تتميز علامة Fauré Le Page بتاريخ طويل يعود إلى ثلاثة قرون، إذ انطلقت في بداياتها كدار متخصّصة بتصميم المنتجات الجلديّة لعالم الصيد. مع مرور الزمن، توسّعت العلامة لتشمل تصاميمها مجموعة واسعة من الحقائب والإكسسوارات الراقية التي تمزج بين الطابع الكلاسيكي والأناقة العصرية. في هذا اللقاء الذي أجرته ناشرة موقعنا زويا صقر في باريس، يحدثنا Augustin de Buffévent المدير العام والمدير الإبداعي للعلامة عن فلسفة Fauré Le Page في التصميم، وكيفيّة مواكبتها للأجيال الجديدة، مع التركيز على إرثها العريق الذي يُعدّ الركيزة الأساسية لهويتها. نتعرف أيضاً على طموحات العلامة وخططها المستقبلية للتوسع، وكيف تستعد لمخاطبة المرأة العربية في المنطقة من خلال بوتيكاتها الجديدة.
هل هذا هو اللون الجديد الذي قمتم بإطلاقه؟
نعم، إنه لون الحدائق الخضراء، ويتوفّر بدرجات متعدّدة من اللون الفاتح إلى الأخضر الأكثر كثافةً. فمجموعة FLPEACE Camouflage تستمد الوحي من تطوّر نمط التمويه (الكاموفلاج) الأخضر من استخداماته العسكرية إلى عنصر أساسي في الموضة والأزياء. هذا وتحتفي النقشة الجديدة بهذا التطوّر، مع المحافظة على تراث Fauré Le Page العريق. كما تُبرز المجموعة روح حركة "السلام والحب" من حقبة الستينيّات من القرن الماضي، المتماشية مع شعار العلامة "Armed for Seduction"، من خلال المزج بين المواصفات العمليّة والأناقة.
انطباعنا عن Fauré Le Page أنها علامة كلاسيكيّة، فهل تحاولون من خلال هذه المجموعة الجديدة مخاطبة الجيل الجديد من عشاق الموضة الراقية؟
في الواقع، عادةً ما نتوجه بتصاميمنا إلى مختلف الفئات وإلى كل السيّدات اللواتي يرغبن بلفت أنظار الآخرين. من المهم جداً بالنسبة لنا أن يكون لدينا قاعدة كلاسيكية، فالمنتجات الخالدة هي التي تشكّل القلب النابض لعلامتنا. تروقني كثيراً فكرة أن نكون عبارة عن دار أزياء تقدّم منتجات تدوم طويلاً، وأحب أن أشاهد سيدة تحمل حقيبتنا بأسلوبها الخاص.
أنت المدير الإبداعي للعلامة، فما الذي تقوله لفريق عملك عندما تريد أن تبتكر مجموعة جديدة؟ أي ما هو التوجه الذي عادةً ما تشاركه معهم؟
لا نتّبع عادةً خطاً مستقيماً فيما يتعلق بعملية الإبداع. ينبغي علينا أولاً أن نتنفس بعمق وأن نحظى بفرصة مثاليّة للعثور على مصادر وحي وإلهام جديدة، من خلال السفر، زيارة المتاحف، المعارض الفنية، حضور المسرحيات وقراءة الكتب والمؤلفات الملهمة. في الوقت نفسه، علينا أن نشعر بهذا الإلهام الذي يتبعه إجراءات متعدّدة الخطوات قبل أن نتوصّل إلى التصاميم النهائية. لدينا في محترفنا عدد كبير من النماذج في طور الإعداد، والتي تشكّل منطلقاً للتصاميم الجديدة. فمن المهم جداً بالنسبة لنا أن نُدرك كيفيّة التعامل مع الرموز الأساسيّة للدار وكيف نستطيع أن نواصل سرد القصص الملهمة من خلال ابتكاراتنا بغض النظر عن الفئة العمرية التي نستهدفها. Fauré Le Page ليست مجرد دار موضة، فتاريخها يمتد إلى ثلاثة قرون، وبالتالي من الأساسي لدينا الحفاظ على هذه الاستمراريّة من خلال تقديم منتجات خالدة.
