـ 4100 يورو للشخص + 200 يورو للاستشارات الطبية.
- برنامج التخلص من الضغط وإعادة الحيوية للجسم لمدة 7 ليال بـ4400 يورو+ 200 يورو للاستشارات الطبية.
- برنامج تنشيط عملية الأيض لخسارة الوزن لمدة 14 ليلة بـ7400 يورو + 200 يورو للاستشارات الطبية.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.