كان لدار شانيل CHANEL مشاركة مميزة في أسبوع الساعات دبي، حيث عرضت أحدث ابتكاراتها ومن بينها ساعات INTERSTELLAR المستوحلة من الفضاء وعالم الفلك والأجرام السماوية، ومجموعة MADEMOISELLE PRIVÉ PIQUE-AIGUILLES المستوحاة من وسادة الخياطة التي تستعملها الحرفيات عادةً، عند العمل على تصاميم الهوت كوتور الخاصة بشانيل.
وبهذه المناسبة، التقت زويا بأرنو شاستاني Arnaud Chastaingt مدير استوديو صناعة الساعات لدى شانيل CHANEL في دبي، وأدرت معه الحوار التالي:
أرنو، أعلم أن الرقم 22 مميز جداً بالنسبة إليك، فما الذي يرمز إليه؟
إنه رقم الحظ بالنسبة إلي. فقد وُلدت بتاريخ 22 وابنتي تبلغ من العمر 22 عاماً، كما أنني تزوجت بتاريخ 22، وعندما ابتعت منزلاً، كان عنوانه يحمل رقم 22، حتى أن لوحة سيارتي تحمل هذا الرقم، كما أنني التحقتُ بالعمل لدى دار شانيل في 22، حتى أنني أصبحتُ أستخدم هذا الرقم في توقيعي الخاص، كما اكتشفتُ بأن هذا الرقم له طاقة قوية.
ما رأيك بأسبوع الساعات دبي؟ بالنسبة إليّ إنه مختلف عن فعالية Watches & Wonders، فهنا الأجواء تبدو ودودة أكثر وبعيدة عن الطابع الرسمي..
إنه بالفعل حدث رائع وهو بالفعل مختلف جداً عن معرض Watches & Wonders الذي يُقام كل عام في جنيف. فهنا يميل هذا الحدث لأن يتمتع بطابع لايف ستايل، وفيه يتنقّل الجميع بحرية تامة ولدى كل الزوّار الفرصة للتعرّف على فرق العمل التي تقف وراء بعض الإصدارات المميزة.
لنتحدث عن الإصدارات الخاصة بشانيل لهذا العام، بالنسبة لي تبدو ساعة Mademoiselle Privé Pique-Aiguilles مميزة جداً وفريدة من نوعها. كيف خطرت لكم فكرة تصميم ساعة مستوحاة من مخدة الأبر التي كانت تستعملها غابرييل شانيل في تصميم الأزياء؟
شانيل هي في الدرجة الأولى دار لتصميم الهوت كوتور، وقد أطلقت قسم تصميم الساعات في الثمانينيات فقط، ولذا فإن الهوت كوتور يُعتبر جزءًا من هوية الدار، ولهذا ليس غريباً أن تكون تصاميم الساعات مستوحاة من صناعة الموضة. ولتصميم ساعة Mademoiselle Privé Pique-Aiguilles بالتحديد، قصدتُ ورشة العمل الخاصة بشانيل في شارع كومبون، ومن الأدوات التي تُستعمل كل يوم، كانت مخدة الدبابيس التي كان الحرفيون يضعونها حول رسغهم خلال عملهم على التصاميم الجديدة. وعندها شعرتُ بالحاجة لإبراز أهمية هذه الأداة في صناعة الكوتور، وكان اللافت أن هذه الوسادة كانت تناسب الحرفيين العاملين مهما كان حجم رسغهم. في الحقيقة فإن أكثر ما لفتني في الأمر، كان شكل الحرفيون الذين بدوا وكأنهم يضعون قطعة مجوهرات حول رسغهم، وكانوا أيضاً يتمتعون بأساليب فريدة جداً في غرز الدبابيس وأبر الخياطة في هذه الوسادة.
وكيف كانت ردة فعل الناس على ساعة Mademoiselle Privé Pique-Aiguilles؟ وهل ستواصلون تقديم إصدارات جديدة من هذا الموديل؟
هذه الساعة هي في المرتبة الأولى قطعة مجوهرات، ولكن كمصمم لديّ الكثير من الأفكار التي أودّ تحويلها إلى ابتكارات على أرض الواقع. بالطبع قد أعود من جديد إلى ساعة Mademoiselle Privé Pique-Aiguilles العام المقبل أو العام الذي يليه. وبالنسبة لهذا العام، فقد قمتُ بالفعل بتصميم خمسة إصدارات مختلفة من Mademoiselle Privé Pique-Aiguilles، واحدة ترمز إلى وسادة الخياطة والثانية إلى سترة التويد الأيقونية من شانيل، وثالثة مستوحاة من تطريز اللؤلؤ على القماش، هذا على سبيل المثال. وربما أقوم لاحقاً بتجسيد العديد من القصص الملهمة الخاصة بكوكو شانيل، في الساعات والإصدارات المقبلة، فهذه الساعة هي أشبه بالكانفا التي يترك عليها الرسام إبداعه ويحوّله إلى لوحة فنية جديرة بالتقدير. وفي كل الأحوال، ستكون معظم هذه القصص التي سأرويها في الإصدارات اللاحقة، على علاقة مباشرة بعالم صناعة الهوت كوتور، فأنا أرغب بتوجيه تحية إلى الحرفية والخبرة التي تمتلكها دار شانيل في هذه الصناعة، من أزرار التايورات إلى التطريزات المستوحاة من زهرة الكاميليا وقماش الدانتيل والتويد وغير ذلك.. ولهذا ترون بأن هذه المجموعة الأولى من الساعات، هي أشبه بالمزاوجة ما بين صناعة الكوتور وفن تصميم الساعات الراقية.
