3 مصمّمي أزياء يؤكدون أنّ العباءة السعودية ستبقى لكنّها ستشهد مزيداً من التحديث | Gheir

3 مصمّمي أزياء يؤكدون أنّ العباءة السعودية ستبقى لكنّها ستشهد مزيداً من التحديث

موضة  Jan 13, 2020     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
Loading the player...
×

3 مصمّمي أزياء يؤكدون أنّ العباءة السعودية ستبقى لكنّها ستشهد مزيداً من التحديث

من تصاميم ياسمين الملا
من تصاميم ياسمين الملا
ياسمين الملا
من تصاميم محمد الخاجة
من تصاميم محمد الخاجة
من تصاميم محمد الخاجة
من تصاميم محمد الخاجة
محمد الخاجة
من تصاميم عفة الدباغ
من تصاميم عفة الدباغ
من تصاميم عفة الدباغ
عفة الدباغ

لا يبدو أن أي شيء سـ"يفرمل" توجّه المملكة العربية السعودية لتطبيق المزيد من الإصلاحات الداخلية ودفع البلاد نحو المزيد من الانفتاح على العالم الخارجي.

لقد كان حفل "ميدل بيست" الذي أقيم الشهر الفائت في الرياض، أكبر دليل على سياسة الانفتاح واعتماد أسلوب حياة أكثر مرونة وأقلّ تقيّداً بالضوابط القديمة، بما فيها الضوابط التي كانت مفروضة على النساء، حيث كان ارتداء العباءة إلزامياً، أما اليوم، فقد بات أمراً اختيارياً، من دون أن يعني ذلك التسامح المطلق في اختيار الزي، لا سيما في الأماكن العامة، إذ إن الاحتشام ما زال أمراً ضرورياً.

وعليه، يعيش المجتمع السعودي اليوم على مفترق طريق، بين القديم والجديد، بين الموروثات المقيّدة والحرية التي مُنحت له على حين غرّة. ليس من الغريب أن يشعر الناس ببعض الحيرة وربما القليل من القلق المشوب بالكثير من الترقّب، فما يجري على أرض الواقع لم يكن لأحد أن يتخيّله، حتى في الأحلام.

فيما يتعلق بالزي المحلي، وإن كنا جميعنا مع منح الناس الحرية في اختيار طبيعة ملابسهم وأساليبها وتصاميمها وأشكالها، لكن لا يسعنا إلا أن نتساءل عن واقع ومستقبل العباءة اليوم بعدما سُمح للسيدة السعودية بالتخلّي عنها، إذا رغبت في ذلك.

في ذاكرتنا الشعبية، تحتلّ العباءة مكاناً أساسياً وراسخاً، فهل نكون أمام قفزة تاريخية تلغي كل إرثنا القديم لتؤسّس لمرحلة جديدة كلياً، ربما لا تشبه تاريخنا؟

ماذا يقول مصممو الأزياء؟

قرّرنا أن نأخذ بآراء عدد من مصممي الأزياء حول واقع العباءة ومستقبلها، وطرحنا عليهم الأسئلة التالية: كيف سيؤثر الانفتاح الذي تبنّته السعودية على تطوير أو تغيير شكل الموضة في الخليج العربي؟ هل يُحتمل أن تتأثر العباءة التقليدية كثيراً بسياسة الانفتاح أم أنها ستبقى دائماً جزءاً من العادات النحلية في السعودية وفي بقية دول الخليج؟ هل تعتقد أن السعودية مهيّأة لتصبح وجهة الموضة وعروض الأزياء الجديدة في منطقة الخليج؟ وجاءت إجاباتهم لتؤكد أن العباءة باقية مع بعض التعديلات والتطوير.

عفة الدباغ:

عفة الدباغ هي مصممة سعودية مقيمة في دبي منذ سنوات طويلة. درست تصميم الأزياء في المملكة المتحدة، وعُرفت منذ سنوات بتصاميمها الرصينة التي تشمل الفساتين الأنيقة والعباءات السوداء والملونة على حد سواء. تقول عفة: "أعتقد بالتأكيد أن هناك تحولاً يحدث في كيفية ارتدائنا الملابس في الأماكن العامة في السعودية وحتى في دول الخليج الأخرى. لقد باتت المرأة تختار ارتداء المزيد من الملابس وفقاً لأسلوبها الشخصي وقيمها. وفيما يتعلق بالعباءة، يظهر هذا التغيير من خلال زيادة الطلب على العبايات الملونة والأقمشة غير التقليدية والعبايات المستوحاة من المعاطف".

وتضيف عفة: "أعتقد أن العباءة ستظل ترتديها غالبية النساء في الخليج. الفرق الرئيس هو أن العباءة ستستمر في التطوّر بعيداً عن اللون الأسود التقليدي مع تنوّع أكبر بكثير من حيث الشكل واللون. أعتقد أيضاً أن العديد من النساء الأكثر تحفّظاً أو التزاماً دينياً، سيواصلنَ ارتداء العباءة بشكلها التقليدي".

