بالتزامن مع الحدث الأبرز لهذا الموسم، معرض "آرت دبي"، نظم غاليري JD Malat Gallery في موقعه المميز بقلب داون تاون دبي، معرضاً فنياً كبيراً بالتعاون مع الفنان كوجو مارفو، حيث يطمح الغاليري إلى تقديم برنامجه الفني العالمي في المدينة، مع التركيز على اكتشاف المواهب الصاعدة من المنطقة وتعزيز حضورها الدولي.
يؤمن جان-ديفيد ملاط، مؤسس المعرض، بأن دبي تشكّل منصة مثالية للحوار الفني المعاصر بفضل مشهدها الثقافي المتنامي. ومن خلال المعارض، المبادرات المجتمعية، والفن في الفضاءات العامة، يسعى المعرض إلى أن يكون جزءًا فاعلاً في الحراك الإبداعي المحلي.
وُلد جان-ديفيد في باريس ويقيم في لندن، وهو خبير فني تخرّج من Sotheby’s ويملك أكثر من 15 عاماً من الخبرة في دعم المواهب الفنية عالمياً. تعاون مع مؤسسات مرموقة وأسماء شهيرة مثل مادونا وبونو، ويواصل مهمته اليوم من دبي، حيث يسعى لاكتشاف فنانين جدد وتمكينهم من الوصول إلى جمهور أوسع.
واحتفاءً بافتتاح المعرض، يُقام معرض فردي للفنان كوجو مارفو، الذي بدأ رحلته الفنية في غانا متأثراً بفنون الأكان التقليدية. ومن نيويورك إلى لندن، مروراً بمعارض في باريس وطوكيو ونيويورك وبرشلونة، يقدّم مارفو في HOME: Heart of My Existence سلسلة من 13 لوحة ضخمة تعيد تعريف مفهوم "الوطن" كحالة داخلية نابضة بالذاكرة ،العاطفة والانتماء.
للتعرف أكثر على أهمية أعمال كوجو وبرنامج غاليري JD Malat Gallery، كان لزويا الحوار التالي مع جان- ديفيد في دبي:
بعد سنوات من العمل في لندن وعلى الساحة العالمية، لماذا اخترت دبي لتأسيس معرضك الفني؟ وأين ترى الطلب أو النقص في هذا السوق؟
كانت لدي رغبة بإنشاء معرض فني في دبي منذ سنوات طويلة، ولكن القرار لم يكن سهلاً. زرت المدينة العام الماضي، وكانت آخر مرة أتيت فيها إلى دبي في عام 2008، وشعرتُ بتغير كبير. الجميع كان يقول لي إن عليّ زيارة دبي، وبالفعل، حين وصلت، انبهرت بما أصبحت عليه المدينة. كما التقيت بعدد كبير من أصدقائي الذين انتقلوا من لندن إلى هنا، فشعرت وكأنني ما زلت في لندن لكن بنسخة أكثر انفتاحاً. أحببت الطاقة الموجودة في دبي، وشعرت أن هناك فرصة حقيقية في القطاع الفني. لذا قررت تأسيس شركة هنا، وكان الأمر سهلاً نسبياً من الناحية القانونية والإدارية. بعد ذلك بدأت أبحث عن الموقع المناسب، واستكشفت عدة مناطق، واختياري الحالي كان لأنني أحب البوليڤارد الكبير، وأن أكون قريباً من دبي مول ومنطقة DIFC، وهذا الموقع مميز جداً بالنسبة لي.
أنت تمثّل فنانين من مختلف أنحاء العالم. كيف اخترت الأعمال المعروضة في افتتاح المعرض؟ وهل اعتمدت على أذواق جامعي التحف في المنطقة؟
نعم، قبل الافتتاح كان لدينا بالفعل بعض الجامعين من دبي، لكن بالنسبة للمعرض الافتتاحي، كنتُ حريصاً على منح الفرصة للفنانين الذين أمثّلهم لإنشاء عمل فني خصيصاً لهذا الحدث. فاخترنا مجموعة منهم لعرض أعمال فردية، وافتتحنا بمعرض جماعي. كان ذلك مهماً جداً، لأنه يوضح هوية المعرض وبرنامجنا الفني. لاحظنا أن الجمهور تفاعل فورًا مع بعض الفنانين، بينما يحتاج البعض الآخر من الفنانين لوقت أطول حتى يعتاد عليهم الناس ويفهموا أعمالهم. وكان مهماً أيضاً أن أبدأ المعرض بأعمال كوجو مارفو، لأنه فنان محوري في برنامجي، وله بصمة خاصة.
حدّثنا عن المعرض الحالي. كم عدد الأعمال المعروضة وما قصة هذا المشروع؟
المعرض الحالي يضم 14 لوحة. بدأنا الحديث عن هذا المشروع قبل عام تقريباً، عندما كنت أبحث عن مساحة للمعرض. بدأ العمل الفعلي على السلسلة الجديدة في فبراير أو مارس، لكن تأخرنا قليلاً بسبب أعمال التجديد. هذا هو المعرض الرابع لكوجو مارفو الذي أنظمه: الأول كان في لندن، ثم شاركنا في معارض فنية، وأقمنا معرضاً فردياً رائعاً في نيويورك بمساحة مؤقتة في تشيلسي، وبعدها عرضنا أعماله في متحف بمدينة باكو في مركز صممته زها حديد. وكان ذلك المعرض أول عرض لفنان أفريقي في هذا المكان، وقد لاقى صدىً واسعاً وحقق حضوراً كبيراً.
برأيك، في أي مرحلة من مسيرته الفنية يقف كوجو مارفو الآن؟ خصوصاً وأن جمهور دبي من الجيل الشاب يبحث عن الاستثمار الذكي في الفن. هل تعتقد أن أعماله تمثّل فرصة استثمارية؟
بالتأكيد. كوجو مارفو يتمتع بأسلوب فني متفرّد. هناك كثير من الفنانين الأفارقة، لكن لا أحد يشبهه. أسلوبه مميز جداً وسهل التعرّف عليه. وأنا لا أحب أن أصفه كـ"علامة تجارية"، لكن لديه هوية فنية واضحة. وأعماله ليست فقط جميلة، بل تحمل قصة، ومَن يقتني لوحة له، فإنه يقتني لحظة من حياة الفنان، وهذا ما يجعلها فريدة. لذلك، نعم، هي استثمار آمن من الناحية الفنية والعاطفية. أعماله دخلت مجموعات كبرى ومتاحف، وهو في مسار تصاعدي.
في السنوات الأخيرة، تغيرت اتجاهات سوق الفن من الانطباعية إلى الفن البرازيلي ثم الأفريقي. ما رأيك بمَن يقتني الفن فقط بناءً على الموضة وليس على الإحساس الشخصي؟
أعتقد أن هذا خطأ شائع ومؤسف. لا يمكن للمرء أن يشتري الفن فقط لأنه "رائج"، لأن ذلك يؤدي غالباً إلى دفع مبالغ أكبر من قيمة العمل الحقيقية. الأفضل دائماً أن تشتري ما تحب. نعم، بعض الناس يبيعون ويشترون لتحديث مجموعاتهم، وهو أمر مفهوم، لكن الفن الحقيقي ليس لعبة مضاربة. هو تجربة وجدانية أولاً وأخيراً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.