لقد افتتحتم بوتيككم الأول في دبي مول. ما كانت ردة فعل النساء في منطقتنا حيال العلامة؟
يجب أن أقول في البداية إن المرأة العربية تتمتّع بالكثير من الشياكة، كما تتمتّع أيضاً بالاطلاع الواسع؛ فهي تواكب كل ما يدور في عالم المنتجات الراقية، وتتمتع في الوقت نفسه بستايل فريد، وأنا أجد ذلك مثيراً للإعجاب. تتميّز المرأة في منطقتكم بشخصية فريدة وبأسلوب خاص جداً، يمكن ملاحظته على الفور، وهو أسلوب رفيع ومتكلّف في الوقت نفسه. فهي تمزج، على سبيل المثال، بين الألوان بشكل فريد، كما تتمتّع بالجرأة لارتداء تصاميم بعيدة عن البساطة المعهودة للمرأة الأوروبية. أصبحت لدينا معرفة بالمرأة العربية لأننا افتتحنا أيضاً بوتيكاً في الكويت وآخر في المملكة العربية السعودية، إذ نحرص على التواصل المباشر معها. تتميّز بوتيكاتنا هذه بمواقعها المثاليّة وتصاميمها الداخلية المبتكرة، كما استعنّا فيها بفريق عمل محترف وعلى دراية تامة بكيفية التعامل مع المنتجات الراقية، والهدف من كل ذلك هو أن يكون لدينا ما نقدّمه عن جدارة للمرأة في هذه المنطقة.
هل يمكن أن تطلعنا على عملية تصميم منتجاتكم؟ أين تتم ومن يتولّى إنتاجها؟
نحن دار مستقلة، ولذلك نحن عبارة عن شركة صغيرة، مما يمكّننا من الإشراف الكامل على كل مراحل الإنتاج الذي يتم ما بين فرنسا، إيطاليا وإسبانيا. نعمل بالتعاون مع محترفات صغيرة، إذ تُنفذ المنتجات على أيدي حرفيين. على سبيل المثال، نقوم بإنتاج الخامات في جنوب فرنسا، ونعرف حرفيينا جيداً لأنهم عبارة عن مؤسسات عائليّة صغيرة في الغالب.
هل تنوون التوسّع في نوعية المنتجات التي تقدمونها؟
سبق أن استعملنا الموتيفة (الزخرفة) الخاصة بنا في تصاميم أخرى شملت الأوشحة الطويلة وأنواعاً من المناشف الخاصة بالشاطئ، ومناشف للاستحمام. لكن مازال من المبكر التفكير في التوجّه نحو تصميم الملابس أو غيرها من المنتجات في هذه المرحلة.
ما هي خططكم للعلامة للسنوات العشر المقبلة؟
مازلنا في طور استكشاف الإمكانيّات المختلفة للعلامة، ولدينا رغبة حقيقيّة في تطوير بوتيكنا وابتكار بعض منتجات الديكور والعطور. لكن علينا المضي في هذا الطريق برويّة لأننا حريصون جداً على الجودة، وعلى التعمّق في نوعية المنتجات التي نرغب بطرحها لاحقاً. بالنسبة لي، الترف الحقيقي يتجلى في المنتج الذي يدوم طويلاً، وهو مرتبط بالوقت. فكل ما يكون وقته في هذا العالم قصيراً، لا ينطبق عليه صفة الترف أو الفخامة.
بعض العلامات تتبنى فكرة "الحصرية" بحيث لا تكون منتجاتها متوفرة للجميع وفي كل الأوقات. هل تسيرون على نفس النهج؟
لكل دار استراتيجيتها الخاصة في التسويق. ما نركّز عليه نحن هو تقديم منتجات تساهم في تعزيز حضورنا كعلامة ذات منتجات خالدة تقاوم الزمن وتتحدّى الصيحات الآنية للموضة. نقدّم في منتجاتنا الحرفة الفرنسية Savoir Faire التي تتميّز بها فرنسا منذ قرون في مجال صناعة الفخامة.
Fauré Le Page انطلقت كدار لتصميم المنتجات الجلديّة الخاصة بالرجال، ومن ثمّ انتقلت لتقديم الحقائب الخاصة بالنساء. فأي من الفئتين تعتبر محط تركيز أكبر بالنسبة إليكم الآن؟
في الواقع، بدأت العلامة بتصميم المنتجات الجلديّة لعالم الصيد، والتي كانت تُستعمل من قبل النساء والرجال على حد سواء. وللمفارقة، فإن مفهوم الحقيبة بدأ مع الحقائب الجلدية التي كان الجنود يحملونها معهم على جبهات القتال. من ثمّ انتقلت هذه الحقائب إلى النساء بعدما دخلن إلى سوق العمل بسبب انشغال أزواجهن في القتال. أما اليوم، فقد أصبحت الحقيبة قطعة نسائية أكثر منها رجالية. ومع ذلك، ما زال الكثير من الرجال يحملون الحقائب الصغيرة، ولهذا نحرص على تقديم هذين النمطين من الحقائب.
كلمات مفتاحيّة:
اكسسوارات،
حقائب،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.