لنتحدث أيضاً عن ساعة J12، لقد ورثتَ مجرد ساعة أنيقة وحوّلتها إلى ساعة جذابة. أخبرنا أكثر عن هذه الساعة.
هذه الساعة رأت النور بدايةً على أيدي Jacques Hélleu في العام 2000، وكانت هذه الساعة أول اتصال لي بعالم الساعات، فقد أعجبتُ بها جداً عندما شاهدتها للمرة الأولى، وكان عمري آنذاك 20 عاماً وكنتُ لا أزال جديداً في عالم التصميم ولم أكن مهتماً كثيراً بعالم الساعات. ولكنني شاهدتُ الكثير من السيدات يرتدينَ هذه الساعة في شوارع باريس وكانت تبدو أشبه بثورة في عالم تصميم الساعات. وعندما انضممتُ إلى فريق عمل شانيل في العام 2013، فكرتُ ملياً بما يمكنني فعله بهذه الساعة التي كنتُ متأثراً جداً بتصميمها مع الحفاظ في الوقت نفسه على الهوية الخاصة التي منحها إياها Jacques Hélleu باعتباره المبتكر الأول لساعة J12. واليوم لديّ الشعور كما لو أنني أساهم في تعرية هذه الساعة من أشكالها السابقة، ومنحها أثواباً جديدة كلياً باستعمال ألوان ومواد مختلفة وجديدة. والرائع أن الدار منحتني الكثير من الحرية في الابتكار، ولهذا لم يكن من الصعب عليّ أن أفكر خارج الصندوق وأن أختار لهذه الساعة ألواناً وأشكالاً جديدة، مع الحفاظ على الامتياز نفسه في التنفيذ والتصميم، فالاهتمام بأدق التفاصيل هو أحد المزيات التي تندرج في الحمض النووي الخاص بشانيل. فنحن لدينا أفضل أنواع الخامات والمواد العالية الجودة ولهذا نعلم ما الذي ينبغي علينا فعله لتقديم تصاميم تتسم بالامتياز والجودة والكثير من الجمال والابتكار. وفي مجال الساعات بالتحديد، نتعاون مع مصنع للساعات يتمتع بالكثير من الخبرة في سويسرا، كما لديّ فريق عمل من الحرفيين حيث كل واحد منهم يعرف تماماً ما الذي ينبغي عليه فعله، وهذا بحد ذاته رفاهية كبيرة تساعدني كثيراً في عملي.
لنتحدث أيضاً عن الساعات الرجالية. لقد انطلقت في عملك من دار متخحصصة بالتصاميم النسائية لتقدّم خطاً خاصاً من الساعات الرجالية. كيف وقع هذا الخط في صناعة الساعات التي تهمين عليها العديد من الدورالعالمية الرائدة في هذا المجال؟
عندما انضممتُ للعمل لدى دار شانيل، قررت الأخيرة إطلاق حركة ساعة خاصة بها، وكانت في البداية عبارة عن كاليبر، وهو تصميم معقد كما تعلمين. غير أنني قررتُ ابتكار حركة Jumping Hour. وهنا تذكرتُ كيف أن غابرييل شانيل كانت تستمد الكثير من الوحي والإلهام من عالم الرجال، والعديد من العناصر الأساسية في تصاميمها كانت مستوحاة من عالم الرجال مثل قماش التويد على سبيل المثال. ومن هنا أتتني فكرة تقديم أول منتج للرجال يحمل توقيع شانيل، وهكذا وُلدت ساعة Monsieur Watch رغم أنني كنتُ أعلم مسبقاً بأنها ستشكّل مفاجأة بالنسبة للكثيرين. والمثير للإعجاب، أن الكثير من النساء قررنَ الحصول على هذه الساعة وارتدائها. وقد تميزت هذه الساعة بحركتها البسيطة البعيدة عن التعقيد، ومن هنا قررنا اعتماد الكاليبر المستدير في هذه الساعة وباقي ساعات شانيل، فهي تساهم في تسليط الضوء على عمل الساعة بدلاً من أن تطغى عليها، لتكون الحركة هي نقطة التركيز الأولى في التصميم ككل. كما كانت هذه الساعة غامضة نوعاً ما، وذلك انسجاماً مع أسلوب حياة غابرييل شانيل، وعلاقاتها السرية أو الخفية مع العديد من الرجال الذين مرّوا في حياتها. وعليه، كانت حركة الساعة متحفظّة وفي الوقت نفسه تجسيداً للمثالية.
ما هو توصيفك لمفهوم الساعات الفخمة في يومنا هذا؟
لكل علامة توصيفها الخاص حيال مفهوم الساعات الفاخرة، وبالنسبة لشانيل أعتقد إن الأمر له علاقة وطيدة بستايل الساعات، وبالامتياز في الحرفة والتصميم والتنفيذ. أي الاهتمام بأدق التفاصل. فكل شيء يحمل توقيع شانيل يجب أن يكون مثالياً.
كلمات مفتاحيّة:
اكسسوارات،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.