زويا تشاركك تفاصيل زيارتها إلى مصنع كارتييه للساعات في سويسرا | Gheir

زويا تشاركك تفاصيل زيارتها إلى مصنع كارتييه للساعات في سويسرا

Zoya  Dec 14, 2023     
×

زويا تشاركك تفاصيل زيارتها إلى مصنع كارتييه للساعات في سويسرا

أحب الساعات ولديّ شغف كبير حيالها، ولهذا لا أفوّت أي فرصة للتعرف على كل جديد في هذا المجال. وكم كانت سعادتي كبيرة عندما تلقيتُ الدعوة من قِبل علامة كارتييه للسفر إلى سويسرا، وزيارة مصنعها الخاص الكائن في منطقة La Chaux-de-Fonds في كانتون نوشاتيل الجبلي.

حزمتُ حقيبتي على عجل، وركبتُ الطائرة تعتريني الكثير من الحماسة لاختبار تجربة جديدة برأيي أنها تستحق كل العناء. ففي عالم تسوده التقنيات الحديثة، وأصبح الهاتف الذكي هو ملجأنا الأول حتى لمعرفة الوقت، استطاعت صناعة الساعات الراقية أن تربح التحدي وأن تحافظ على مكانتها وعلى زبائنها، وهم نخبة ممن يتذوقون المنتجات الخالدة ويقدّرون قيمتها الحقيقية.

كانت الزيارة بمثابة درس لا يتكرر ونظرة عن قرب على المراحل التي تمرّ بها كل ساعة قبل أن تجد طريقها النهائي إليكِ كمستهلكة. وفي هذا التقرير، أقدّم لك مقتطفات من أبرز المحطات التي تخللت هذه الزيارة.

لمحة تاريخية

قبل أن نبدأ باستعراض أهم محطات هذه الزيارة، لنلقي نظرة على تاريخ دار كارتييه التي تأسست في باريس عام 1847 على يدي لويس فرانسوا كارتييه. افتتحت العلامة أول متجر لها في عام 1859، وفي عام 1874، تولى ألفريد كارتييه، ابن لويس فرانسوا، إدارة الشركة وقد لعب دوراً أساسياً في إدخال كارتييه إلى البيوت الملكية في أوروبا وخارجها، وحظيت تصميمات العلامة بشعبية خاصة لدى الملك إدوارد السابع.

لكن لويس كارتييه هو مَن طوّر أول ساعة يد للعلامة التجارية في عام 1904 بناءً على طلب الطيار البرازيلي الرائد ألبرتو سانتوس دومون. كان ألبرتو صديقاً مقرّباً من لويس، وأعرب عن إحباطه من عدم إمكانية استخدام ساعات الجيب أثناء الطيران، إذ كان لا بد من إبقاء كلتا يديه على أدوات التحكم في الطائرة. ولذا ابتكر لويس ساعة يد بسيطة وأنيقة وعملية سُميت بـ"سانتوس" وأصبحت أول ساعة يد للرجال من كارتييه. وفي عام 1907، أبرمت كارتييه عقداً مع صانع الساعات الفرنسي إدموند جايجر الذي وافق على توفير حركات ساعات العلامة التجارية حصرياً. ومنذ ذلك الحين، أصبحت كارتييه معروفة ليس فقط كصائغة مؤثرة ولكن كصانعة ساعات رائدة.

مصنع متعدد الأقسام

يقع مصنع كارتييه La Chaux-de-Fonds وسط الثلوج تماماً، في منطقة جبلية بعيدة عن ازدحام المدينة وعجقة الناس، ممتداً على مساحة 355 ألف قدم مربع، وفيه تجمع كارتييه أكثر من 120 مهنة مختلفة تحت سقف واحد. كما يجري فيه إنشاء وتجميع الساعات الكلاسيكية الجديدة. يُعد مصنع كارتييه هذا الذي افتُتح قبل حوالي العشرين عاماً فقط، نقطة التقاء الحداثة وتقاليد صناعة الساعات، وهو واحد من أكبر مرافق إنتاج الساعات المتكاملة.

الدخول إلى هذا المصنع يبدو أشبه بولوج عالم فريد، يجتمع فيه حب الاكتشاف مع الكثير من الغموض والفضول لمعرفة كل ما يجري داخل هذا المكان.

