سارة الراشد، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لعلامة Asteri Beauty، هي شخصية ملهمة في عالم التجميل السعودي.. بدأت سارة مسيرتها التعليمية في الرياض، حيث درست التصميم الداخلي والهندسة في وقت كانت فيه الخيارات المتعلقة بالفنون محدودة. وبعد فترة تدريبية في شركة عائلتها للبناء، أدركت أن شغفها الإبداعي يحتاج إلى أفق أوسع. لذلك، انتقلت إلى لندن لدراسة ثلاثة برامج ماجستير متنوعة، ركزت فيها على التصميم، القيادة، والإبداع. خلال تلك الفترة، عملت في استوديو التصميم الداخلي 1508 بلندن، حيث اكتسبت خبرة عملية عززت شغفها بعالم التصميم.
في عام 2018، عادت سارة إلى الرياض خلال فترة من التغيرات الثقافية الكبيرة في المملكة، وانضمت إلى شقيقتيها في إدارة شركة إبداعية للأحداث، ركزت على دعم مشهد التصميم المحلي. هذا الجو المليء بالإبداع حرّك داخلها رغبة في تقديم بصمتها الخاصة. وعندما حلّت فترة الإغلاق العالمي وتوقفت المشاريع، كانت تلك اللحظة التي قررت فيها تحويل فكرتها إلى واقع.
بفضل نشأتها وسط أجواء غنية بالإبداع، ومع خبرتها الشخصية مع مشاكل البشرة وتأثير المكياج في تعزيز الثقة بالنفس، ابتكرت سارة رؤية خاصة لـ Asteri Beauty. تؤمن سارة بأن المكياج ليس مجرد مظهر سطحي، بل هو وسيلة فعّالة للتعبير عن الذات. من هنا، جاء هدف علامتها ليكون تعزيز جوهر المرأة دون إخفائه، مع خلق شعور بالأخوة بين النساء لتشجيع ودعم بعضهن البعض.
في الحوار الذي أجرته معها زويا صقر ناشرة موقع "gheir"، تكشف سارة المزيد عن مسيرتها، التحديات التي واجهتها كامرأة سعودية، والطموحات التي تسعى لتحقيقها مع Asteri Beauty. كما تتحدث عن فلسفتها في تقديم مستحضرات تجميل تلائم أسلوب حياة المرأة العصرية، وعن رؤيتها لمستقبل العلامة في الأسواق المحلية والعالمية.
سارة، بعدما حققت Asteri Beauty نجاحاً كبيراً كإحدى أبرز علامات التجميل السعودية، ما الذي تحتفلون به اليوم؟
نحتفل اليوم بإطلاق مستحضر جديد وهو لوحة ظلال العين "Walk in the Palms"، والتي ستُطرح قريباً في الأسواق. كما نحتفل في الوقت ذاته بافتتاح خمسة بوتيكات لعلامة Asteri Beauty في السعودية، البحرين، والكويت.
بعد مرور حوالي عام ونصف على إطلاق العلامة، ما الذي تعلمته من خلال العلاقة مع العملاء؟ وهل هناك أمور ترغبين بإعادة النظر فيها؟
علاقتنا مع العملاء كانت ناجحة للغاية حتى الآن. لكن لاحظنا حاجة لتوسيع خياراتنا، لذا قمنا بطرح درجات لونية أفتح من الفاونديشن، بعدما أدركنا أن العديد من السيدات اللواتي يرغبن باقتناء مستحضراتنا يتمتعن ببشرة فاتحة.
أخبرينا عن بداية المشروع وكيف تبلورت لديك فكرة Asteri Beauty؟
كنت أرغب في تقديم مكياج يناسب أسلوب حياة المرأة العربية العصرية. شخصياً، أحبّ وضع المكياج بسرعة بسبب كثرة تنقلاتي، ولا أستطيع قضاء وقت طويل في الجلوس دون حركة. لذلك، حرصت على تصميم مستحضرات سهلة الاستخدام وغير معقدة، يمكن تطبيقها في أي مكان، مثل السيارة أو أثناء التنقل بين الفعاليات. كما أردت أن تدوم المستحضرات طويلاً على البشرة، دون أن تتضرر أو تتلف بسهولة.
ما موقفك من المستحضرات الأخلاقية التي أصبحت تحظى برواج كبير اليوم؟
Asteri Beauty هي علامة خالية من العنف ضد الحيوانات، نباتية بالكامل، وتتبنى مفهوم الجمال النظيف. مستحضراتنا لطيفة على البشرة ولا تضر البيئة، إذ إنها خالية من البلاستيك، المواد المسرطنة، أو السيليكون. حالياً، نعمل على تطوير مستحضراتنا للعامين 2026 و2027، ونهدف إلى تقديم منتجات أكثر تميزاً.
مع وجود سوق مزدحم بعلامات الجمال، كيف تقيّمين مكانة Asteri Beauty؟
أنا لا أسعى لجعل Asteri Beauty علامة تعتمد على "الترند"، بل نهدف للاستمرارية والتميز من خلال تقديم مفهوم الجمال الكلاسيكي. ومع ذلك، نحن نبتكر أيضاً مستحضرات طريفة وجذابة للشباب من الجيل الجديد.
كيف تشعرين بكونك صاحبة أول علامة تجميل سعودية، خصوصاً في ظل ازدهار المملكة وانفتاحها؟
أشعر بحظ كبير لأنني أطلقت العلامة في توقيت مثالي، بالتزامن مع الانفتاح الكبير الذي تشهده المملكة. كان هدفنا من البداية هو إثبات أن لدينا القدرة على الإنتاج والإبداع، وليس فقط الاستهلاك.
هل واجهتِ تحديات في تأسيس عملك الخاص كامرأة سعودية؟
بالطبع، كوني امرأة سعودية شكل تحدياً كبيراً لإثبات نفسي في مجال يغلب عليه الرجال. هناك أيضاً تصورات مسبقة بأن المنتجات المحلية ليست بجودة المنتجات الأجنبية. هذا إضافةً إلى عدم الثقة الكاملة بعمل النساء في العالم العربي. كل هذا زاد من إصراري على تقديم منتجات تنافسية ذات جودة عالية.
كيف عملتِ على الترويج للعلامة؟
اعتمدنا استراتيجية ترويج متعددة، تضمنت التعاون مع مؤثرات جمال، الانفتاح على الصحافة، وتشجيع العملاء على مشاركة تجاربهم مع منتجاتنا. ومع ذلك، أعتقد أن الناس يشترون المنتجات بعد التأكد من جودتها وأصالتها، وليس فقط بسبب توصيات المؤثرات.
ما هي الخطوة التالية لـ Asteri Beauty؟
نخطط لإطلاق أول خط لمستحضرات العناية بالبشرة، مع التركيز على المنتجات التمهيدية قبل وضع المكياج، والمستحضرات المستخدمة بعده مثل غسول البشرة، كريم الترطيب، والماسكات. نعمل حالياً مع مختبرات في سويسرا، بينما يتم تصنيع أدوات المكياج في إيطاليا، وبعض التفاصيل الأخرى في كوريا وألمانيا.
وما هو حلمك القادم للعلامة؟
أتطلع لأن تصبح Asteri Beauty علامة عالمية، من خلال افتتاح بوتيكات في مدن رئيسية حول العالم. وربما نتعاون لاحقاً مع متاجر كبرى مثل "سيفورا" أو غيرها.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.