كالعادة، برز المصممون العرب بقوة لافتة في مهرجان كان السينمائي لهذا العام، لكن الصدارة كانت من دون شك لزهير مراد، الذي يمكن القول إنه كان نجم السجادة الحمراء، ليس فقط لأنه قدّم أجمل الفساتين، بل لأنه حوّل كل ظهور إلى لحظة سينمائية مبهرة. كانت التصاميم التي حملت توقيعه من بين أكثر الإطلالات أناقةً وجرأةً، وتألقت بها أسماء عالمية تثق في ذوقه وإبداعه الاستثنائي.
من بيروت إلى العالمية: رحلة إبداع لا تعرف التراجع
وُلد زهير مراد في بيروت، المدينة التي لا تهدأ عن إنتاج الجمال، ودرس تصميم الأزياء في باريس قبل أن يعود إلى لبنان ليؤسس داره الخاصة في تسعينيات القرن الماضي. سرعان ما تحوّل اسمه إلى رمز للأنوثة الفاخرة، واستطاع أن يفرض توقيعه في عواصم الموضة الكبرى، من باريس إلى ميلانو، ومن نيويورك إلى لوس أنجلوس. ما ميّز مسيرته منذ بداياتها هو إصراره على التمسّك بالحِرَفية العالية، الاحتفاء بالتفاصيل، والتعبير عن الجمال الأنثوي بأسلوب فني يتخطى حدود الزمن.
النجمات يخترن زهير مراد... لأنه يصنع اللحظة
على السجادة الحمراء، لا مجال للتجريب أو المجازفة، ولهذا السبب تتجه النجمات العالميات مراراً وتكرارًا نحو زهير مراد. من جينيفر لوبيز إلى بيونسيه، ومن بلايك لايفلي إلى هالي بيري، كلّهن اخترن تصاميمه في لحظات مفصلية من مسيرتهن. يعرف زهير مراد كيف يخلق فستاناً يُحكى عنه، وكيف يضع من ترتديه في خانة الأيقونات. إنه المصمم الذي يفهم لغة الكاميرا ويترجمها إلى قماش يتلألئ، وخطوط تنسج حول الجسد هالة من الفخامة.
كان 2025... الأناقة الباذخة بتوقيع لبناني
في الدورة الحالية من مهرجان كان، كانت فساتين زهير مراد حديث المصورين والمتابعين على السواء. رأينا كيف طغت على الإطلالات ملامح الأناقة الباذخة: فساتين مرصّعة بالترتر والكريستال، قصّات تعانق القوام بأنوثة وجرأة، كابات ضخمة تعزف نغمة دراماتيكية حالمة، وتفاصيل مستوحاة من أرشيف الهوت كوتور الفرنسي، لكنها ممهورة بروح شرقية لا تشبه سواها.
برزت ألوان قوية مثل الأحمر القرمزي، الأصفر المشمس، والأسود الملكي، مع تصاميم تراوحت بين القصّات الكلاسيكية واللمسات المستقبلية، ما يعكس قدرة زهير مراد على التجدد دون التخلّي عن هويته المترفة. لا شيء عادي في هذه الفساتين: كل قطعة تشبه لوحة، كل تطريز يروي حكاية، وكل حركة على السجادة تتحول إلى مشهد مسرحي.
ترف التفاصيل... توقيع لا يُقلّد
في عالم الموضة حيث تُستهلك الصيحات سريعاً، يبقى زهير مراد وفياً لفلسفة التصميم التي ترتكز على التفاصيل. من الزخارف اللامعة التي تنسج الضوء، إلى استخدام الأقمشة الشفافة والطبقات الحريرية، تتجلّى حرفيّته في كل غرزة. وهذا العام في كان، كرّس زهير مراد مكانته كأحد أكثر المصممين تأثيراً في صناعة الأزياء العالمية، لا بل كمن يعيد تعريف فكرة "الفستان الحلم" في عصر السرعة.
زهير مراد لا يكتفي بأن يصنع الفساتين، بل يصنع اللحظة، — لحظة لا تُنسى على السجادة الحمراء، تختصر كلّ معاني الجمال، الترف، والأنوثة اللامحدودة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.