لم تعد الدراما تفاجئنا، بل أصبحنا نتوقع الكثير من الأجواء الدرامية في عروض بالنسياغا Balenciaga، وهنا نتحدث عن الدراما الباهرة التي تحملنا إلى عوالم فيها كم هائل من الإبداع والفن والابتكار.
ويبدو ديمنا غفازاليا المدير الإبداعي لبالنسياغا كمخرج أفلام يتقن تماماً ابتكار المشاهد المؤثرة باستعمال المؤثرات الخاصة التي تحرّك أحاسيسنا وأفكارنا في الوقت نفسه. وهذا تحديداً ما فعله في العرض الذي قدمه أمس خلال أسبوع باريس لخريف وشتاء 2020، إذ حوّل سقف قاعة العرض إلى شاشة عملاقة تبثّ فيلماً مستوحى من السماء التي تعبرها آلاف الغيوم، فيما جعل الأرضية مليئة بالماء، ومع الموسيقى الدرامية التي استعان بها، نجح في إيصال فكرته التي أراد من خلال توجيه تحية لقوى الطبيعة وتسليط الضوء على الأضرار المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري.
هذا في ما يتعلق بديكور العرض، أما بالنسبة إلى التصاميم، فلم تقلّ إبهاراً أو دراما عن هذا المشهد الخلّاب.
تصاميم بأشكال مستقبلية وأزياء ذات طابع رياضي
على الرغم من أنه قدّم التصاميم التي نحتاج إليها في كل يوم من حياتنا، من المعاطف الدافئة إلى البذلات الأنيقة والفساتين المنقوشة، لم يغب عامل المبالغة عن التشكيلة.
بدأ العرض بمجموعة من الإطلالات السوداء الدرامية التي ذكّرتنا بملابس الرهبان والراهبات، إذ اتسمت بقصاتها الواسعة مثل الكابات المستوحاة من شكل الجرس، وجاءت أيضاً بياقات عالية وغابت عنها الألوان أو القصات الأنثوية مقابل التركيز الكبير على الخطوط المستقيمة والقصات النظيفة.
في الواقع، شكّلت القصات الواسعة إلى درجة المبالغة أحياناً، إحدى ركائز العرض الذي أراده المصمم بعيداً عن المألوف. وفيه رأينا أيضاً قسماً كبيراً من التصاميم المستوحاة من الأزياء المخصصة لأنواع مختلفة من الرياضات، مثل رياضة سباق السيارات التي قدّمها المصمم بأسلوب مستقبلي الطابع. وإلى جانب هذه الأزياء الرياضية، كانت الفساتين الأنثوية ذات الأكتاف العالية والمدببة، نجمة العرض الأول من دون منازع.
ربما تظنين أنه لا يمكن لأي امرأة أن ترتدي هذه الأكتاف في الحياة العادية، لكننا نراهن على أن هذه الموضة ستروج كثيراً، وإن كان هناك بعض التعديل الطفيف الذي سيطرأ عليها. فقد أثبت ديمنا قدرتها الفعلية على تحديد بعض الاتجاهات الجديدة في عالم الموضة، كما نجح في أن يجعل من بالنسياغا الماركة الأكثر عصرية في عالم الأزياء والموضة، حيث تجمع تصاميمها بين ستايل أزياء الشارع والذوق الأنيق. تتميز هذه الماركة بتفانيها في اتباع القواعد الأساسية في الخياطة لتضمن لنا جودة عالية، بالإضافة إلى اهتمامها في تقديم تصاميم مبتكرة ومرحة وغريبة أيضاً.
من ناحية ثانية، رأينا في العرض العديد من الصيحات الرائجة حالياً، من التكسيرات الرفيعة التي تضفي الكثير من الحيوية على الطلّة، إلى نسيج اللاتيكس الذي قدمه دينما في قصات واسعة وبألوان حيوية، الخامات المبطّنة السميكة، إلى جانب مجموعة من الفساتين الأنثوية المنحوتة التي تلائم مناسبات السجادة الحمراء.
يبقى أن نذكر أنه شارك في العرض عارضون وعارضات من مختلف الأعمار، وهذا الأمر كان مقصوداً من قبل المصمم الذي يسعى بدوره إلى تطوير مفهوم الموضة وجعلها أكثر شمولية.
كلمات مفتاحيّة:
ازياء يومية،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.