خلال الجولة في الداخل، تولّى فريق عمل كارتييه تقديم شرح موجز عن الخطوات الخمس لإنشاء ساعات كارتييه، إذ تبدأ بمرحلة التصميم أو التطوير بالرسومات التخطيطية، التي تؤدي إلى نماذج بالحجم الطبيعي ونماذج أولية. ثم يأتي بعد ذلك التصور، فيتم العمل على الجانب الفني للساعة، يليه التصنيع. فهذا هو المكان الذي ينظر فيه فريق عمل كارتييه إلى تصنيع كل مكون وإنشاء الأدوات اللازمة لتصنيعها، بالإضافة إلى تجميع الساعة. ويجب أن تمر كل ساعة جديدة ومكوناتها مثل القرص، العلبة، السوار وكريستال الياقوت بمرحلة التحقق. ويشمل ذلك الاختبارات الميكانيكية والكيميائية التي يتم إجراؤها في إعدادات معملية خاضعة للرقابة، مثل مقاومة الصدمات والمغناطيسية ومقاومة الماء والاختبارات المناخية وحتى الحمضية لمحاكاة تأثير العرق على الساعة.

بعد ذلك، يتم إنتاج الساعة الفعلي، ثم يتم إجراء الفحص النهائي على الساعات المكتملة قبل إرسالها إلى متاجر البيع بالتجزئة المختلفة، التي توفر بدورها خدمة عملاء استثنائية لمدى الحياة. ففي حين يتم إجراء إصلاحات أبسط في المتجر، تقوم العلامة بأعمال أكثر تعقيداً في مصنعها، مثل تصنيع قطع غيار للموديلات القديمة التي لم تعد متوفرة.

من ناحية ثانية، يتراوح تطوير كل ساعة جديدة من عام إلى عامين اعتماداً على مدى تعقيدها، ولذا تمكنا من رؤية مختلف مراحل تطوير الساعات عن كثب خلال هذه الزيارة، وكان من المذهل رؤية الدقة المتناهية التي تتطبلها كل مرحلة، فضلاً عن الخبرة والحرفية المطلوبتين لتنفيذ منتجات ترقى إلى المثالية.

تقنيات لا يعرفها إلا الخبراء

عملية أخرى مثيرة للاهتمام هي إنتاج الكريستال المعدني. في حين أن كريستال الياقوت الأكثر صلابة والمقاوم للخدش المستخدم في معظم الساعات الكلاسيكية يتم قطعه آلياً، فإن الساعات ذات الأشكال غير التقليدية للعلبة مثل Cartier Crash أو Bagnoire تتطلب بلورة معدنية مصنوعة يدوياً. يتم تسخين قطعة مسطحة من الزجاج المعدني تحت لهب أزرق إلى حوالي 500 درجة مئوية في هذه التقنية التي تجمع بين الخبرة الفنية التقليدية في صناعة الزجاج ودقة صناعة الساعات. تتسبب الحرارة في تليين الزجاج المعدني وصبه في القالب الذي تم وضعه فيه. فقط الحرفي الماهر يعرف متى يتم تشكيل الشكل المرغوب بمجرد النظر إلى انعكاس بقعة بيضاء ملقاة على البلورة أثناء عملية التسخين.

لقد أتقنت كارتييه أيضاً فن إنتاج عقارب الساعات، وهو مكون لا تنتجه جميع الشركات المصنّعة الكبرى، وذلك لسبب وجيه. إنها عملية مكثّفة تتكون من حوالي 20 خطوة وتستخدم حوالي 12 حرفة مختلفة، مثل الطرق والقطع والتلميع. تتم أكسدة الأيدي الفولاذية ووضعها في أفران يتم تسخينها إلى 350 درجة مئوية لفترة زمنية محددة للحصول على اللون الأزرق المميز لكارتييه. يتم اختيار عقرب الساعات، الدقائق، الثواني ومطابقة الألوان للتأكد من أن عقارب الساعة بنفس اللون تماماً.

زيارة حُفرت عميقاً في ذاكرتي

لقد كانت واحدة من أجمل الزيارات والتجارب التي حظيتُ بها، إذ تعرفت خلالها عن كثب على المراحل الدقيقة والمتعددة التي تمرّ بها كل ساعة قبل أن ترى النور. كما جعلتني أشعر بالمزيد من التواصل والارتباط مع علامة كارتييه التي يبدأ كل شيء بالنسبة لها، مع التصميم ومن ثمّ تأتي بقية العناصر مثل التكنولوجيا والمواد العالية الجودة. لقد توّلد في داخلي الكثير من الاحترام والتقدير لهذه العلامة التي تبذل جهوداً كبيرة لإنتاج وتصميم كل ساعة من ساعاتها التي تُعتبر اليوم من أيقونات صناعة الساعات والمجوهرات حول العالم.

كلمات مفتاحيّة: كارتير،

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

LIFESTYLE مع ZOYA