أما عن إمكانية تحوّل السعودية إلى وجهة الموضة وعروض الأزياء الجديدة في منطقة الخليج، فتقول: "بما أن السعودية هي أكبر دولة في الخليج، فهي تضم مجموعة متنوعة وثقافات مختلفة من المقيمين. والآن، مع افتتاح الفرص في عالم الفن والثقافة والتصميم، سنرى بالتأكيد نساء سعوديات أكثر نفوذاً يأخذن الأضواء في عالم الموضة".


محمد خوجة:

محمد خوجة هو من المصممين السعوديين الشباب الذين تركوا بصمة خاصة جداً في صناعة الموضة في منطقة الخليج. أطلق محمد علامته الخاصة "هندام Hindamme" قبل سنوات، وسرعان ما حقق النجاح لأنه عرف كيف يقدّم التصاميم المعاصرة مع لمسات عربية، وموديلات للرجال والنساء على حد سواء.
يعرب محمد عن رأيه بأن الانفتاح سوف يُعزّز من تنوّع الموضة، ويشرح: "على سبيل المثال، في مُختلف الحفلات الموسيقية التي نشهدها نجد الناس يرتدون بطريقة فريدة ولا تعني بالضرورة أنها أقل أو أكثر احتشاماً، لكنها أكثر تنوّعاً في أساليبها".
أما عن العباءة، فيقول: "صراحة، لا أعتقد أن العباءة ستتأثر، لكن سيكون هناك العديد من الخيارات لارتداء الأزياء المُحتشمة مثل العباءة، فهي ما زالت مُهمة كجزء من التقاليد المحلّية لكن في ذات الوقت سنرى المزيد - بل إننا نراه بالفعل- من إعادة تجديد العباءة و كيف ستبدو عليها، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة مثل العباءة الترنش والمُصنّعة من الأورغانزا، إلى جانب العديد من الألوان المُختلفة، أي سيكون هناك التوجّه لمزيد من الإبداع والعصرية.

محمد مقتنع أيضاً بأن السعودية لا شكّ أنها ستصبح من أهم أسواق الموضة في المنطقة وربما في العالم. ويضيف: "هناك الكثير من تسليط الضوء والاهتمام لفهم هذه الصناعة وإمكاناتها، إلى جانب الرغبة في فهم الثقافة السعودية أيضاً، وبما أن الموضة المُحتشمة أصبحت رائجة، نجد اهتماماً بها من الأجانب غير العرب أيضاً، حيث لدينا القدرة على تنسيقها وجعلها عصرية، والشيء الآخر هو الاهتمام بزيادة المصانع ووكالات تصميم الأزياء لنتمكّن من ابتكار الموضة لا إنتاجها فقط".

سألنا محمد أيضاً، ألن يؤثر تدفّق العلامات الكبيرة إلى السوق السعودي سلباً على المصممين المحليين؟ فأجاب: "أجل، بالتأكيد سيؤثر لأنهم يواجهون العديد من العقبات فيما يتعلق بتقديم مجموعاتهم أو ترجمة أفكارهم للواقع، وأولها تتعلق بالإنتاج. نحن لا نملك العديد من القدرات الإنتاجية في منطقة الخليج حالياً، فمن الصعوبة الإنتاج هنا على عكس أوروبا مثل البرتغال وإيطاليا، كما لا توجد العديد من العمالة، بالإضافة إلى افتقاد بعض التقنيات للعمل على ماكينات الطباعة.
في ذات الوقت نجد أن العملاء العالميين أو المحليين لا يستثمرون في اقتناء التصاميم المحلية، لكن نرى الآن تحوّلاً كبيراً، فبسبب هذه الصعوبات يتّجه المصممون المحليون إلى إقامة فعالياتهم ومتاجرهم المؤقتة الخاصة وبالتالي يعثر عليهم العملاء من خلالها، للبحث عن قطع فريدة من ابتكاراتهم".


ياسمين الملا:

ياسمين الملا هي مصممة أزياء إماراتية، علامتها تحمل اسمها، وقد اختصّت بتصميم الملابس الشرقية مثل الفساتين الرصينة العباءات الملونة. تتميّز تصاميم ياسمين بأسلوبها الكلاسيكي، ألوانها الأحادية الناعمة، وابتعادها عن التفاصيل المنمّقة الكثيفة.
برأي باسمين أن السيدات السعوديات كنّ دوماً أنيقات وسيحافظنّ على أناقتهن من نواحٍ مختلفة. فهنّ يشتهرن بأساليبهن المتطورة، لذلك فإن الانفتاح سيؤثر إيجاباً على صناعة الأزياء في السعودية والمنطقة.
وتستبعد ياسمين أن تتأثر العباءة سلباً بالانفتاح، وتشرح: "العباءة كانت وستظل دائماً جزءاً أساسياً من ثقافتنا، ولن تتأثر بقدر ما ستحصل على مظهر جديد مع كل موسم. سنشهد بالتأكيد تغييراً طليعياً، لكننا سنحرص دائماً على ألا تفقد العباءة قيمتها الفعلية ودورها في ثقافتنا المحلية، لا سيما أن مفهوم الموضة المحتشمة يُعدّ اليوم المفهوم الأكثر شيوعاً في صيحات الموضة.

كلمات مفتاحيّة: ملابس محجبات،

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الموضة